الذهب يتداول بثبات مع اقتراب بايدن من كرسي الرئاسة
الذهب، بايدن

4 عوامل تؤهل الذهب لمزيد من الصعود

هناك علاقة عكسية بين العقود الآجلة للذهب ومؤشر الدولار الأمريكي، مما يشير إلى أن صعود أحدهما يعني هبوط الآخر بالضرورة. لكن في بعض الأحيان تنكسر هذه العلاقة لنشاهد العملة الأمريكية مع المعدن النفيس في نفس الاتجاه صعودا أو هبوطا.

ويشير اجتماع الذهب والدولار الأمريكي في نفس الاتجاه إلى قوة تصل إلى حد التطرف في معنويات السوق أو ما يعرف باتجاهات المخاطرة.

فعندما يرتفع هذا الأصلان في نفس الوقت، يشير ذلك إلى قوة شهية المخاطرة في أسواق المال وإقدام المستثمرين على الأصول ذات العائد المرتفع والمخاطرة العالية، ويصدق العكس عند هبوط الذهب والدولار معا، وهو ما يشير إلى قلق بالغ يسيطر على الأسواق.

ورغم انتهاء التعاملات  الأمريكية يوم بارتفاع للذهب والدولار الأمريكي تتوافر بعض العوامل التي من شأنها الدفع بالذهب إلى الاتجاه الصاعد على المدى القريب.

سياسة الفيدرالي

بعد قرارات الفيدرالي تثبيت الأوضاع النقدية بما فيها معدل الفائد المتواجد عند مستويات منخفضة تاريخية وقيمة برنامج مشتريات الأصول، من المتوقع أن يؤدي الحفاظ على تلك الأوضاع النقدية بهذا الشكل إلى هبوط الدولار الأمريكي، ومن ثم ارتفاع العقود الآجلة للذهب.

أعلن الفيدرالي تثبيت معدل الفائدة الأساسي عند 0.25% ليستمر عند أدنى المستويات منذ الخفض الأخير الذي بدأ مع ظهور فيروس كورونا.

قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي تثبيت معدل الفائدة الأساسي الأربعاء  عند 0.25%، متعهدا باستخدام جميع أدواته لدعم وتعزيز الاقتصاد الأمريكي في “هذا الوقت الحافل بالتحديات حتى يتم تحقيق الأهداف الأساسية لمهمة البنك المركزي التي تتمثل في الحد الأعلى من التوظيف واستعادة استقرار الأسعار”، وفقا للبيان الصادر اليوم عن لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة.

وأضاف البيان أن “كوفيد19 لا يزال يسبب صعوبات إنسانية واقتصادية هائلة في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم. ويسير تعافي النشاط الاقتصادي والتوظيف في البلاد في الأشهر القليلة الماضية بوتيرة معتدلة مع تركز ضعف الأداء في القطاعات الأكثر  تضررا من الوباء”.

إضافة إلى ذلك، سوف يستمر الفيدرالي في زيادة مشترياته من الأصول بواقع 120 مليار دولار شهريا على الأقل مقسمة إلى 80 مليار دولار قيمة مشتريات سندات الخزانة الأمريكية، و40 مليار دولار هي قيمة مشتريات سندات مدعومة عقاريا، وهو الأمر الذي من المقرر أن يستمر حتى تتحقق أهداف البنك المركزي فيما يتعلق بتحقيق الحد الأقصى من التوظيف واستقرار الأسعار، وفقا لبيان الفائدة.

مخاوف تحفيز بايدن

ظهرت الاثنين تقديرات اقتصادية من مكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكي أشارت إلى إمكانية تحسن أداء الاقتصاد الأمريكي وتقدم قراءات النمو في نهاية 2021 بعد الانكماش الذي يتوقع على نطاق واسع أن ينتهي إليه الاقتصاد الأمريكي في نهاية 2020.

و توقع مكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكي الاثنين ارتفاع معدل النمو في الولايات المتحدة بنهاية 2021 إلى 4.6% مقابل الانكماش المتوقع للاقتصاد الأمريكي في 2020 بحوالي 3.6-%.

وتعزز هذه التوقعات الموقف المعارض لحزمة التحفيز المقترحة من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن بقيمة 1.9 ترليون دولار، وهو الموقف الذي يتبناه الحزب الجمهوري.

وأشارت نفس التوقعات إلى أن النمو سوف يعاود الهبوط إلى 2.00% بعد 2021 وحتى 2031.

رغم ذلك، تأتي توقعات مكتب الميزانية أفضل من التوقعات الصادرة عن نفس الجهة أثناء حكم الجمهوريين في يوليو الماضي، والتي أشارت إلى إمكانية تسجيل الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة نموا بواقع 4.00% في نهاية 2021 بعد الانكماش بحوالي 5.8-% في 2020.

