نور تريندز / التقارير الاقتصادية / لماذا ارتفعت عائدات السندات الأمريكية إلى أعلى مستوياتها في 2023؟
عائدات سندات الخزانة
عائدات سندات الخزانة

لماذا ارتفعت عائدات السندات الأمريكية إلى أعلى مستوياتها في 2023؟

بينما كانت الأسهم الأمريكية تتحرك في اتجاه أدنى مستوى لها في خمسة أسابيع، استمرت عائدات سندات الخزانة الأمريكية الصعود نحو أعلى المستويات منذ بداية العام الجاري بدفعة من بيانات مبيعات التجزئة التي سلطت الضوء على تحسن كبير في إنفاق المستهلك الأمريكي.

وفقد مؤشر ستاندردز آند بورس500 حوالي 1.2% من قيمة إغلاق الجلسة السابقة في نهاية تعاملات الثلاثاء، مما يشير إلى أدنى مستوى له في حوالي شهر في حين فقد ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة أكثر من 1.00% من قيمة إغلاق اليوم السابق أيضا.

وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية بدفعة من تصاعد توقعات برفع الفائدة الفيدرالية في المرحلة المقبلة بعد ظهور بيانات ألقت الضوء على تحسن في طلب المستهلك في الولايات المتحدة.

وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.212% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 4.195%. وهبطت العائدات على هذا النوع من الأوراق المالية السيادية إلى أدنى مستوى لها في جلسة الثلاثاء عند 4.173% مقابل أعلى المستويات التي ارتفعت إليها في نفس الفترة عند 4.268%.

وحققت مبيعات التجزئة الأمريكية ارتفاعا بـ0.7% في يوليو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا أقل بـ0.3%، وهو ما جاء أعلى من توقعات السوق التي أشارت في وقت سابق إلى ارتفاع أقل بـ0.4%.

وألقت البيانات الأمريكية بظلال ثقيلة على أسواق الأسهم التي تحملت المزيد من الضغوط عقب ما رجحه المستثمرون في أسواق المال العالمية من إمكانية أن يؤدي تحسن إنفاق المستهلك إلى المزيد من التضخم في الأسعار في الولايات المتحدة نظرا لارتفاع الطلب.

ورأى قطاع من المستثمرين أن استمرار تحسن إنفاق المستهلك يُغد دليل على أن هناك احتمالات تتزايد لبقاء الفائدة الفيدرالية عند مستويات مرتفعة في الفترة المقبلة ولوقت طويل إلى حدٍ ما.

يُذكر أيضا أن ارتفاع مبيعات التجزئة إلى هذا الحد جاء بعد تراجع في بيانات التوظيف الأمريكية إلى مستويات أدنى من توقعات الأسواق في يوليو الماضي علاوة على هبوط معدل التضخم إلى مستويات أدنى من توقعات الأسواق، وهي البيانات التي نجحت إلى حدٍ ما في تهدئة مخاوف المزيد من رفع الفائدة في الفترة المقبلة.

لكن ظهور مبيعات التجزئة الأمريكية بأرقام أعلى من توقعات الأسواق تدل على تحسن طلب المستهلك في الولايات المتحدة جاء في الاتجاه المعاكس لما أظهرته بيانات التوظيف والتضخم في الولايات المتحدة.

كما استفادت عائدات سندات الخزانة الأمريكية من ضغوط إضافية تعرضت لها الأسهم الأمريكية بعد تصريحات لخبير لدى وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أدلى بها إلى شبكة سي إن بي سي الاقتصادية أشار خلالها إلى أن الوكالة كانت تدرس خفض التصنيف الائتماني لعدد كبير من البنوك الأمريكية، وهو ما أدى إلى قيادة أسهم القطاع المصرفي للموجة الهابطة الحالية، بما فيها أسهم جيه بي مورجان تشايز و بانك أوف أميركا، إذ فقد كل منهما 2.00% في نهاية جلسة التعاملات في وول ستريت الثلاثاء.

وخفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني الأربعاء الماضي تصنيف عشرة بنوك أمريكية صغيرة ومتوسطة الحجم علاوة على وضع أسماء كبرى في القطاع المصرفي في الولايات المتحدة في قائمة الانتظار تمهيدا لتحديثات محتملة في تصنيفها.

ومن بين أكبر البنوك التي تعرضت لخفض التصنيف الائتماني من قبل موديز؛ إم آند تي بانك، وبيناسل فايننشال، وبي أو كيه فايننشال، وويبستر فايننشال.

ووضعت الوكالة على قائمة الانتظار تمهيدا لتحديث التصنيف الائتماني عددا من البنوك الأمريكية الكبرى، من بينها بنك نيويورك ميلون، وكالين وفروست بانكرز، ونورثن تراست، وهي البنوك التي تخضع في الوقت الحالي لمراجعة التصنيف من قبل موديز.

كما خفضت وكلة موديز النظرة المستقبلية لـ 11 بنك أمريكي أخرى إلى “سلبية”، أبرزها كابيتال وان، وسيتيزن فايننشال، وفيفث تيرد بانككورب.

تحقق أيضا

الفيدرالي

الفيدرالي قد لا يحرك ساكنًا رغم توقعات تغيير خطابه

السؤال الأكثر إلحاحًا في الأسواق اليوم هو: ما الذي قد يطرأ على خطاب الفيدرالي أثناء …