نور تريندز / التقارير الاقتصادية / لماذا يرتفع الدولار الكندي؟
الدولار الكندي
الدولار الكندي

لماذا يرتفع الدولار الكندي؟

ختم الدولار الكندي تعاملات الأربعاء في الاتجاه الصاعد مقابل نظيره الأمريكي لثلاثة عوامل مختلفة في مقدمتها الدعم الذي تلقته العملة من ارتفاع الأسعار العالمية للنفط.

كما استغلت العملة الكندية حالة الضعف التي يمر بها الدولار الأمريكي منذ مستهل التعاملات اليومية بسبب تراجع عائدات السندات الأمريكية التي تأثرت سلبًا ببيانات التضخم في الولايات المتحدة.

وظهرت دفعات أخرى من البيانات التي ألقت الضوء على إيجابية شديدة تنتظر أداء الاقتصاد الأمريكي في الفترة المقبلة، وذلك بعد أن عكست تقدمًا في أوضاع سوق العمل وتراجع في أرقام التضخم في الولايات المتحدة علاوة على ارتفاع في أسعار المنازل وتحسن في ثقة المستهلك عكسته البيانات الصادرة الثلاثاء الماضي.

وأدلى محافظ بنك كندا تيف ماكليم بتصريحات رجح خلالها أن هناك تحسن محتمل في ثقة الأعمال الكندية العام المقبل، وهو ما يعكس ثقة البنك المركزي في الأداء المستقبلي للاقتصاد الكندي.

الدولار والبيانات الأمريكية

تراجع الدولار الأمريكي منذ مستهل التعاملات اليومية الأربعاء متأثرًا بتراجع في قراءات النمو الأمريكي في الربع الثالث من هذا العام، وهو ما جاء قبيل ظهور بيانات التوظيف الأمريكية الأهم والأكثر تأثيرًا في الأسواق على مدار الشهر.

وارتفع الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في الربع الثالث من العام الجاري بـ2.8% مقابل القراءة المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي التي سجلت 3.00%، وهو ما جاء من التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع بـ3.00%.

وهبط مؤشر الدولار، الذي يرسم صورة واضحة عن أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 104.04 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 104.32 نقطة. وارتفع المؤشر إلى أعلى المستويات على مدار يوم التداول الثلاثاء عند 104.44 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 103.98 نقطة.

وألقت قراءات النمو الأمريكي بظلال سلبية على توقعات خفض الفائدة في اجتماع الفيدرالي في نوفمبر المقبل، إذ أدت إلى تصاعد تكهنات بشأن إمكانية تدهور الاقتصاد الأمريكي في الفترة المقبلة، وهو ما قد يؤدي إلى تأخر تحقق سيناريو الهبوط المرن.  

وعلى النقيض من قراءات النمو التي جاءت دون التوقعات، ارتفع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن الإدارة الأمريكية للمعالجة الإلكترونية للبيانات (ADP) إلى 233000 وظيفة في أكتوبر الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت 159000 وظيفة، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاع بما لا يتجاوز 115000 وظيفة.  

كما ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي يُعد الأفضل والأكثر اعتمادية ومصداقية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي بين مؤشرات التضخم، إلى 1.5% في الربع الثالث من 2024 مقابل القراءة السابقة التي سجلت 2.5%، وهو ما جاء تحت الرسمي للتضخم المحدد من قبل البنك المركزي مما يُعد من التطورات الإيجابية التي تصب في صالح شهية المخاطرة ومن ثم ارتفعت الأسهم في وول ستريت.

وارتفعت قراءة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة بـ2.2% في الربع الماضي من هذا العام مقابل القراءة المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي عند 2.8%، وهو ما فاق توقعات السوق إلى حد ما بعد أن كانت تشير إلى 2.1%.

