ظل التفاؤل بشأن التوصل لتطوير لقاح للوقاية من فيروس كورونا يسيطر على التعاملات في الأسواق، في الوقت الذي فشل فيه قادة الكونجرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري التوصل إلى اتفاق حول حزمة التحفيز والتمويل الثانية المخصصة لمواجهة تبعات “كورونا” في ظل خلافات عميقة.
تعرضت العملة الأمريكية لخسائر كبيرة خلال تعاملات الأسبوع الماضي، ليسجل انخفاضة للأسبوع الثامن على التوالي، حيث يتطلع المستثمرون إلى عملات أخرى يفوق أداء اقتصاداتها حاليًا اقتصادات الولايات المتحدة فيما يتعلق بإدارة جائحة فيروس كورونا.
وتعد تلك هي أطول سلسة خسائر أسبوعية للدولار في عقد من الزمان، مع فشل مجموعة البيانات الاقتصادية الأمريكية يوم الجمعة في دعم العملة الأمريكية.
ويوجد في الولايات المتحدة 5.01 مليون حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا وأكثر من 160 ألف حالة وفاة، أي أكثر من أي دولة أخرى.
وتلاشت الآمال في الحصول على حافز إضافي لمكافحة الوباء يوم الجمعة، مع توقف مجلس الشيوخ ومجلس النواب وعدم وجود محادثات جديدة مع مفاوضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فيما أعلن ترامب يوم الجمعة أن البيت الأبيض يستعد لتقديم الإغاثة من الألم الاقتصادي الناجم عن الفيروس مع توقف التشريعات في الكونجرس ، قائلاً إن إدارته تكثف جهودها لإرسال الأموال إلى العائلات وحكومات الولايات والحكومات المحلية والشركات.
وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.3٪ عند 93.0960، وكانت الأسابيع الثمانية المتتالية من الخسائر هي أسوأ سلسلة خسائر متتالية منذ يونيو 2010.
وعلى صعيد التوترات بين واشنطن وبكين، أمرت الصين الولايات المتحدة يوم الجمعة بإغلاق قنصليتها العامة في مدينة تشنغدو، كرد انتقامي على قرار واشنطن بإغلاق القنصلية الصينية في مدينة هيوستن الأمريكية.
وتراجع الدولار أمام اليورو بنسبة 0.24% لتصعد العملة الأوروبية الموحدة إلى 1.1842 دولار، فيما صعد الدولار أمام الين الياباني بنحو 0.04% إلى مستوى 106.6400 ين، وهبط بأكثرمن 0.10% أمام الجنيه الإسترليني إلى 1.3101 دولار، في تداولات يوم الجمعة.
وعلى مدار الأسبوع تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من 6 عملات رئيسية إلى مستوى 94.4350 نقطة متراجع بنحو 1.57%.
ولم يتحرك الدولار بعد أن أظهرت البيانات ارتفاعًا بنسبة 1.2٪ في الرقم الرئيسي لمبيعات التجزئة الأمريكية في يوليو.
الأسهم
أنهت مؤشرات وول ستريت الأمريكية تعاملات الأسبوع على ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي، حيث ارتفع مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 0.1% عند 27931.02 نقطة، مسجلا مكاسب أسبوعية نسبتها 1.8%، فيما استقر “ستاندرد آند بورز” عند مستوى 3372.8 نقطة، لكنه سجل مكاسب أسبوعية بنسبة 0.6%، بينما تراجع مؤشر “ناسداك” بنحو 0.2% إلى 11019.3 نقطة، لكنه حقق صعودا طفيفا بنهاية الأسبوع نسبته 0.08%.
أما عن أداء مؤشرات البورصة الأوروبية بنهاية الأسبوع فسجلت تراجع بينما حققت مكاسب أسبوعية وتراجع مؤشر ستوكس 600 بنحو 1.2% إلى 368.02 نقطة، بينما ارتفع منسبة 1.2% بنهاية الأسبوع، بينما هبط مؤشر فوتسي 100 بنسبة 1.5% إلى 6090.04 نقطة، مرتفعا بنهاية الأسبوع بنسبة 1%، وانخفض المؤشر الألماني داكس بنحو 0.7% مسجلاً 12901.3 نقطة، لكنه حقق مكاسب أسبوعية بنسبة 1.8%.
وحققت البورصات الآسيوية مكاسب على مدار الأسبوع الماضي، حيث حقق مؤشر نيكي ارتفاع بأكثر من 4% على مدار الأسبوع مغلقاً آخر جلساته عند مستوى 23289.36 نقطة، بمكاسب بلغت 959 نقطة، وسجل مؤشر توبكس مكاسب نحو 77 نقطة خلال الأسبوع الماضي مرتفع بنحو 5%، منهياً الأسبوع عند مستوى 1623.38 نقطة.
