أثبتت استراتيجية محافظ الاستثمار التقليدية في العقد الماضي نجاحها، حيث كانت تعتمد على 60% من السندات خاصة الحكومية طويلة الأجل و40% من الأسهم وخاصة أسهم مؤشر “ستاندرد آند بورز 500”.
ولكن مع تحرك العائدات على السندات الأمريكية تجاه الصفر أو حتى المنطقة السلبية، ربما يكون حان الوقت لإعادة التفكير في هذا الخليط، وقد يفكر البعض: ماذا عن استبدال بعض السندات بالذهب؟
وفي الأوقات الطبيعية، تخدم السندات كأداة تحوط ضد تراجع أسعار الأسهم، لأن قيمتهم عادة ما ترتفع عندما تتراجع الأسهم في فترات الركود الاقتصادي ولكن هذه العلاقة تبدأ في التفكك عندما تظل عائدات السندات الحكومية منخفضة لفترة طويلة، وخاصة عندما تكون منخفضة نتيجة لسياسة البنك المركزي.
وتقول مجلة “بلومبرج بيزنس ويك”، “إننا قد نكون على مقرب من فترة تضخمية والتي تكون سيئة لكل من الأسهم والسندات، ويغرق الاحتياطي الفيدرالي النظام المالي بالنقدية، وخلال ثلاثة أشهر فقط، قفزت الأصول التي يمتلكها الفيدرالي بمقدار الثلثين إلى حوالي 7 تريليونات دولار من 4.2 تريليون دولار في أول مارس، وكانت المحفزات النقدية والمالية أكبر مما كانت عليه حتى خلال الأزمة المالية العالمية”.
ومن الواضح أن الناس قلقة، فمنذ مايو أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة “كونفرنس بورد” غير الربحية والتي تضم 1200 شركة عامة وخاصة، أن توقعات التضخم الاستهلاكي ارتفعت فوق 6% من حوالي 4.5% قبل تفشي وباء كوفيد 19، وفي نفس الوقت، يرتفع ببطء معدل التضخم المستقبلي الذي توحي به الأسعار في سوق سندات الخزانة.
وقال جولدمان ساكس إن الذهب يمكن أن يكون أداة تحوط مفيدة في مثل هذه الأوقات، ويظهر التاريخ أن الذهب تفوق على الأسهم بهامش كبير عندما ارتفع التضخم فوق مستوياته لفترة طويلة.
ويمر الذهب بموجة صعود تحطم المستويات القياسية مع تداول المعدن الأصفر لوقت قصير عند مستوى 2000 دولار للأوقية يوم 31 يوليو، وفي عصر كوفيد 19 الذي يتسم بالأموال السهلة والفائدة المنخفضة، يقدر بنك جولدمان ساكس أن يرتفع سعر الذهب إلى 3000 دولار.
وأوضح البنك أن كل ما يتطلبه الأمر حتى يصل سعر الذهب إلى 3000 دولار للأوقية هو أن يصعد التضخم إلى 4.5% أو يظل عند مستوى أقل عند 3.5% لفترة طويلة.
وذكرت مجلة بيزنس ويك أن استراتيجة 60/40 كانت جيدة عندما كانت السندات والأسهم يُتداولون بحرية أما الآن يشتري الفيدرالي كل شيء من الأوراق المدعومة برهن إلى ديون الشركات التي تم خفض تصنيفها الإئتماني مؤخرا، وبالتالي فقدت السندات فائدتها كأداة تحوط أمام الأسهم، والقليل من الذهب قد يملأ هذه الفجوة.
واستقرت أسعار الذهب قرب مستويات قياسية مرتفعة مع استمرار المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية العالمية لزيادة حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 وهو ما طغى على تأثير زيادة في الشهية للمخاطرة بفعل بيانات إيجابية للاقتصاد الأمريكي.