وألقت تلك البيانات الضوء على أن الاقتصاد الأمريكي يقترب من تحقيق سيناريو الهبوط المرن الذي يتضمن إمكانية خفض التضخم دون الإلقاء بالاقتصاد في هوة الركود بسبب معدلات الفائدة المرتفعة القياسية التي تبناها الفيدرالي حتى اجتماع سبتمبر الماضي عندما بدأ في خفض المعدلات.

ارتفاع النفط

ارتفعت العقود الآجلة للنفط الأربعاء بعد ظهور بيانات المخزونات الأمريكية التي ألقت الضوء على تراجع في المخزونات الذي يأتي نتيجة لارتفاع الطلب على النفط ومشتقاته لدى الولايات المتحدة التي تمثل أكبر اقتصادات.

وارتفعت العقود الآجلة للنفط إلى 71.62 دولار للبرميل مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية عند 69.73 دولار للبرميل. وهبطت عقود الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الثلاثاء عند 69.94 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 71.89 دولار.

وظهرت بيانات حكومية لمخزونات النفط الأمريكية لتلقي الضوء على ارتفاع في مخزونات النفط بواقع 515 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر الجاري مقابل الارتفاع البالغ حوالي عشرة أضعاف هذا الرقم في الأسبوع السابق بواقع 5.470 مليون برميل، وهو ما جاء أقل بكثير من التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع بـ2.300 مليون برميل.

وأشارت البيانات الصادرة عن المعهد الأمريكي للدراسات النفطية إلى تراجع في مخزونات النفط الخام والجازولين في الولايات المتحدة. وهبطت مخزونات النفط الخام الأمريكية باقع 573000 برميل في الأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر الجاري في حين هبطت مخزونات الجازولين بحوالي 282000 برميل مع تراجع مشتقات النفط بحوالي 1.46 مليون برميل في نفس الفترة، وفقًا للبيانات الصادرة الثلاثاء الماضي.

تفاؤل البنك المركزي

توقع تيف ماكليم، محافظ بنك كندا، الأربعاء أن تشهد ثقة الأعمال الكندية تحسنًا في العام المقبل، وذلك أثناء حديثه في جلسة استماع أمام لجنة القطاع المصرفي في مجلس الشيوخ الكندي بحضور نائبة محافظ البنك المركزي كارولين روجرز.

خفض بنك كندا الفائدة بـ50 نقطة أساس في نهاية اجتماع لجنة السياسة النقدية الأربعاء، مبررًا القرار باستمرار استقرار الأسعار وبقاء معدل التضخم عند مستويات قريبة من الهدف الرسمي الذي حدده البنك المركزي لنمو الأسعار.

وخفضت اجنة السياسة النقدية معدل الفائدة إلى 3.75% مقابل المعدل الذي كان يتبناه البنك المركزي حتى انعقاد اجتماع أكتوبر عند 4.25%، وهو ما جاء متوافقًا مع توقعات الأسواق في الفترة الأخيرة.

ورجح بيان الفائدة أن التضخم في الأسعار قد يشهد توازنًا في مخاطر الصعود والهبوط في الفترة المقبلة، لكنه قد يبقى قريبًا من مستهدف السلطات النقدية. وأشار صناع السياسات إلى أن الاقتصاد الكندي يستمر في إظهار ارتفاعًا حادًا في المعروض في الفترة الأخيرة.

وأبقى بنك كندا على تقديرات النمو دون تغيير 1.2% لعام 2024 و2.1% في 2025، وهو ما يؤكد على أن هذه التقديرات لم تشهد أي تغيير مقارنةً بما جاء في تقرير السياسة النقدية الصادر في يوليو الماضي، لكن السلطات النقدية الكندية خفضت تقديرات النمو لعام 2026 قليلًا إلى 2.3% مقابل التقديرات السابقة التي أشارت إلى 2.4%.

تحقق أيضا

النفط

عوامل قد تؤدي إلى المزيد من هبوط أسعار النفط

ظهرت بعض العوامل في أسواق النفط العالمية من شأنها أن تؤجج هبوط الأسعار في الفترة …