نور تريندز / التقارير الاقتصادية / 4 مصادر يستمد منها الذهب زخمه الصاعد
الذهب
الذهب

4 مصادر يستمد منها الذهب زخمه الصاعد

ظهرت على السطح في الآونة الأخيرة بعض العوامل التي استغلها الذهب في تحقيق مستويات قياسية غير مسبوقة في تاريخه، والتي سوف نتطرق إليها بشيء من التفصيل فيما يلي.

ومن المعروف أن هناك علاقة عكسية بين الذهب والدولار الأمريكي، وهو ما يجهل صعود أحدهما سببًا في هبوط الآخر. كما صدرت عن بنك الاحتياطي الفيدرالي قرارات، قرار الفائدة وقرارات أخرى فيما يتعلق بإعادة بيع مشتريات الأصول، كان من شأنها – جنبًا إلى جنب مع تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول – أن تدعم الاتجاه الصاعد للذهب.

وصدرت بيانات التوظيف الأمريكية الجمعة الماضية، محملة بإشارات إلى تدهور في سوق العمل الأمريكي وتردي أوضاع التوظيف ونمو الأجور في الولايات المتحدة، وهو ما أثر سلبًا على الدولار الأمريكي الذي هبط لصالح الذهب.

ولا تزال التوترات الجيوسياسية حاضرة بقوة في المشهد على صعيد حركة سعر الذهب، إذ تجدد تصاعد تلك التوقعات بسبب بدء عمليات عسكرية إسرائيلية في رفح.

أسعار الذهب طوال ستة أشهر حتى تاريخه، المصدر: TradingView

الفيدرالي ورئيسه باول

تحدث بيان الفائدة الفيدرالية الصادر الأربعاء الماضي عن المهمتين الأساسيتين اللتين تكلفه بهما الإدارة الأمريكية – استقرار الأسعار وتحقيق الحد الأقصى من التوظيف – بإيجابية شديدة، قائلا: “أصبحت المخاطر التي تحيط بهاتين المهمتين أكثر توازنًا خلال العام الماضي”.

وصف البيان النمو الاقتصادي بأنه يتحرك “بوتيرة قوية”. وفيما يتعلق بكشوف موازنة الفيدرالي، قالت اللجنة إنها ابتداء من يونيو المقبل سوف تبطئ الوتيرة التي تسمح بها ببيع السندات التي وصلت إلى موعد الاستحقاق دون إعادة استثمارها من خلال الشراء مرة ثانية.

وقال جيروم باول، رئيس اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، إن سوق العمل تتجه نحو “توازن أفضل”، مستبعدًا باول أن يكون التحرك المقبل من قبل الفيدرالي “رفعًا للفائدة”.

وأضاف: “أعتقد أننا نحتاج إلى دليل مقنع على أن سياستنا ليست تشديدية بما فيه الكفاية، ولا أعتقد أن لدينا مثل هذا الدليل”.

واستمر: “أعتقد أن هناك مسارات اقتصادية يمكننا من خلالها خفض الفائدة”، مستبعدًا أن يكون الاقتصاد الأمريكي قريبًا من مرحلة من الركود التضخمي. وأكد أيضا أن “السياسة النقدية التشديدية تقوم بما ينبغي عليها فعل”.

وكانت هذه التصريحات مثارًا للارتياح في الأسواق ولا تزال مستمرة في تزويد الأسواق بجرعة من التفاؤل تدفع بالدولار الأمريكي إلى أسفل لصالح الذهب والأسهم الأمريكية وغيرها من أصول المخاطرة.

الدولار وبيانات التوظيف

يستغل الذهب ضعف الدولار الأمريكي منذ مستهل التعاملات اليومية الاثنين في تحقيق المزيد من المكاسب بعد أن فقدت العملة الأمريكية الكثير من قيمتها مقابل العملات الرئيسية بسبب تدهور بيانات التوظيف الأمريكية الصادرة الجمعة الماضية.

وارتفع العقود الفورية للذهب إلى 2333 دولار للأونصة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 2308 دولار للأونصة. وهبط المعدن النفيس إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الأول في الأسبوع الجديد عند 2308 دولار مقابل أدنى المستويات الذي سجل 2341 دولار.

