نور تريندز / التقارير الاقتصادية / لماذا فقد الدولار 1.00% بعد بيان الفيدرالي وتصريحات باول؟
جيروم باول
جيروم باول

لماذا فقد الدولار 1.00% بعد بيان الفيدرالي وتصريحات باول؟

يبدو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ملتزم بشدة بالنهج التدريجي الذي يتبعه في أي تغيير يجريه على موقف السياسة النقدية إلى حدٍ يفوق تصور الكثيرين، وهو ما يتضح من إلقاء نظرة فاحصة على الأسباب التي أدت إلى تفاقم هبوط الدولار الأمريكي عقب إعلان قرارات الفائدة والسياسة النقدية بصفة عامة من قبل البنك المركزي وتصريحات رئيس مجلس البنك المركزي جيروم باول.

وتطلب الأمر أن نقوم بجولة بين سطور بيان الفائدة الصادر عن الفيدرالي وتصريحات رئيسه جيرون باول الذي عقد مؤتمرا صحفيا عقب إعلان تلك القرارات الأربعاء، وهي الجولة التي من شأنها أن تلقي الضوء على أهم الأسباب التي أدت إلى أن يفقد الدولار الأمريكي حوالي 1.00% من قيمته في يوم تداول واحد.

وكان بيان الفائدة الفيدرالية قد تضمن ثلاث عبارات أسهمت فيما تعرضت له العملة الأمريكية من هبوط، والتي جاءت كالتالي

  • “سوف تستمر اللجنة في التقليل من حجم ممتلكات البنك المركزي من سندات الخزانة الأمريكية والسندات المدعومة عقاريا، وفقا لما هو موضح في الخطط المعلنة في وقت سابق”.
  • “أثناء تقييم الموقف المناسب للسياسة النقدية، سوف تستمر اللجنة في مراقبة ما تتضمنه البيانات التي تظهر حتى الاجتماع المقبل من أجل تحديد النظرة المستقبلية للاقتصاد”.

تشير العبارة الأول إلى أن البنك المركزي سوف يستمر في عمليات إعادة بيع مشتريات الأصول التي تتراكم في كشوف الموازنة في الفترة الأخيرة. ومعنى إعادة بيع كميات من سندات الخزانة الأمريكية والسندات المدعومة عقاريا هو أن المعروض من أصول الدولار الأمريكي في الأسواق سوف يشهد زيادة من شأنها أن تضغط على العملة الأمريكية في الاتجاه الهابط.

وتتضمن العبارة الثانية أن الفيدرالي سوف يعتمد في قرارات الفائدة المقبلة على البيانات التي تظهر قبل كل اجتماع له، وهو ما يضغط على الدولار الأمريكي أيضا في الاتجاه الهابط نظرا لأن الدفعات الأحدث من بيانات التضخم الأمريكي جاءت جميعها لتؤكد استمرار هبوط أسعار المستهلكين والمنتجين في الولايات المتحدة، وهو ما من شأنه أن يجعل هناك متسعا أمام الفيدرالي للإبقاء على معدلات الفائدة عند المستويات الحالية ولا يتعجل في المزيد من رفع الفائدة.

جيروم باول  

تضمنت تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم بأول بعض العبارات التي أثرت سلبا على حركة سعر الدولار الأمريكي، وهي كالتالي

  • “قطعنا مسافة كبيرة منذ العام الماضي وحتى الآن، لكن لا زلنا لا نشعر بعد بالآثار التي نستهدف أن نراها لرفع الفائدة”.
  • “تراجع نمو الوظائف مع تراجع في قيمة الأجور أيضا، لكن لا يزال سوق العمل يتمتع بقدر كبير من التوازن”.
  • “التضخم أظهر تراجعا مشجعا في سرعة زيادات الأسعار على مدار الأشهر الثلاثة الأخيرة، لكن لا زلنا في حاجة إلى المزيد من الأدلة المستدامة حتى نثق في أن التضخم يتخذ المسار الهابط”.
  • “البنك المركزي لا يتخذ موقفا تشديديا بما فيه الكفاية فيما يتعلق بمعدلات الفائدة”، مؤكدا أن “التركيز في الوقت الراهن ليس على التحركات قصيرة الأجل للأوضاع المالية، لكن على التغيرات المستدامة في الأوضاع المالية الأوسع نطاقا”.
  • “إذا جاءت البيانات قوية، فسوف نستمر في رفع الفائدة. لكن إذا جاءت ضعيفة فسوف نعمل على الإبقاء على معدل الفائدة كما هو، فالأمر برمته يعتمد على ما يظهر من بيانات”، مؤكدا أن الوقت لا يزال مبكرا على إعلان “الانتصار على التضخم”

تضمنت تصريحات رئيس الفيدرالي اعترافات بإيجابيات عدة؛ أبرزها إحراز البنك المركزي تقدما ملحوظا وقطعه شوطا كبيرا في مساعيه الرامية إلى خفض الفائدة.

كما اعترف باول بأن التضخم يتخذ الاتجاه الهابط في الأشهر الثلاثة الأخيرة وأن هناك تراجعا ملحوظا في نمو الأجور ونمو الوظائف، وهو ما يستهدفه الفيدرالي لتقوية موقفه في حربه ضد التضخم.

كما أكد أن البيانات الاقتصادية التي تصدر في الفترة المقبلة سوف يكون لها النصيب الكبير من التأثير في قرارات الفائدة في الاجتماعات التالية للجنة السوق الفيدرالية المفتوحة.

وكانت تلك الإشارات وراء رسالة استقبلتها الأسواق من رئيس الفيدرالي أفادت أن الفيدرالي لديه قدر من الارتياح للمسار الحالي للاقتصاد وأن لديه متسع قد يمكنه من الإبطاء أكثر من وتيرة رفع الفائدة، وهو ما من شأنه أن يضر بالدولار الأمريكي.

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 101.08 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 102.10 نقطة.

وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 102.19 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 101.04 نقطة.

تحقق أيضا

بيانات التوظيف

ماذا نتوقع لبيانات التوظيف الأمريكية عن شهر إبريل 2024؟

تصدر في وقت لاحق اليوم الجمعة بيانات التوظيف الأمريكية الأهم على مدار الشهر وسط توقعات …