يوم حافل بالتفاؤل في أسواق المال يضر بالدولار الأمريكي

سيطرت الإيجابية على أسواق المال منذ افتتاح التعاملات الصباحية الاثنين بعد أنباء تتعلق باللقاحات المضادة لفيروس كورونا في أوروبا، وبيانات أمريكية إيجابية، وتقارير أرباح شركات كبرى مدرجة في أسواق الأسهم الأمريكية.

وكانت نتيجة هذا التفاؤل تحسن في شهية المخاطرة دفع المستثمرين إلى شراء الأسهم مقابل مبيعات تعرض لها الدولار الأمريكي الذي تراجع مقابل أغلب العملات الرئيسية باستثناء اليورو وعملات الملاذ الآمن.

وبدأت الإيجابية مع انطلاق التعاملات الصباحية في أسواق الأسهم الأوروبية والفترة الأوروبية في سوق العملات، والتي تلقت دفعة إيجابية في أوائل التعاملات من تصريحات لأحد كبار المسؤولين الأوروبيين يشجع خلالها بقوة على رفع قيود السفر المفروضة على الأمريكيين الراغبين في التوجه إلى دول أوروبا حال حصولهم على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

كما أعلنت أورسولا فان دير لايين، رئيس المفوضية الأوروبية أن المفوضية تضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع شركة فايزر للحصول على 1.8 مليار جرعة من لقاح فايزر – بيونتك المضاد لفيروس كورونا في الفترة من 2021 إلى 2023.

أزمة أسترا زينيكا  

قالت المفوضية الأوروبية الاثنين إنها بدأت بالفعل اتخاذ إجراء قانوني ضد شركة أسترا زينيكا لتقصيرها في الوفاء بالتعاقدات المبرمة مع الاتحاد الأوروبي وتأكيد الشركة على أنها لن تتمكن من توفير الكميات المتفق عليها مع الاتحاد الأوروبي من اللقاحات في المواعيد المحددة بالاتفاقات بين الجانبين.

وقالت ستيلا كرياكيديس، المفوضة الأوروبية للشؤون الصحية، الاثنين: “أولويتنا الآن أن نضمن تسلم شحنات اللقاحات المضادة لكوفيد19 لحماية صحة الاتحاد الأوروبي”.

وأضافت: “لذلك قررت المفوضية الأوروبية بإجماع آراء أعضائها اتخاذ إجراء قانوني ضد أسترا زينيكا”، وهو ما يأتي لمثل حلقة جديدة أكثر خطورة من مسلسل الخلافات بين التكتل الأوروبي وشركة الأدوية العملاقة بسبب كميات اللقاح المضاد لفيروس كورونا.

 وقالت الشركة الإنجليزية السويدية إنها لن تتمكن من الوفاء بتسليم الشحنات المتفق عليها للاتحاد الأوروبي بالكميات وفي المواعيد المتفق عليها في الربعين الأول والثاني من العام الجديد.

وقالت الشركة العملاقة إنه “بعد عام من الإكتشاف العلمي غير المسبوق، والمفاوضات المعقدة، وتحديات التصنيع، تقترب الشركة من تسليم حوالي 50 مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا لدول أوروبية بنهاية إبريل الجاري، وهو ما يتسق مع توقعاتنا”.

البيانات الأوروبية السلبية

سجل مؤشر IFO لمناخ الأعمال الألماني قراءة فاقت توقعات الأسواق عند 96.8 نقطة في إبريل الجاري مقابل 96.6 نقطة الشهر الماضي ومقابل توقعات السوق البالغة 97.8  نقطة.

كما سجل مكون الأوضاع الاقتصادية الحالية 94.1 نقطة فى نفس فترة القياس بالقراءة السابقة التي سجلت 93.1 نقطة، وهو ما جاء على خلاف توقعات السوق التي أشارت إلى 94.4 نقطة. 

علاوة على ذلك، انخفض مكون الأوضاع الاقتصادية المستقبلية بمؤشر IFO لمناخ الأعمال إلى 99.5 في أبريل الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت 100.3، وهو ما جاء أفضل من توقعات السوق البالغة 101.3.

