نور تريندز / التقارير الاقتصادية / هل ستستهدف الصين الشركات الأمريكية لرد الإعتبار؟
الحرب التجارية ، الصين ، الولايات المتحدة
الحرب التجارية ، الصين ، الولايات المتحدة

هل ستستهدف الصين الشركات الأمريكية لرد الإعتبار؟

آثار استهداف الولايات المتحدة، لأكبر المجموعات التكنولوجية في الصين، مخاوف من الردود الانتقامية القوية ضد الشركات الأمريكية.

ووقع الرئيس دونالد ترامب، الشهر الحالى، أوامر تنفيذية يمكن أن تلحق الضرر بعمليات الشركات الناشئة الصينية الأعلى قيمة منها “بايت دانس” و”تينيسينت”، ثانى أكبر شركة تكنولوجية في الدولة من حيث القيمة السوقية.

كما قطعت واشنطن يوم الإثنين الماضى، وصول “هواوي” إلى مورديها العالميين، وهو ما يقول عنه البعض، إنه قد يكون قاتلاً لشركة الاتصالات الصينية.

وقالت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، إنه رغم الضغوط المتزايدة على بكين للكشف عن قيود مشابهة على الشركات الأمريكية في الصين، فإن الدولة لطالما كانت مترددة في الرد “رداً انتقامياً”، ويعتقد المحللون، أن المسئولين سيواصلون ضبط النفس لخشيتهم من فقدان الفوائد الاقتصادية والابتكارات التى تجلبها الشركات الأمريكية إلى الصين.

وقال المحلل في شركة الأبحاث “بلينام”، شون دينج، إن الطرق الرئيسية التي تحارب بها بكين التدابير العقابية من قبل أمريكا، هى الإبقاء على الشركات والمسثتمرين الأجانب في الصين.

ويشعر المستثمرون بالقلق من استهدف الصين للأعمال الأجنبية بجدية منذ مارس 2019، عندما أعلنت بكين أنها ستضع قائمة “بالكيانات غير الموثوقة” للشركات التي تضر بمصالحها، لكنها لم تحدد أى قائمة ولم تفرض أى عقوبات، وتعد الصين سوقاً كبيرة للعديد من الشركات الأمريكية بدءاً من المجموعات التكنولوجية إلى صناع السيارات.

كما أن حوالى ثلثى إيرادات صانع أشباه الموصلات الأمريكي “كوالكوم” تأتى من الصين، في حين أن العلامات التجارية بدءاً من “نايك” وحتى “ستاربكس” تعتمد على المستهلكين الصينيين في أكثر من عُشر مبيعاتها.

ومع ذلك، فقد ظلت الشركات الأمريكية محصنة بقدر كبير من القيود أو التحقيقات المفروضة من الحكومة، وواصلت “أبل”، التي تعد منافساً كبيراً لهواوي فى سوق الهواتف الذكية، تحقيق النمو فى إيراداتها فى الدولة رغم الصدام الحديث مع المشرعين بشأن تراخيص الألعاب على متجر تطبيقاتها.

وارتفعت مبيعات هاتف “آى فون” فى الصين بحوالى الثلث فى الربع الثاني وفقاً لشركة الأبحاث “كاونتر بوينت”، ويرى المحللون أن العقوبات الحديثة على “هواوى” بمثابة استفزاز واضح.

ويقول زميل الأبحاث في وزارة التجارة الصينية، ماي شينيو، إن مجموعة الاتصالات الصينية “هواوى” – التى تعد ذات أهمية مركزية لطموحات الصين في تكنولوجيا شبكة الجيل الخامس – أكثر أهمية بكثير استراتيجيا من “بايت دانس” أو “تينيسينت”، وبعض المحللين، يعتبرون أن القيود التي فرضتها وزارة التجارة الأمريكية مؤخراً على “هواوي” بمثابة “حكم إعدام”.