وأخذت توقعات المكتب الأمريكي في الحسبان الأثر المتوقع لحزمة التحفيز التي أقرها الكونجرس الأمريكي بحوالي 900 مليار دولار لدعم الاقتصاد في مواجهة فيروس كورونا، إذ يتوقع أن تدعم هذه الحزمة استئناف النشاط الاقتصادي وعودة الشركات إلى العمل بسرعة أكبر.

وقد تؤدي هذه التوقعات إلى إعاقة جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن الديمقراطيين الرامية إلى تمرير حزمة تحفيزية جديدة للاقتصاد الأمريكي في مواجهة الآثار السلبية المترتبة على  انتشار كوفيد19.

وكلما ازدادت الضغوط على إدارة بايدن في على صعيد معارضة حزمتها التحفيزية المقترحة بقيمة 1.9 ترليون دولار، كلما رأينا الدولار الأمريكي في موقف أقوى، وهو ما يعمل ضد الذهب.

لكن مع سيطرة الديمقراطيين على البيت الأبيض والأغلبية في مجلس النواب والشيوخ، ترجح كفة التحفيز وتتراجع فرص الجمهوريين في فرض إرادتهم على الأغلبية، من ثم يتم التحفيز وتُضخ كميات هائلة من السيولة في الأسواق ليتراجع الدولار لصالح المعدن النفيس.

فيروس كورونا

رغم الجهود التي تقوم بها دول الاقتصادات الرئيسة في مواجهة فيروس كورونا والحد من تفشي الوباء عالميا وسط أنباء إيجابية عن ظهور لقاحات جديدة مضادة للفيروس القاتل، لا تزال أعداد الحالات والوفيات جراء هذا الخطر على الصحة العالمية في ارتفاع.

وهناك بعض العوامل التي تظهر بين الحين والآخر من شأنها تعكير صفو المستثمرين في أسواق المال، من ثيران أصول المخاطرة تحديدا، مثل نشوب خلافات بين شركة أسترا زينيكا، المنتجة لأحد أهم اللقاحات المضادة للوباء، والاتحاد الأوروبي بسبب تأخير تسليم دفعات اللقاح إلى بعض دول منطقة اليورو.

وانتهى هذا الخلاف إلى فرض التكتل الأوروبي قيودا على صادرات اللقاح، الذي تصنعه الشركة في أوروبا، إلى دول خارج القارة العجوز، وهو ما قد يؤدي إلى تأخير الجدول الزمني لعملية التحصين في بعض الدول ويثير مخاوف من شأنها الضغط  على أصول المخاطرة في الوقت الذي يرتفع فيه الذهب.

كما تناقلت وسائل إعلام محلية في الولايات المتحدة أنباء عن تسبب عواصف ثلجية في تأجيل عمليات تحصين باللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وهي أيضا مخاوف من شأنها المساعدة على ارتفاع الذهب.

معادن نفيسة أخرى

تهافت المستثمرون، خاصة مستثمري التجزئة في أسواق المال، على شراء العقود الآجلة للفضة عقب ظهور عدد كبير من المنشورات تحث على شراء الفضة والاستثمار فيها، وهو ما وصل إلى حد شجع البعض على أن يطلق عليه “جنون شراء الفضة” على غرار ما حدث في أزمة جيمستوب.

وبما أن المؤثرات في الفضة والذهب واحدة، تمكن المعدن الأصفر من الاستفادة من صعود الفضة بواقع 11% منذ بداية التعاملات الصباحية الاثنين أو ما يمكن أن نسميه أعلى المستويات في 8 سنوات.

وتلقت العقود الآجلة دفعة في الاتجاه الصاعد نتيجة للإقبال على شراء العقود الآجلة للفضة منذ مستهل التعاملات الأسبوعية بعد أن قرر مستثمرو التجزئة التوجه إلى المعدن الأبيض بناء على منشورات توافرت على تطبيق التواصل الاجتماعي ريديت.

وارتفع الذهب إلى مستوى 1860 دولار للأونصة مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة السابقة عند مستوى 1846 دولار للأونصة. وهبط المعدن النفيس إلى أدنى مستوى له على مدار يوم التداول الجاري عند 1847 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 1871 دولار.

تحقق أيضا

أمازون

سهم أمازون يرتفع بعد أرباح الربع الأول القوية وسط تحديات كبرى

أظهر الأداء المالي لشركة أمازون، عملاق التجزئة والتكنولوجيا الأمريكي، خلال الربع الأول نجاحًا ملحوظًا، وفاقت …