تسبب عطل فني في اضطرابات في تعاملات بورصة نيويورك في اليوم الأول من أسبوع التداول الجديد، إذ أدى إلى وقف التداول على بعض الأسهم الممتازة وخسائر كبيرة لغيرها من الأسهم في جلسة الاثنين.
وكان مجموعة بركشاير هاثاواي، المملوكة للملياردير الأمريكي المشهور وارن بافيت، هي المتضرر الأكبر من هذا العطل الفني، إذ خسرت أسهمها الممتازة حوالي 100% من قيمتها، مما يشير إلى انهيار شبه كامل.
واتخذ القرار بوقف التداول على هذه الأسهم مع وقف التداول عن أسهم شركة “باريك جولد”، وشركة “نيوسكايل باور”، وهما شركتان تعرضتا لخسائر فادحة بسبب المشكلة الفنية التي تعرضت لها بورصة نيويورك.
وأعلنت البورصة الأمريكية أن خللًا فنيًا أصاب نطاقات “الحد الأقصى للارتفاع والحد الأقصى للانخفاض”، والتي تعد آليات لوقف التقلبات المفرطة؛ مما أدى إلى تعليق عشرات الأسهم بعد لحظات من انطلاق الجلسة الأولى من تعاملات الأسبوع الجديد.
وقالت إن خللًا فنيًا ما حل بنظام الشريط الموحد، هو نظام يجمع وينشر المعلومات حول الصفقات التي تم تنفيذها في بورصات الولايات المتحدة. يتم تشغيلها من قبل جمعية الشريط الموحد (CTA) ونظام الاقتباس الموحد (CQS)، وكلاهما مملوكة لبورصة نيويورك، مما أدى إلى ظهور أسعار غير دقيقة على الشاشات.
وقالت جمعية الشريط الموحد إن هذا الخلل أثر سلبًا على “الحد الأقصى للارتفاع والحد الأدنى للانخفاض، وهي آليات تعمل على تفادي التقلبات الحادة في تعاملات الأسهم الأمريكية.
وأكدت الجمعية أن هذا الخلل حدث نتيجة تفعيل برمجيات جديدة، لكنها أشارت إلى أنها سوف تعود للعمل بالبرمجيات التي كانت مفعلة قبل ذلك في تشغيل مركز المعلومات الرئيسي الخاص بها بدء من تعاملات جلسة الثلاثاء.
وبلغ عدد الأسهم التي تأثرا بالعطل الفني الذي تعرضت له البورصة الاثنين 40 سهمًا، وفقا للجمعية المسؤولة عن توفير الأسعار اللحظية للأسواق.
وأشارت تقارير إلى أن حوالي 4000 صفقة أو أقل بقليل أُجريت في اليوم الأول من أسبوع التداول الجديد على الأسهم الممتازة لمجموعة وارن بافيت كانت قد بدأ تنفيذها قبل وقف التداول.
لكن التداول استمر على أسهم الدرجة الثانية المملوكة للمجموعة العملاقة، وهي تلك المجموعة من الأسهم التي خسرت حوالي 1.00% من قيمتها.
وألقى هذا الخلل الضوء على مدى الأهمية الكبيرة لموردي البيانات لبورصة نيويورك، وكيف أن تلك النُظُم يمكن أن تتعرض لأعطال وأنماط من الخلل ولا تسلم من الخطأ أيضًا. كما يذكرنا ما حدث بالعطل الفني الذي ألم ببورصة شيكاجو التجارية الأسبوع الماضي، مما أدى إلى تجميد التداولات لحوالي ساعة. كما تعرض النظام المشغل لمؤشر ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة لعطل فني في ديسمبر الماضي.
كما تعرضت البورصة الأمريكية ليوم تعطلت فيه مزايدات الافتتاح في يناير 2023، وهو ما يؤكد أن الخطأ في نظم تشغيل التعاملات في البورصات العالمية واردة جدًا ولا يمكن تجاهل ما تشكله من خطورة على الأسهم وغيرها من المنتجات المالية.
وفي أغلب الأحيان في الأيام العادية، تحقق أسهم المجموعة الاستثمارية العملاقة المملوكة لوارن بافيت ارتفاعًا كبيرًا لتتقدم أعلى الأسهم الأمريكية قيمة. وشهد الأسبوع الماضي ارتفاع الأسهم الممتازة للمجموعة بحوالي 45% مقارنة بالسعر المتوقع لها.
ويرجح أن هذا الارتفاع في سعر سهم بركشاير هاثاواي يرجع إلى قرار بافيت بعدم تقسيم الأسهم حتى تجتذب المستثمرين ممن يتبنون توجهًا يميل إلى الاستثمارات طويلة الأجل.
وأصدرت المجموعة أسهم الدرجة الثانية عام 1996 بسعر يوازي 1 / 30 من سعر الأسهم الممتازة حتى تصل أسهمها إلى صغار المستثمرين الذين يريدون جزءً صغيرًا من أسهم بافيت.
وهبط داو جونز الصناعي بحوالي 243 نقطة، مستقرًا عند 38445 نقطة متأثرًا بالخطأ الفني الذي تعرضت له بورصة نيويورك الاثنين والذي أدى إلى توقف التعامل على بعض الأسهم الممتازة.
كما تراجع مؤشر ستانددرز آند بورس500 إلى 5267 نقطة بعد أن خسر حوالي عشر نقاط أو 0.3%.
وقبل التعرف على سبب العطل، وأعلنت بورصة نيويورك أنها واجهت مشكلة فنية أثرت على قيمة بعض الأسهم وأنها فتحت تحقيقًا فيما حدث مع اتخاذ ما يلزم للحد من الآثار السلبية التي قد تترتب على ذلك.