وقال ماي، إن قائمة “الكيانات غير الموثوقة” تظهر استعداداً من بكين على المقاتلة، ولكنه يعتقد أن المسئولين الصينيين قد يحاولون بدلاً من ذلك ضبط النفس والتصرف بمعايير أخلاقية عالية بدلاً من التورط في تدابير انتقامية متبادلة.

وأضاف: “بالنظر إلى الممارسات الأمريكية الحالية، سيكون من الجيد للصين أن تنتهج ببساطة نهج عدم الرد وإنما تخلق صورة بأن الصين مورد ومستهلك أكثر موثوقية، وأنها لن تحظر الإمدادات أو تنتهك العقود”.

ومع ذلك، يعتقد البعض أن بكين لديها مساحة محدودة للمناورة، وقال شي ينهونج، باحث علاقات دولية في جامعة رينمين في بكين، إن قدرة الصين على الردود الانتقامية في مجال التكولوجيا المتقدمة محدودة، موضحاً أنه لا يتصور أى ردود انتقامية ممكنة.

ويشير المحللون، إلى حقيقة أن الشركات الأمريكية عادة ما تكون متكاملة بشكل وثيق مع نظيراتها الصينية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم عبر المشروعات المشتركة على سبيل المثال، وهو ما يهدد بأضرار جانبية إذا استهدفت بكين الشركات الأمريكية.

وتبيع “جنرال موتورز” على سبيل المثال سيارات أكثر في الصين مما تبيع في أمريكا، ولكن مشروعاتها المشتركة مع شركات السيارات الصينية تعني أن القطاع المحلى سيعانى إذا استهدفت الحكومة “جنرال موتورز”.

ويقول تو لى، مؤسس شركة استشارات لقطاع السيارات “ساينو أوتو انسايتس”: “لو استهدفت الحكومة جنرال موتورز فستضر على الأرجح شريكها الصينى، سايك موتورز، أيضاً”.

وأضاف إنه قد تكون هناك الكثير من الأضرار الجانبية، خصوصاً في وقت تريد فيه الحكومة أن يصبح قطاع السيارات محرك التعافي الاقتصادي للصين من فيروس كورونا.

ويشير المدراء التنفيذيون إلى أن دخول السوق من قبل الشركات الأجنبية، يتم منحه فقط للذين تعتقد الصين أنهم سيطورون الصناعات المحلية مثل الصيرفة الاستثمارية والسيارات الكهربائية، وتطوير برامج الحواسب، وهو ما يشير إلى نقص الدوافع لطردهم بمجرد دعوتهم لدخول السوق.

وقال رئيس غرفة التجارة الأوروبية في الصين، جيرج وتوكي، إن الحكومة الصينية لا تهتم من أين تأتى الشركات طالما أنها تساعد الدولة على النمو، ولاتزال الصين تواجه فجوة كبيرة عندما يتعلق الأمر بأجزاء محددة في سلسلة الإمداد، مضيفاً أن الصين تحب حقيقة ان الاستثمارات الأمريكية عالية التكنولوجيا وتساعد في بناء سلاسل التوريد داخل الدولة.

وقد تكون بكين حريصة كذلك في فرض تدابير تجد صعوبة في التراجع عنها في وقت لاحق، ومنذ 3 سنوات قاطع المستهلكون الصينيون منتجات وشركات كورية جنوبية بشأن نظام دفاع صاروخى محتمل وسط موجة من المعنويات القومية.

وقال وتوكي، إن الصينيين لا يريدون التصعيد، ويرغبون فى ترك الباب مفتوحاً، موضحاً أنه من الصعب للغاية إلغاء العقوبات لأنه يتعين على الحكومة حينها شرح أسباب ذلك سياسياً للقاعدة الصينية.

تحقق أيضا

تعافي الذهب

ما الذي يقف وراء تعافي الذهب؟

يواصل الذهب الصعود منذ مستهل التعاملات اليومية الاثنين مستفيدًا من التصريحات التي خرجت من أروقة …