نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
أنهى الذهب تعاملات الاثنين في الاتجاه الصاعد بعد أن تعافى إلى حدٍ ما من صدمة بيانات التوظيف الأمريكية الصادرة نهاية الأسبوع الماضي التي أرسلت الدولار الأمريكي عاليا.
ويبدو من الوهلة الأولى أن سلوك العقود الآجلة للذهب غريب في ضوء الارتفاع الحاد في مؤشر الدولار الأمريكي من ظهور البيانات.
لكن إذا أمعنا النظر في المشهد الاقتصادي في الولايات المتحدة، سوف نكتشف أن بيانات التوظيف سبقها تحرك من الفيدرالي على صعيد معدل الفائدة تضمن رفعها بـ 25 نقطة أساس. وبمراجعة الاجتماعات الماضية للفيدرالي منذ أوائل 2022 وحتى الاجتماع الأول في العام الجديد، نرى أن هناك تراجع في سرعة وتيرة رفع الفائدة منذ اجتماع ديسمبر الماضي إلى 50 نقطة بعدها اكتفى البنك المركزي برفع المعدلات بـ 25 نقطة فقط.
ويلقي ما سبق الضوء على أن السلطات النقدية في الولايات المتحدة بدأت بالفعل دورة جديدة من التيسير الكمي، الذي يعتمد على معدلات الفائدة المنخفضة، لكنها بدأتها بنهد تدريجي يتمثل في الابتعاد شيئا فشيء عن التشديد الكمي، الذي يعتمد على رفع الفائدة، وهو ما يعني أن لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة وصلت إلى مرحلة تتضمن أنه ليس لديها الكثير لتقوم به من أجل مكافحة التضخم.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ اجتمع الإبطاء من وتيرة رفع الفائدة مع تصريحات لرئيس مجلس محافظي الفيدرالي جيروم باول تضمن اعترافا صريحا بأن التضخم “تراجع بشكل ملحوظ في الأشهر الثلاثة الماضية”.
وهنا جاءت العبارة التي استندت إليها الأسواق في الدفع في اتجاه توقعات بأن السياسة النقدية للفيدرالي باتت بالقرب من نقطة محورية تستعد عندها لتغيير اتجاهها من التشديد إلى التيسير بعد أن شاهدت بعض ثمار أعمالها في الفترة الأخيرة، والتي أدت إلى السيطرة على التضخم بعض الشيء.
وكانت تلك التوقعات وراء هبوط الدولار الأمريكي حتى ساعات قليلة من تعاملات نهاية الأسبوع الماضي حتى ظهرت تطورات أخرى عكست اتجاه العملة على صعيد البيانات الاقتصادية.
مفاجأة
جاءت بيانات التوظيف الأمريكية إيجابية إلى حدٍ كبيرٍ، إذ ارتفع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة إلى 517 ألف وظيفة في يناير الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 260 ألف وظيفة، وهو ما فاق التوقعات إلى حدٍ كبير بعد أن رجحت في وقت سابق أن الاقتصاد الأمريكي قد يضيف 185 ألف وظيفة.
وتراجع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 3.4% قي يناير الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 3.5%، وهو ما جاء أدنى من التوقعات التي أشارت إلى 3.6%..
وكانت تلك البيانات وراء الاتجاه المعاكس الذي اتخذه الدولار الأمريكي الذي بدأ يرتفع على حساب العقود الآجلة للذهب.
لكن مع بداية تعاملات الأسبوع الجديد، استوعب المستثمرون ما حدث من تحسن حاد في بيانات التوظيف، وبدأوا في التركيز على نظرة مستقبلية طويلة الأجل للمعدن النفيس الذي – دون شك – سوف يستفيد من تراجع تكلفة الاقتراض التي تلعب ضد مصلحة الدولار الأمريكي.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى 1868 دولار للأونصة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1864 دولار للأونصة. وهبطت عقود المعدن النفيس إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 1850 دولار مقابل أعلى المستويات في نفس جلسة الاثنين عند 1881 دولار.