السلع
تعرضت أسعار الذهب إلى خسائر كبيرة خلال الأسبوع الماضي، ليفقد المعدن أكثر من 20 دولارا مع صعود عوائد السندات الأمريكية، وفشل الذهب في الاستفادة من خسائر الدولار على مدار الأسبوع الماضي، ليسجل أول هبوط أسبوعي منذ أوائل يونيو الماضي.
أيضاً لم يستطع المعدن الأصفر الاستفادة من بيانات مؤشر مبيعات التجزئة في أمريكا والتي أظهرت ارتفاعاً بنسبة 1.2% في يوليو دون توقعات بارتفاع نسبته 2% مقارنة بارتفاع نسبته 8.4% في يونيو.
تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الجمعة الماضية، لكنها سجلت مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي وسط تزايد الثقة في أن الطلب على الوقود بدأ في الانتعاش على الرغم من جائحة فيروس كورونا الذي ضرب الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
وتتداول العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر في الوقت الحالي عند 45.04 دولار للبرميل مرتفع بنحو 0.45%، فيما صعدت العقود الآجلة لخام نايمكس تسليم سبتمبر بنحو 0.64% إلى 42.28 دولار للبرميل الواحد.
وعلى مدار الأسبوع استطاع النفط أن يحقق مكاسب بنحو 1.9%، مع تزايد الآمال في أن الطلب على الوقود بدأ في الانتعاش على الرغم من جائحة فيروس كورونا الذي ضرب الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
وتواصل دول العالم في سباق تطوير وطرح لقاح فعال لمنع الإصابة بفيروس كورونا وإنقاذ اقتصاداتها من الأضرار التي تسبب فيها الوباء، وأعلنت روسيا الأسبوع الجاري تسجيل أول لقاح في العالم التي تقول إن فاعليته مثبتة لكن الغرب يشكك في هذا الأمر.
أهم الأحداث الاقتصادية
وحول أهم الأحداث الاسبوعية في الاقتصاد العالمي فكشفت بيانات صادرة عن جامعة ميتشجان، اليوم الجمعة ارتفاع مؤشر ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفع إلى 72.8 نقطة بالقراءة الأولية خلال أغسطس الجاري، مقارنة مع 72.5 نقطة المسجلة في يوليو السابق عليه.
فيما أشارت بيانات صادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، أن مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفع في غضون الإثنى عشرة شهراً المنتهية في يوليو/تموز الماضي بنحو 1% مقابل ارتفاع 0.6% خلال يونيو السابق عليه.
أما عن معدل التضخم الأساسي والذي يستبعد تكاليف الغذاء والطاقة، فزاد بنحو 1.6% في الإثنى عشرة شهراً المنتهية في يوليو الماضي.
فيما كشفت بيانات صادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي، اليوم الجمعة، ارتفاع الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة بنسبة 3% خلال يوليو الماضي، مقارنة مع زيادة 5.7% في الشهرالسابق له.
أما عن مبيعات التجزئة بالولايات المتحدة فكشفت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاءات الأمريكي، أن مبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة 1.2% خلال يوليو الماضي بالقراءة المعدلة موسمياً مقابل زيادة 8.4 بالمائة في الشهر السابق له بعد التعديل بالرفع.
أما عن مخزونات الطاقة في الولايات المتحدة فأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ارتفاع مخزونات الغاز الطبيعي بنحو 58 مليار قدم مكعب في الأسبوع المنتهي في 7 أغسطس لتصل إلى مستوى 3332 مليار قدم مكعب.
وحول مخزونات النفط الأمريكية فشهدت تراجع بمقدار 4.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 7 أغسطس لتسجل 514.1 مليون برميل.
من جهة أخرى كشفت بيانات صادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، أن عدد طلبات إعانة البطالة الجديدة في الولايات المتحدة بلغ 963 ألف طلب في الأسبوع المنتهي في 8 أغسطس بانخفاض 228 ألف طلب عن الأسبوع السابق له بعد التعديل بالرفع.
وكشفت بيانات وزارة الخزانة تراجع عجز الموازنة الأمريكية إلى 62.99 مليار دولار خلال يوليو الماضي، مقارنة مع عجز قدره 119.6 مليار دولار على أساس سنوي.
ي حين سجل مؤشر “كاك” الفرنسي انخفاضاً يزيد عن 1.5 بالمائة إلى 4962.9 نقطة، بينما حقق مكاسب أسبوعية بنحو 1.5 بالمائة.