نور تريندز / التقارير الاقتصادية / بلومبرج: كورونا الأشد تأثيرا على السوق الأوروبية عن البريكست
الاقتصاد العالمي، الأسواق، كورونا
الاقتصاد العالمي، الأسواق، كورونا

بلومبرج: كورونا الأشد تأثيرا على السوق الأوروبية عن البريكست

بدأ المستثمرون الأوروبيون الأسبوع الماضى فى الاستعداد لمواجهة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، لكن الأمر انتهى بهم بالتعرض لصدمة ناتجة عن ظهور موجة جديدة من القيود المفروضة لكبح تفشى موجة ثانية من وباء كورونا مما يعيد إلى الأذهان قدرة الوباء على هزيمة الأسواق.

كانت الإعلانات الصادرة بشأن فرض حظر التجول فى باريس والقيود على الأنشطة فى لندن، يوم الخميس، هى الدافع الكامن خلف تسجيل مؤشر «ستوكس 600» أول خسارة أسبوعية له منذ 3 أسابيع وتسببت فى وصول اليورو إلى أدنى مستوى له حتى الآن خلال شهر أكتوبر الجارى.

فى غضون ذلك، تأجيل الموعد النهائى، الذى حدده رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون فى 15 أكتوبر، للتوصل إلى اتفاقية تجارية مع الاتحاد الأوروبى، حيث يبدو أن الجانبين تركا مجالاً أكبر لإجراء المزيد من المحادثات، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء «بلومبرج».

قال جوست فان ليندرز، كبير محللى الاستثمار لدى «كيمبين كابيتال مانجمنت» عبر الهاتف، إن موجة الوباء الثانية فى أوروبا تستمر فى الازدياد أكثر فأكثر، مضيفاً: «فى الأسبوع الماضى، شهدنا انخفاض الأسهم الأوروبية لصالح الأسواق الناشئة بسبب المخاوف المتعلقة بالموجة الثانية من كوفيد-19».

وبحسب استطلاع للرأى أجرى على عملاء بنك أوف أمريكا ميريل لينش هذا الشهر، تتفوق المخاوف المتعلقة بارتفاع معدلات الإصابة بكوفيد19- فى جميع أنحاء أوروبا والمملكة المتحدة على المخاوف الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى عند المستثمرين.

ولاتزال الصدمة الوبائية بشأن الاستهلاك والاستثمار هى المحرك الرئيسى للمخاطر فى منطقة اليورو، بينما أصبح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فى الوقت الراهن أشبه بالشئون المحلية.

توترات
شهد يوم الخميس الماضى محو 8 أيام من المكاسب فى جلسة واحدة، والتى شهدت عمليات بيع واسعة النطاق فى العقود الآجلة التابعة لمؤشر «يوور ستوكس 50»، كما أن المتداولين يتطلعون أيضاً إلى الاستعداد لتقلبات أكثر حدة، حيث يختبر مقياس التقلبات فى مؤشر «يوور ستوكس 50» اتجاهاً صعودياً، قد تستمر من شهر إلى أكثر من 3 أشهر.

وقال جون رو، رئيس الصناديق متعددة الأصول لدى شركة «ليجال آند جنرال إنفستمنت مانجمنت»: «لن تكون إجراءات حظر التجول والقيود كافية للتصدى إلى ارتفاع حالات الإصابة بالوباء، لذا يجب أن تشتمل الحالة الأساسية على مزيد من الإجراءات»، مضيفاً: «سرعة التحرك تعتبر أمراً مهماً بالنسبة لنا، خاصة فى ظل المخاطر الناتجة عن الوباء».

دواء جبار يجعل رجل بقدرة 100 حصان
دواء جبار يجعل رجل بقدرة 100 حصان
avanti
تغيير الثروات
فى أسواق السندات السيادية، كان إحياء المخاوف المتعلقة بالوباء أكثر وضوحاً فى أخطر أركان أوروبا، وهو الديون الإيطالية.

شهدت بداية الأسبوع تمديد عوائد السندات الإيطالية لأجل 10 أعوام انخفاضها إلى مستوى قياسى، كما باعت البلاد الديون يوم الثلاثاء دون دفع فائدة ثابتة للمرة الأولى، لكن بحلول يوم الخميس ارتفعت العوائد القياسية بما يصل إلى 9 نقاط أساس، وهو أكبر مكسب مسجل خلال اليوم منذ أغسطس الماضى.

المخاطر المحلية
لم تختفى مخاطر خروج بريطانيا بشكل تام من آفاق المستثمرين الأوروبيين، فبعد كل شيء يمكن للمستثمرين أن يحدقوا فى نفس حافة الهاوية بدون صفقة تجارية فى غضون أسابيع قليلة، لكن يبدو أن الخروج أصبح مشكلة بريطانية بحتة.

كان أداء مؤشر «فوتسى 100» أقل من أداء مؤشر «يورو ستوكس 50» هذا العام، كما أن الضعف المتزامن للجنيه الإسترلينى مقابل اليورو فشل فى توفير نفس الدعم للشركات متعددة الجنسيات المدرجة فى المملكة المتحدة كما كان الحال فى الماضى.

المعنويات
كانت المخاوف واسعة النطاق فى أسواق العملات، فقد تراجعت الكرونة النرويجية ذات الحساسية العالية إزاء المخاطر بأكثر من %1 يوم الخميس لتقود بذلك تراجعات المجموعة لهذا الأسبوع، فى حين ارتفع الين فقط كملاذ آمن مقابل الدولار، مع تراجع اليورو أيضاً.

وكانت المعنويات بشأن العملة المشتركة، بناءً على الخيارات قصيرة الأجل، مزدهرة فى بداية الأسبوع، لكنها تراجعت بشكل كبير يوم الخميس، حيث أدى الطلب على اليورو إلى دفع انعكاسات المخاطر لمدة أسبوع بالقرب من مستوى التكافؤ.

وأغلقت المؤشرات الأوروبية على ارتفاع يوم الجمعة، وتعافى كل من اليورو والجنيه الإسترلينى من أدنى مستوياتهما فى الأسبوع.

ومع ذلك، لايزال هناك قلق من إمكانية تسبب الوباء المتفشى فى إجبار البنوك المركزية على إجراء المزيد من التجارب مع المزيد من استهداف العوائد والتيسير الكمى الجديد.

قال كيت جوكيس، كبير استراتيجيى الصرف الأجنبى فى بنك «سوسيتيه جنرال»: «من المرجح أن يقوم أى بنك مركزى يتمتع بالقدرة على تخفيف السياسة النقدية بذلك، خاصة فى الأماكن التى ترتفع فيها معدلات الإصابة بالوباء وتظهر قيود جديدة».

تحقق أيضا

العجز المالي

هل تتمكن كندا من القضاء على العجز المالي في 2027؟

الموازنة الكندية تستهدف القضاء على العجز المالي