على النقيض من ذلك، جاءت البيانات الأمريكية والبريطانية في الجانب المضيء من الأسواق الاثنين، إذ سجلت قراءات طلبات السلع المعمرة في الولايات المتحدة تحسنا ملحوظا ليرتفع المؤشر تحسنا بواقع 0.5% في مارس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.9-%، لكن هذا التحسن جاء دون توقعات الأسواق التي أشارت إلى 2.5%.

كما تحسنت نسخ هذا المؤشر التي تستثني طلبات المنتجات الدفاعية ووسائل النقل بواقع 0.5% و1.6% مقابل هبوط بواقع 0.3-% و0.4-% الشهر السابق.    

وارتفع مؤشر دالاس التصنيعي الصادر عن الفيدرالي الاثنين، مما عزز الثقة في أداء الاقتصاد الأمريكي في الفترة الأخيرة، وشارك في دفع أسهم بورصة نيويورك إلى أعلى.

وأشارت البيانات الصادرة الاثنين إلى تقدم مؤشر مديري المشتريات المركب إلى 60.00 نقطة، مما يشير إلى أعلى المستويات في أكثر من سبع سنوات.

وجاءت تلك البيانات لتشير إلى ثاني أقوى موجة صاعدة للمؤشر في 23 سنة، إذ ارتفع المؤشر المركب إلى 60.0 نقطة مقابل 41.2 نقطة في يناير الماضي، مما يشير إلى ارتفاع بحوالي 19 نقطة. 

وكانت حركة السعر في أسواق المال العالمية في اليوم الأول من تعاملات الأسبوع الجاري في صالح أصول المخاطرة، مما دفع بالأسهم الأمريكية والأوروبية إلى أعلى حتى نهاية التعاملات اليومية.

وارتفع مؤشرات بورصة نيويورك ليظهر داو جونز وS&P500 وناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة ارتفاعات بحوالي 0.2% و0.3% و0.4% على الترتيب.

وارتفعت الأسهم الأوروبي ممثلة في مؤشر ستوكس يوروب600 إلى مستوى 440 نقطة بعد إضافة أكثر من نقطة بقليل أو 0.3%. كما ارتفع مؤشر فوتسي100 إلى 6963 نقطة عقب إضافة حوالي 25 نقطة أو 0.4%.

وارتفع مؤشرا داكس30 للبورصة الألمانية وكاك40 للبورصة الفرنسية بواقع 0.2% و0.3% على الترتيب مع صعود فوتسي ميلانو الإيطالي وإيبيكس35 الإسباني بواقع 0.6% و1.00% على الترتيب.

 وحققت أرباح شركة تيسلا ارتفاعا بحوالي 70% في الربع الأول من 2021، لكن عائد الشركة لم يتمكن من تحقيق المستويات التي أشارت إليه توقعات السوق في وقت سابق.

وأشار تقرير أرباح الشركة الأمريكية العملاقة للسيارات الكهربائية إلى ارتفاع عائد الشركة في الربع الأول من العام الجاري إلى 10.39 مليار دولار مقابل 10.42 مليار دولار مع وصول العائد السنوي، أي مستوى العائد المحقق مقارنة في الربع الأول من العام الجاري مقابل العائد المسجل في نفس الفترة من العام الماضي، إلى 5.99 مليار دولار.

وارتفعت أرباح تيسلا إلى 93.00 سنت للسهم الواحد في مقابل المستويات المسجلة في الربع الأخير من 2020، وهو ما يجعل الأرباح تفوق توقعات السوق التي ظهرت في وقت سابق عند 80.00 سنت للسهم مع وصول المعدل السنوي لنمو الأرباح إلى 23 سنت مقابل نفس الفترة من العام الماضي.

وتنتظر الأسواق تقارير أرباح ميكروسوفت، وألفابيت مالكة جوجل، وفيسبوك وسط توقعات بأن ترتفع نتائج الأداء المالي لعمالقة التكنولوجيا في الربع الأول من العام الجاري.