في إطار لقاء محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نوركابيتال وعضو لجنة الفنيين الأمريكيين، على تلفزيون دبي اليوم الاثنين، تحدث “حشاد” عن عدد من التطورات التي تشهدها الأسواق خلال الأسبوع الجاري وأبرزها:
أولا: الدولار الأمريكي
ما هي أسباب التراجعات التي تشهدها الأسواق بخلاف الدولار الأمريكي الذي يغرد خارج السرب؟
أشار “حشاد” إلى أن الدولار الأمريكي استفاد من البيانات الإيجابية الأمريكية أبرزها: معدل التضخم ومبيعات التجزئة. فقد قفزت مبيعات التجزئة بشكل كبير مخالفة توقعات السوق إلى0,7.
وبدورها تعني قوة مبيعات التجزئة إلى ارتفاع الدولار وقوة ثقة المستهلكين والإنفاق. كما أن زيادة الإنفاق ذلك وارتفاع مبيعات التجزئة يصب في مصلحة الدولار ويترجم إلى زيادة في معدل التضخم، مما سيضغط على الفيدرالي الأمريكي ليتخلى عن السياسة التسهيلية ويبدأ في السياسة التشديدية.
وبالتالي، تصب كل تلك الأمور في مصلحة الدولار.
ثانيًا: النفط
أوضح “حشاد” أن مجمل أداء النفط خلال الأربع أسابيع الماضية هو الارتفاع، حيث سجلت أسعار النفط 73 دولار وعشرة سنت البرميل الواحد.
وفيما يخص افتتاحه تعاملات الأسبوع الجديد على تراجع، يتوقع “حشاد” أن يكون هذا الانخفاض مجرد تصحيح هابط بسيط ولا سيما بعد الارتفاع القوي الذي شهده في الأسابيع الماضية وخاصة مع ارتفاع أعداد منصات الحفر الأمريكية، مما سيقود إلى عمليات إعادة اختبار إلى مستويات 69 و70 قبل محاولة ارتفاعه مرة أخرى.
فيما أشار “حشاد” إلى أن أسواق النفط في انتظار اجتماع الأوبك المرتقب في منتصف شهر أكتوبر المقبل، حيث يعتقد أن أسواق النفط ستشهد توازن بعد هذا الاجتماع.
ثالثًا: الذهب
تكبدت أسعار الذهب خسائر كبيرة حيث فقد أكثر من 50 دولار من رصيده، حيث شهدنا 1742 دولار للأونصة الواحدة.
فقد تضرر الذهب بشكل كبير من ارتفاع الدولار الذي استفاد من مبيعات التجزئة الإيجابية والتي تزيد من الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي الذي سيقوم بخفض مشتريات الأصول، مما يعني أن سيقوم بشراء أصول بديون أقل وبالتالي تقل الدولارات الموجودة في السوق، مما يصب في مصلحة الدولار ويرتفع سعره ليتضرر الذهب من جراء ذلك.
رابعًا: العملات المشفرة
كثرت الأوقاويل في الآونة الأخيرة على العملات المشفرة ما بين مؤيدين لها وآخرون يحذرون من خطورة الاستثمار فيها. وقد شهدت تلك العملات هبوط جماعي في الفترة الأخيرة.
توضيحًا لذلك، ذكر “حشاد” أن الانتقادات الموجهة للعملات الرقمية وعلى رأسهم البيتكوين هي واحدة من الأسباب التي أدت إلى تراجعها.
فقد وجهت كريستين لاجارد انتقادات لاذعة للبيتكوين ووصفتها بأنها عملات غير آمنة للاستثمار.
وبالمثل، قال أحد كبار رجال الأعمال في الولايات المتحدة، أن تلك العملات هي وسيلة دفع ولا يجب أن تكون وسيلة استثمار.
كما أوضح “حشاد” أن بعض من المشرعين الأمريكيين يزيدون من التشديدات المفروضة على أسواق العملات المشفرة.
وبالتالي، فالعملات المشفرة لا تزال تحتاج إلى مزيد من التشريعات في الفترة المقبلة لتصبح أداة استثمار على المدى الطويل والمدى القصير.
خامسًا: اجتماع الفيدرالي الأمريكي
من المنتظر الإعلان عن نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي بعد يومين فما هو السيناريو المتوقع؟ وكيف سيؤثر ذلك على الأسواق؟
أشار “حشاد” إلى أن جيروم باول الآن أصبح في مأزق لأن البيانات الاقتصادية تشير إلى أن معدل التضخم المرتفع مستدام على الرغم من رأيه السابق في أن التضخم المرتفع حاليًا هو مجرد مرحلة انتقالية.
فقد كشفت البيانات عن ارتفاع قوي في معدل التضخم مما يحتم على باول في الاجتماع المقبل الإعلان عن الجدول الزمني لخفض مشتريات الأصول، ولا يجب أن يتركها عامة كما فعل في منتدى جاكسون هول وقال إنها ستكون في نهاية العام.