نور تريندز / التقارير الاقتصادية / هل تقضي واشنطن على شريان حياة الاقتصاد الإيراني
صادرات إيران، النفط الإيراني، الإعفاءات
صادرات إيران، النفط الإيراني، الإعفاءات

هل تقضي واشنطن على شريان حياة الاقتصاد الإيراني

فاجئت واشنطن الأسواق يوم أمس الاثنين بقرارها إلغاء كافة الاستثناءات التي صدرت بشأن الدول التي كان مسموح لها بالاستمرار في استيراد النفط من طهران دون عقوبات، وهو القرار الذي كان له صدى كبير في أسواق النفط لتسجل الأسعار مستويات قياسية في تعاملات جلسة أمس.

وقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء الإعفاءات من العقوبات الأمريكية الممنوحة إلى 8 دول عند شرائها النفط الإيراني بدءاً من الشهر المقبل 2 مايو 2019.

قرار فرض العقوبات

وفي نوفمبر الماضي، قررت الإدارة الأمريكية منح 8 دول وهي الصين والهند وإيطاليا واليونان واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا إعفاءً من عقوبات شراء النفط الإيراني بشكل مؤقت لمدة 6 أشهر التي بدأ تطبيقها في الرابع من الشهر ذاته على خلفية انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاقية النووية مع طهران.

وقال  البيت الأبيض إن قرار ترامب إنهاء الإعفاءات الهدف منه هو خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، وحرمان إيران من مصدر دخلها الرئيسي وشريان حياة اقتصادها.

مصادر الإمدادات الجديدة

 وفيما يخص الدول التي ستكون بديلاً وتعوض حصة إيران من النفط، قال مايكل بومبيو وزير الخارجية الأمريكي يوم أمس، أن الامدادات ستكون من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات، جنباً إلى جانب مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن جانيه قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في بيان إن المملكة تراقب عن كثب التطورات في سوق النفط بعد البيان الصادر عن الحكومة الأمريكية بشأن العقوبات المفروضة على صادرات النفط من إيران.

وأضاف أن السعودية ستنسق مع منتجي النفط بما يكفل إتاحة إمدادات كافية للمستهلكين وضمان عدم حدوث أي خلل بسوق الخام العالمية.

تحركات الأسعار

وشهدت أسواق الخام يوم أمس الاثنين نشاطاً ملحوظاً، حيث استمرت الأسعار في تحقيق المكاسب التي تجاوزت 2%، بعد إعلان الولايات المتحدة إعتزامها عدم تجديد الإعفاءات الممنوحة في العام الماضي لبعض الدول.

وارتفعت أسعار الخام إلى مستويات قياسية لم يشهدها منذ نوفمبر 2018 على خلفية تلك التقارير التي تشير إلى أنه سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق من اليوم.

وسجلت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو ارتفاع بنحو 2.4% إلى مستوى 73.69 دولار للبرميل الواحد خلال التعاملات الآسيوية أمس الاثنين، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2018.

وتشير التوقعات إلى أن اضطرابات السوق ستكون محدودة لأمرين، الأول هو أن المعروض الآن أكبر من الطلب، أما الأمر الثاني هو أن بومبيو يعتزم إعلان تعويضات لنقص المعروض ذلك عبر تعهدات من جانب المنتجين الآخرين مثل السعودية والإمارات.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه أوبك للاستمرار في خفض الإنتاج على الأقل حتى يونيو المقبل بعد أن ألغت المنظمة اجتماعها الذي كان مقرر له في الشهر الجاري لمناقشة الاتقافية.

صادارت إيران

وتراجعت صادارت النفط الإيرانية بشكل ملحوظ منذ إعادة فرض أمريكا العقوبات على قطاع النفط الإيراني في نوفمبر الماضي، لتسجل أقل من مليون برميل يومياً في أبريل الجاري وهو أدنى مستوى لها في 2019، مقارنة مع 2.5 برميل يومياً في أبريل 2018.

الاثار المترتبة على القرار

إن وقف صادرات النفط الإيرانية يعني انهيار العملة المحلية، ووقف معظم الواردات اللازمة لاستمرار عمل المفاصل الأساسية في البنى التحتية للدولة والاحتياجات الأساسية للشّعب، مما يعني انهيار الدولة، وانتشار الجوع والفقر والغلاء.

رد إيران

وترى إيران إن القرار الأمريكي بعدم تمديد الإعفاءات من العقوبات المفروضة عليها غير ذي قيمة، وأن طهران على اتصال مع جيرانها وشركائها الأوروبيين، بحسب ما نقلته وكالات أنباء إيرانية عن وزارة الخارجية.

غلق مضيق هرمز

قال مسؤول أمريكي أن توجه إيران نحو إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي كرد منها على قرار الولايات المتحدة إنهاء إعفاءات شراء النفط الإيراني لن يكون مقبولا.

العملات

شهدت التداولات على العملات المرتبطة بالنفط والسلع الأساسية ارتفاعات خلال جلسة أمس الاثنين، على خلفية قرار إلغاء الإعفاءات.

وبحلول الساعة 11:00 بتوقيت جرينتش تراجع الدولار الكندي بنحو 0.34%  مقابل نظيره الأمريكي إلى مستوى 1.3392 دولار.

تحقق أيضا

الذهب

الذهب مستمر في الهبوط متأثرًا بتكهنات حيال سياسات ترامب

يبدو أن الذهب قد يستمر في الاتجاه الهابط لبعض الوقت، خاصة وأن بيانات التضخم الأمريكية …