نور تريندز / التقارير الاقتصادية / ملخص الأحداث الأسبوعية / الأسواق تتلقى ضربات من جيسمتوب وأسترا زينيكا والفيدرالي الأسبوع الماضي
الأسهم الآسيوية تتنازل عن ارتفاعاتها القياسية بمستهل أسبوع التداول الجديد
الأسهم الآسيوية

الأسواق تتلقى ضربات من جيسمتوب وأسترا زينيكا والفيدرالي الأسبوع الماضي

انتهت تعاملات أسواق المال في الأسبوع الماضي بأداء متباين نظرا لما شهدته تلك الفترة من تقلبات في الأسواق جاءت نتيجة تقلبات في المزاج العام للمستثمرين وتغيرات سريعة ومتوالية في اتجاهات المخاطرة.

وكانت أبرز تلك العوامل؛ الأوامر التنفيذية التي وقعها الرئيس الأمريكي جو بايدن في أول أسبوع له في السلطة مستهدفا بها الحد من انتشار فيروس كورونا.

كما كان ارتفاع عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا إلى مستويات يومية غير مسبوقة في الولايات المتحدة من أهم العوامل التي أثرت في أسواق المال.

يُضاف إلى ذلك اجتماع الفيدرالي الذي جاء بأثر عكسي على ظهر في أداء سلبي للأسواق على مدار اليومين التاليين للقرارات المعلنة من قبل البنك المركزي المركزي.

لكن بعض العوامل الإيجابية دخلت على الخط لتعوض الأسواق عما رأيته من سلبية، أهمها تقارير أرباح الشركات المدرجة في مؤشرات الأسهم الأمريكية، والتي جاءت في مجملها إيجابية لتعكس تجاوز الأداء المالي لتلك الشركات لتوقعات الأسواق. 

وفي الأيام الأخيرة من تعاملات الأسواق الأسبوع المنتهي الجمعة 29 يناير الجاري، سيطرت حالة من التذبذب الحاد في أداء أسواق الأسهم، لكنها مالت بالأسواق إلى الاتجاه الصاعد عقب ارتفاعات حادة في سهم جيمستوب، شركة ألعاب فيديو أمريكية، تبعه هبوط مدوي للسهم عقب إعلان منصة التداول في الأصول المالية بنظام التجزئة روبنهود وقف التعاملات على أسهم هذه الشركة وشركات أخرى شاركت في نفس ظاهرة الارتفاع الحاد.

الدولار الأمريكي

كان الدولار الأمريكي هو المستفيد الأكبر من التقلبات التي شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي، والتي أدت إلى حالة من القلق والتوتر سادت الأسواق وعملت لصالح العملة الأمريكية.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 90.55 نقطة مقابل الإغلاق الأسبوعي السابق الذي سجل 90.13 نقطة. وبلغ أدنى مستوى للمؤشر في التعاملات الأسبوعية المنتهية في 29 يناير الجاري 90.11 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 90.76 نقطة.

وكان من أبرز المؤثرات التي حققت صالح الدولار الأمريكي الأسبوع الماضي التصريحات التي أدلى بها جيروم باول، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، في مؤتمر صحفي انعقد بعد إعلان قرارات البنك المركزي التي تضمنت تثبيت الفائدة وقيمة برنامج شراء الأصول الأربعاء الماضي.

وجاءت تلك التصريحات لتعكس صورة قاتمة يتبناها البنك المركزي للمسار المستقبلي للاقتصاد الأمريكي.

قال جيروم باول، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، في المؤتمر الصحفي المنعقد عقب إعلان قرار الفائدة: “لا يزال أمامنا طريق طويل حتى يتحقق التعافي الكامل”.

وأضاف: “”عدد من فقدوا وظائفهم في الوقت الحالي لا يقل عن عدد من فقدوها في ذروة أزمة الاقتصاد العالمي”.

وأكد أن “الصدمات التي تعرض لها الاقتصاد بسبب الوباء “غير مسبوقة في التاريخ الحديث لاقتصاد البلاد”.

وأوضح أن إزالة “المدى المتوسط” من بيان الفائدة في الإشارة إلى المخاطر الجسيمة لأن هذه المخاطر تواجه الاقتصاد في الوقت الراهن على المدى القريب أكثر.       

الأسهم العالمية

كان الوجه المقابل لارتفاع الدولار الأمريكي   هو هبوط الأسهم في وول ستريت وبورصات أخرى مثل البورصات الأوروبية.  وتهاوت الأسهم العالمية بسبب الارتفاعات الكبيرة في إصابات فيروس كورونا ووفيات الوباء في عدد من دول الاقتصادات الرئيسية.

كما تأثرت الأسهم سلبا بتصريحات جيروم باول التي جاءت حافلة بالتشاؤم والتحذيرات مخاطر هبوط الاقتصاد.

يُضاف إلى ذلك عوامل أخرى خاصة بالأسهم الأوروبية أدت إلى تراجعها في نهاية الأسبوع الماضي عقب تفاقم الأزمة بين الاتحاد الأوروبي وأسترا زينيكا التي انتهت بفرض أكبر تكتل اقتصادي وسياسي قيودا على صادرات اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي تصنعه الشركة في دول أوروبا.