ويواصل الدولار الأمريكي الهبوط منذ مستهل تعاملات الاثنين متأثراً ببيانات التوظيف التي ظهرت الجمعة الماضية على تراجع في نمو الوظائف ونمو الأجور على حدٍ سواء في الولايات المتحدة.

وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 105.00 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 105.03 نقطة. وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 105.20 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 104.87 نقطة.

وارتفع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية إلى 175000 وظيفة في إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 315000 وظيفة، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاع إلى 243000 وظيفة.

وتراجع نمو الأجور في الولايات المتحدة، وهو الثابت في القراءة السنوية لمؤشر متوسط الكسب في الساعة الذي سجل 3.9% في إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 4.1%، وهو ما جاء أقل من التوقعات التي أشارت إلى 4.00%.

وارتفع معدل البطالة الأمريكية إلى 3.9% في إبريل الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 3.8%، مما يشير إلى مستويات أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى 3.8%.

ومع تدهور أوضاع سوق العمل، تسللت إلى الأسواق تكهنات بأن الفيدرالي قد يعيد النظر ويبدأ في خفض الفائدة في يونيو المقبل، وهو ما يؤدي إلى المزيد من تدهور الدولار الأمريكي.

الصين والبنوك المركزية

وصلت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق هذا أواخر إبريل الماضي بدفعة من زيادة مشتريات المعدن النفيس من قبل البنوك المركزية التماسًا لملاذ آمن بهدف التحوط ضد تقلبات الأسواق الناتجة عن تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. كما ترمي الجهود الصينية في هذا الاتجاه إلى تنويع احتياطي النقد الأجنبي والتقليل من الاعتماد على الدولار الأمريكي.

وفيما يتعلق بالنظرة المستقبلية للذهب، تسود الأسواق حالة من التفاؤل حيال المسار المستقبلي للمعدن النفيس بسبب توافر العديد من العوامل والمحفزات المتوافرة في الأسواق، أبرزها في الفترة الأخيرة الزيادة الملحوظة في مستويات احتياطيات الذهب التي تشتريها البنوك المركزية حول العالم. وهناك توقعات بمزيد من الصعود في الفترة المقبلة، مما يعني امتداد الموجة الصاعدة القوية إلى مستويات غير مسبوقة التي أذهلت الأسواق. ومن المثير للاهتمام إلى حدٍ كبيرٍ أن الصعود الحالي يأتي في مواجهة تحديات كبيرة تتمثل في محفزات قوية للهبوط، أبرزها القوة التي يتمتع بها الدولار الأمريكي في المرحلة الراهنة.

وشهدت مشتريات البنوك المركزية من الذهب في الفترة الأخيرة زيادة كبيرة، وذلك التماسًا للملاذ الآمن والتحوط ضد تقلبات الأسواق وسط توترات حادة مستمرة في التصاعد في منطقة الشرق الأوسط.

وأضافت الصين إلى الاحتياطي الاستراتيجي من الذهب 160000 أونصة – في إطار تحركات لتنوع احتياطي النقد الأجنبي – في مارس الماضي، مما يلقي الضوء على الزيادة للشهر السابع عشر على التوالي في احتياطيات الذهب الصينية، وهو ما يأتي وسط حالة من الضعف تهيمن على أداء اليوان الصيني الذي ضعفت مكانته كثاني أكبر عملة احتياطي على مستوى العالم بسبب هذا الانخفاض.

يُضاف إلى ذلك التوترات في الشرق الأوسط وما تحمله من إيجابية لأسعار الذهب العالمية، وهي التوترات التي تتصاعد حدتها تزامناً مع انطلاق عمليات عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني من سكان غزة منذ اندلاع الحرب في القطاع.

تحقق أيضا

أداء سوق الأسهم في الربع الأول من عام 2024

ارتفعت الأسهم الأمريكية منذ أوائل العام 2024، متحديةً مخاوف ارتفاع معدلات الفائدة وتأجيلات خفضها حتى …