الإسترليني يتقدم على الدولار الأمريكي رغم ضعف السيولة في العطلة الأمريكية

بعد الصعود الذي أظهره الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي أثناء التعاملات الصباحية بفضل مخاوف العجز المالي الأمريكي التي نشأت عن تمرير مجلس النواب قانون الخفض الضريبي، تظهر العملة البريطانية بالدخول في تعاملات الفترة الأمريكية في سوق العملات العالمية (فوركس) بسبب استمرار توقعات اكتساب العملة الأمريكية المزيد من زخم الصعود.

وتراجع الإسترليني/ دولار إلى 1.3649 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.3953. وارتفع الزوج إلى أعلى مستوى له في اليوم الأخير من تعاملات هذا الأسبوع عند 1.3681 مقابل أدنى المستويات في نفس الفترة الذي سجل 1.3633.

وهناك الكثير من العوامل في الأسواق تؤيد استمرار الاتجاه الصاعد للدولار الأمريكي في الفترة المقبلة، أبرزها ما تظهره بيانات التوظيف والتضخم في الولايات المتحدة.

وألقت بيانات التوظيف الأمريكي على تحسن في أداء سوق العمل في الولايات المتحدة تحقق في يونيو الماضي، إذ ارتفع نمو الوظائف وتراجع معدل البطالة وارتفع نمو الأجور بوتيرة أبطأ.

وارتفع مؤشر التغير في القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة إلى 147000 وظيفة في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 144000 وظيفة، وهو ما جاء أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى 110000.

وارتفع متوسط الكسب على أساس شهري في الساعة في يونيو الماضي بأقل القراءة السابقة وأدنى من المتوقع، إذ سجل 0.2% مقابل قراءة مايو الماضي التي سجلت 0.4%، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 0.3%.

وارتفعت القراءة السنوية للمؤشر بأقل من التوقعات إلى 3.7% في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 3.8%. وكانت توقعات السوق قد أشارت إلى ارتفاع إلى 3.9%.

وتراجع معدل البطالة الأمريكية إلى 3.1% في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 4.2%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 4.3%.

مخاوف العجز المالي

وكانت بعض العوامل قد حدت من صعود الدولار في الفترة الأخيرة، أبرزها مخاوف تفاقم العجز المالي.

أشارت عناوين الأخبار إلى تمرير مجلس النواب الأمريكي “مشروع قانون الكبير الجميل” للخفض الضريبي في الولايات المتحدة.

بذلك لا يتبقى سوى رفع القانون إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتصديق عليه.

ويحمل هذا القانون بين طياته الكثير من المخاوف حيال الأوضاع المالية للولايات المتحدة لما قد ينتج عنه من زيادة هائلة في العجز المالي الأمريكي.

وقدر مكتب الميزانية في الكونجرس الأمريكي الزيادة المتوقعة جراء هذا التشريع الجديد بحوالي 3.3 مليار دولار خلال السنوات العشرة المقبلة.

ارتفاع مستقبلي

وقال تقرير نشره سكوتيابانك إن “اتجاهات الدولار بدأت تشهد تحولًا محدوداً بعد ستة أشهر على التوالي من التراجع خلال النصف الأول من هذا العام. وقد تشهد حركة سعر العملة الأمريكية تماسكًا في الاتجاه الصاعد. لكن تقديرات البنك لا ترجح حدوث تعافي ملموس للعملة في هذه المرحلة، في ظل غياب محفزات قوية لإعادة بناء زخم صعود”.

ويعكس ذلك أن الدولار الأمريكي، رغم تراجع مستقبليات صعوده في الفترة المقبلة، قد يتمكن من التماسك في الاتجاه الصاعد لبعض الوقت بدعم من البيانات وبعض العوامل الفنية.