تراجعت عائدات السندات الأمريكية في نهاية تعاملات جلسة الجمعة بعد تناول عناوين الأخبار توترات جيوسياسية تترقب الأسواق تطوراتها على مدار الأيام المقبلة عقب وقوع صدام بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولودومير زيلينسكي قبل التوقيع على اتفاقية هامة بين البلدين في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وكان التوتر غير العادي، الذي تحول إلى مشادة كلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولودومير زيلينسكي – الذي حال دون توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن استغلال المعادن النادرة الواقعة تحت سيطرة كييف – من أهم المؤثرات التي أدت إلى ارتفاع قيمة عائدات سندات الخزانة الأمريكية التي أقبل عليها المستثمرون على مدار اليوم الأخير من تعاملات الأسبوع المنقضي، ومن ثم تراجع العائدات عليها نظرًا للعلاقة العكسية بين القيمة والعائدات.
ورغم الصدام الشديد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولودومير زيلينسكي، قال مسؤولون أمريكيون أن واشنطن لا تزال ترحب بالوفد الأوكراني ومستعدة لتوقيع الاتفاقية المشار إليها في وقت لاحق. جاء هذا التأكيد الأمريكي الرسمي ليحي الآمال في التوصل إلى اتفاق سلام في شرق أوروبا لما ينطوي عليه ترحيب المسؤولين الأمريكيين من احتمالات توقيع الاتفاق الذي بدوره يأتي في إطار اتفاق سلام أوسع نطاقًا من شأنه أن ينهي الحرب في أوكرانيا.
والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض للتباحث في اتفاق سلام محتمل بين موسكو وكييف بوساطة الولايات المتحدة.
ورغم الخلاف في وجهات النظر بين الزعيمين ظهر جليًا أثناء اللقاء الأول فيا يتعلق بالتفاصيل المتوافرة عن الاتفاق المحتمل حتى الآن، يرى مراقبون أن هذا الاجتماع تحرك إيجابي نحو السلام بين طرفي الصراع في شرق أوروبا.
وأعلن زيلينسكي رفضه “صفقة المعادن النادرة” بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، مما أثار هجوما غاضبا من الرئيس ترامب ونائب الرئيس جي دي فانس في البيت الأبيض الجمعة.
مع ذلك، يظل الصدام بين الزعيمين من أقوى المؤثرات التي لعبت لصالح الدولار الأمريكي الذي تمسك بقوة بالاتجاه الصاعد حتى نهاية أسبوع التداول الجاري.
كما تأثرت عائدات سندات الخزانة الأمريكية سلبًا بإلقاء مؤشرات نفقات الاستهلاك الشخصي الضوء على عدم ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة، مما يعمل ضد عائدات السندات الأمريكية.
وظهرت بيانات التضخم الأهم والأكثر مصداقية واعتمادية بالنسبة للفيدرالي لتظهر تغير محدود للغاية في قراءات مؤشرات نفقات الاستهلاك الشخصي، مما يعكس حالة من استقرار الأسعار، وهو ما من شأنه أن يعجل بخفض الفائدة، مما يضعف موقف العملة الأمريكية.
وارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بـ0.3% في يناير الماضي مقابل قراءة الشهر السابق التي أشارت إلى 0.3%، وهو ما يعكس عدم ظهور أي تغيير في أداء المؤشر، مما يتوافق مع توقعات السوق.
وارتفعت القراءة السنوية لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بـ2.5% في يناير الماضي مقابل قراءة نفس الشهر من العام الماضي التي سجلت 2.6%، مما يشير إلى ارتفاع أدنى من القراءة السابقة ومتوافق مع توقعات الأسواق.
لكن القراءة الشهرية لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة ارتفعت بـ0.3% في يناير الماضي مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت 0.2%، لكنها رغم ذلك جاءت متوافقة مع توقعات الأسواق.