وكانت الشركة قد رفضت الاتهامات والانتقادات التي وجهها لها الاتحاد الأوروبي، والتي تضمنت أن الشركة مسؤولة عن تأخير استلام الدفعات المتفق عليها من اللقاح المضاد.

كما حملت الشركة الاتحاد الأوروبي مسؤولية تأخير وصول اللقاح إلى دول العالم عقب اتخاذ القرار بتلك القيود.

أزمة جيمستوب

جيمستوب هي شركة ألعاب فيديو تعرضت لخسائر كبيرة في الفترة الأخير بسبب إجراءات الإغلاق والقيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا نظرا لوجود منافذ البيع الخاصة بها، التي تبيع ألعاب  الفيديو ومنصات اللعب، في المراكز التجارية الكبرى المغلقة بطبيعة الحال في ظل الظروف الصحية الراهنة والانتشار الكبير للوباء في الولايات المتحدة.

وحدث أن دار الحديث على أحد منتديات تطبيق ريديت للتواصل الاجتماعي، وهي منتدى “رهانات وول ستريت” أو wallstreetbets، عن أضعف الشركات أداء والتي يتوقع  لها المزيد من الخسائر، وكان جيمستوب من أكثر الشركات التي يرشح سهمها للمزيد من الهبوط.

وهناك أسلوب من أساليب المضاربة في الأسهم يتضمن أن يتقدم المستثمرون من أجل اقتراض الأسهم المتوقع هبوطها من الشركة المالكة لها لبيعها بقيمة وهم متأكدون أنها سوف تشهد المزيد من الهبوط، مما يطمئنهم أثناء قطع وعد على أنفسهم بإعادة الشراء مرة ثانية وإعادة الأسهم التي اشتروها إلى الشركة مرة ثانية.

في هذه الحالة، وحال تحقق هبوط الأسهم  التي اقترضها  المستثمرون من الشركة، يحقق المستثمرون أرباحا كبيرا لأنهم اقترضوا الأسهم دون دفع أية أموال ثم باعوها بقيمة وإعادة شرائها بقيمة أقل بكثير من سعر البيع وردوها إلى الشركة مرة ثانية.

فعلى سبيل المثل، إذ اقترض المستثمرون السهم وباعوه ب20 دولار وانتظروا حتى هبط إلى 10 دولار ثم بدأوا في شرائه وإعادته إلى الشركة المالكة له التي أقرضتهم إياه في وقت سابق، في هذه الحالة تكون أرباح هذه العملية 100%.

وبالفعل حدث ذلك، وكانت صناديق استثمار ضخمة هي التي راهنت في البداية هبوط سعر سهم جيمستوب، لكن مع تطور الأحداث بدأ الحديث يكثر عن السهم بين مستخدمي wallstreetbets على  تطبيق التواصل الاجتماعي ريديت، وهو ما أدى إلى مشاركة كبيرة من مستثمري التجزئة في عمليات شراء السهم إلى جانب مشتريات صناديق الاستثمار.

وتحول الأمر برمته إلى ما وصفه كثيرون “بالظاهرة” أو “الجنون” عندما بدأت عمليات شراء مكثفة من متداولي التجزئة الذين رفعوا قيمة السهم إلى حدود غير مسبوقة في وقت قياسي، مما أدى إلى خسائر كبيرة لصناديق الاستثمار والوسطاء الماليين، وهو ما حول الأمر إلى معركة بين كبار المستثمرين المؤسسيين في أسواق المال ومستثمري التجزئة.

وارتفعت قيمة سهم جيمستوب بواقع 1500%، مما دفع منصة لتداول في الأصول المالية بنظام التجزئة إلى وقف التداول عليه متجاهلة انتقادات حادة من المستثمرين في أسواق المال العالمية.

وأدى وقف التداول إلى خسائر بحوالي 70% في قيمة السهم، لكن قرارا آخر من روبنهود بالسماح بتداول سهم جيمستوب بقيود محددة أدى إلى تعافي السهم مرة ثانية.

وأثارت هذه الظاهرة ردود أفعال كبيرة وصلت إلى حد تعليق البيت الأبيض عليها والتصريح بأ، فريقا اقتصاديا تابع للإدارة الأمريكية سوف يحقق فيها.

كما أشارت اللجان المتخصصة في مجلس النواب والشيوخ الأمريكيين بعقد جلسة استماع لتوضيح لاستيضاح الأمر.

وأخيرا، كانت تقارير أرباح أبل، وتيسلا، وجونسون آند جونسون، والخطوط الجوية الأمريكية، وسيرفيس ناو وغيرها من الشركات الكبرى المدرجة في مؤشرات بورصة نيويورك إيجابية بعد أن أشارت إلى أداء مالي فاق التوقعات في الربع الأخير من 2020.

وكان من الإيجابيات أيضا الإعلان عن لقاحين جديدين مضادين لفيروس كورونا، وهما من  إنتاج نوفافاكس وجانسن التابعة لجونسون آند جونسون.  

تحقق أيضا

ملخص الأسبوع

ملخص الأسبوع: البيانات الأمريكية المخيبة للآمال تدعم سيناريو تأجيل خفض الفائدة والأنظار معلقة بقرار الفيدرالي

انصب تركيز السوق خلال الأسبوع الماضي على دفعة من البيانات الأمريكية في محاولة للحصول على …