نور تريندز / التقارير الاقتصادية / من يتربع على عرش الملاذ الآمن؟
الذهب
الذهب

من يتربع على عرش الملاذ الآمن؟

في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار الأمريكي مقابل أغلب العملات الرئيسية، لم تتمكن العملة الأمريكية من الصمود مقابل عملات وأصول الملاذ الآمن نظرا لبعض العوامل التي تتعلق بالسياسة النقدية والمشهد السياسي في الولايات المتحدة.

ورغم ارتفاع الدولار مقابل أغلب العملات الرئيسية، إلا أن مكاسبه جاءت محدودة في ختام تعاملات الثلاثاء مقارنة بالتقدم الذي أحرزه في الأيام القليلة الماضية، وهو ما جاء بضغط من تراجع توقعات بخفض كبير للفائدة الفيدرالية في اجتماع سبتمبر الجاري.

كما عانت العملة من ترقب شديد يسيطر على الأسواق لقرارات بنوك مركزي كبرى، في مقدمتها بنك الاحتياطي الفيدرالي، والبنك المركزي الأوروبي الذي يعلن قرار الفائدة الخميس المقبل. كما تترقب الأسواق المناظرة الرئاسية بين دونالد ترامب، المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق، والمرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن كامالا هاريس.

وظهرت أولى بوادر هبوط عائدات الدولار الأمريكي وأصوله، إذ تراجعت عائدات السندات الأمريكية السيادية متأثرة بتراجع تكهنات خفض الفائدة الفيدرالية 50 نقطة.

توقعات خفض الفائدة

ووسط خلو المفكرة الاقتصادية من البيانات الأمريكية المؤثرة في حركة السعر واستمرار الدفعة التي تلقاها الدولار الأمريكي من بيانات التوظيف التي ظهرت نهاية الأسبوع الماضي، تواصل العملة الأمريكية رحلة الصعود بدفعة من بيانات التوظيف الأمريكية التي تستمر في دعم العملة منذ الجمعة الماضية. لكن ارتفاع الدولار جاء محدودًا بسبب تراجع التوقعات بإمكانية أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بـ50 نقطة أساس بدلا من التوقعات التي سادت في الفترة الأخيرة بخفضها 25 نقطة فقط.

وتراجعت تلك التوقعات بسبب بيانات التوظيف الأمريكية التي ألقن الضوء على استمرار تحسن أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة، وهو ما يتعارض مع الاتجاه المفضل للفيدرالي أثناء حربه ضد التضخم.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية الستة، إلى 101.65 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 101.55 نقطة. وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 101.54 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 101.77 نقطة.

ويواصل الدولار الأمريكي الصعود مقابل أغلب العملات الرئيسة منذ انطلاق تعاملات الأسبوع الجديد بدفعة من بيانات التوظيف التي ألقت الضوء على تحسن في أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة.

وتراجعت توقعات خفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بواقع 50 نقطة أساس في اجتماع الأسبوع المقبل إلى 29.00% مقابل 100.00% للخفض بواقع 25 نقطة أساس.

الملاذ الآمن

استفادت العقود الآجلة للذهب من هبوط الدولار الأمريكي بسبب العلاقة العكسية بين المعدن النفيس والعملة الأمريكية التي تتحقق في أغلب الأحيان.

يواصل الذهب الصعود منذ مستهل التعاملات اليومية الثلاثاء، مستفيدًا من حالة ترقب في الأسواق لقرارات الفائدة التي يصدرها عدد من البنوك المركزية الرئيسية في الفترة المقبلة – في مقدمتها المركزي الأوروبي الذي يعقد اجتماعه الدوري الخميس المقبل – علاوة على ترقب المناظرة الرئاسية بين المرشحيْن للرئاسة الأمريكية؛ مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.

وارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى 2544 دولار للأونصة مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية عند 2526 دولار للأونصة. وهبط المعدن النفيس إلى أدنى مستوياته في جلسة الثلاثاء عند 2514 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 2547 دولار.  

كما تراجع الدولار الأمريكي مقابل عملتي الملاذ الآمن الين الياباني والفرنك السويسري، إذ تراجع الدولار/ ين في ختام تعاملات الثلاثاء متأثرًا بهبوط عائدات سندات الخزانة الأمريكية التي تربطها بالزوج علاقة طردية تتضن أن يسيروا في نفس الاتجاه صعودًا وهبوطًا.

كما أنهى زوج الدولار/ فرنك تعاملات الثلاثاء في الاتجاه الهابط بسبب من حالة الترقب لقرارات الفائدة الهامة التي تخرج من أروقة بنوك مركزية رئيسية في الفترة المقبلة، تحديدًا بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي.

ترامب وهاريس

وتكمن أهمية تلك هذه المناظرة في عدة أمور؛ أبرزها أنها المناظرة الأولى لهاريس التي أصبحت المرشحة الديمقراطية بعد انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق الرئاسي. كما تزداد أهمية المناظرة بالنسبة للأسواق لأن الاقتصاد يحتل المركز الأول بين القضايا الرئيسية التي يهتم بها الناخب الأمريكي في 2024 إضافة إلى الهجرة غير الشرعية والإجهاض، وهو ما يجعل المستثمرون في الأسواق حريصين على متابعتها للتعرف على مستقبل السياسات الاقتصادية في الولايات المتحدة.

تحقق أيضا

النفط

عوامل قد تؤدي إلى المزيد من هبوط أسعار النفط

ظهرت بعض العوامل في أسواق النفط العالمية من شأنها أن تؤجج هبوط الأسعار في الفترة …