في مقابلة أجرتها شاشة تلفزيون دبي مع محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، لتسليط الضوء على أبرز مستجدات الأسواق المالية والتعليق عليها، وردًا على سؤال حول السيناريو المتوقع لقرار البنك المركزي الأوروبي بشأن رفع أسعار الفائدة في اجتماعه القادم للسياسة النقدية والسيناريو الذي تريده الأسواق وتفضله وكيف يمكن أن يتأثر اليورو بأي من السيناريوهات المطروحة، أجاب حشاد: “اعتقد أنه بالنسبة للبنك المركزي الأوربي، فإن لديه الكثير من الوقت من أجل أن يعلن الانتصار في معركة التضخم”.
أسعار الفائدة
قال حشاد لقناة دبي: “ثمة تحديات قائمة بالفعل وهي تحديات واضحة بشكل كبير وأبرزها استمرار ارتفاع الأجور بشكل ملحوظ، ثم هناك أيضا بعض التباطؤ في الضغوط التضخمية، ولكن مع تدقيق النظر يمكن أن نجد أن مقاييس التضخم على المدى القصير تسجل تراجعًا وانحسارًا، ولكن فيما يتعلق بمقاييس التضخم على المدى الطويل، فلا تزال عند علامة 2.4%، أي أنها لا تزال بعيدة جدًا عن مستهدفات البنك المركزي الأوروبي، عند 2%”.
وأضاف: “بالتالي، يرجح أنه بعد الاجتماع القادم للسياسة النقدية من قبل المركزي الأوروبي، قد تواجه الأسواق رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بهدف مواجهة التضخم، وهذا يتماشى بشكل واضح مع منهجية مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة، التي تتمثل في الاستمرار في رفع سعر الفائدة. هدوء ما قبل محضر الفيدرالي”.
وردًا على سؤال حول حالة الهدوء التي تغلب على أسواق المال الاثنين، وهل ينجم هذا الهدوء عن إعلان نتائج وأرباح الشركات وهل لها تأثير على التعاملات بالأسواق الأوروبية، أجاب حشاد: “موجة الهدوء الراهنة جاءت كنتيجة لخلو الأجندة الاقتصادية من البيانات المهمة، كما رأينا هدوء نسبيًا في الأسواق بالتزامن مع العطلة الأمريكية”.
لكن أشار إلى أن “كافة الأسواق في حالة ترقب مع انطلاق أسبوع الحافل بالبيانات المهمة وينتظر هذا الأسبوع نشر محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وبالتالي، يجب أن يكون المستثمر على قدرٍ كبيرٍ من الحذر قبل إعلان محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة وغيره من البيانات المهمة”.
تصريحات باول والبيانات الاقتصادية
وتوقع حشاد أن يشير محضر الاجتماع إلى استمرار الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة، ولن يبدأ في خفض أسعار الفائدة إلا بعد أن يشهد تراجعًا حقيقيًا في مستوى الطلب، وكافة التصريحات والأحاديث الأخيرة التي أدلى بها جيروم باول حملت تحذيرات للمستثمر من أن يسعّر خبر الفائدة قبل حدوثه، وكافة البيانات والمؤشرات تفيد بأن الاحتياطي الفيدرالي مستمر في رفع أسعار الفائدة وقد تصل إلى مستوى 5%.
وقال رئيس قسم الأبحاث والتطوير لدى نور كابيتال: “وقد شهدنا مع مطلع فبراير الجاري كيف أضاف الاقتصاد الأمريكي 517000 وظيفة وهي قراءة ربما لم توافق هوى الاحتياطي الفيدرالي”، لكنه يعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي في الفترة القادمة مستمر في رفع أسعار الفائدة، لأن المسألة لا تتعلق بنسبة الرفع سواء بمقدار 50 نقطة أساس أو 25 نقطة أساس، بقدر ما تتعلق بالسبب الجوهري للحيرة في الأسواق والذي يمكن أن يفسره السؤال التالي: “إلى متى سوف يستمر رفع أسعار الفائدة؟ وهل سينتهي رفع أسعار الفائدة في 2023 أم سيستكمل الاحتياطي الفيدرالي دورة التشديد الكمي في 2024”.