في مقابلة على شاشة تلفزيون دبي، تطرق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، لتطورات الأسواق المالية وأبرزها:
أولًا: النفط
قفزت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الاثنين بأكثر من 4% على إثر اجتماع منظمة أوبك المرتقب. هناك بعض التحليلات التي تشير إلى أنه حتى يستمر ارتفاع أسعار النفط مرة أخرى قد يؤثر سلبَا على الاقتصاد العالمي، ما هو رأيك وما هو المتوقع؟
ردًا على ذلك السؤال، قال “حشاد” استهل النفط تعاملات الأسبوع الجاري على ارتفاعات ومكاسب جيدة، وسجل ارتفاع بأكثر من 4%، ونشاهد الخام الأمريكي يهاجم مستويات 83.30 دولار للبرميل الواحد. و تكاتفت عوامل عديدة لدفع أسعار النفط إلى أعلى، حيث استفاد من ارتفاع سقف التوقعات بأن الاجتماع القادم لمنظمة الأوبك قد تعيد النظر في خفض الإنتاج. ولكن هذه المرة خفض الإنتاج قد يكون بكمية تصل إلى مليون برميل يوميًا وإلى الآن لا توجد أي توقعات بأن يكون هذا الخفض على دفعات أو يتم على دفعة واحدة.
وإذا تم بالفعل خفض هذه الكمية فستكون المرة الثانية وهي الأكبر منذ بداية وباء كورونا وبالتالي ارتفعت الأسعار بشكل كبير. ويعتقد “حشاد” أن المملكة العربية السعودية وروسيا يوجهون الأنظار الآن إلى أنهم يريدون أن يصل برميل النفط إلى مستوى 100 دولار للبرميل الواحد.
كما استفاد النفط من تراجع الدولار الأمريكي لأن النفط المٌسعر بالدولار الأمريكي استغل تراجع العملة الأمريكية لأنه سيكون أقل تكلفة على حاملي العملات الأخرى.
ثانيًا: الاسترليني
عاد الجنيه الاسترليني للارتفاع خلال تعاملات اليوم على إثر إلغاء جزء من خطة الحكومة، فهل سيكون هذا الارتفاع مؤقت؟
أجاب “حشاد” بأن الحكومة البريطانية أعلنت اليوم الاثنين عن تعديل بعض من القرارات الضريبية، حيث أعلن وزير المالية البريطاني صباح اليوم عن أن حكومته لن تمضي قدمًا في خطة خفض الضريبة التي بلغت 45%. ويعتقد “حشاد” أن هذا القرار كان جيدًا، حيث استمعت الحكومة البريطانية لما عكسه صندوق النقد الدولي من اعتراضات.
واستمعت أيضًا الحكومة جيدًا لما عكسته الأسواق المالية بعد انهيار الجنيه الاسترليني لأدنى مستوى له أمام الدولار مسجلًا 1.350. ويرى “حشاد” من وجهة نظره الشخصية أن هذا القرار يجعل الحكومة البريطانية تركز على الأجزاء الرئيسية في خطة النمو القادمة والمفترض أن يتم الإعلان عنها خلال شهر نوفمبر القادم.
كما كان قرار تدخل بنك إنجلترا بشراء السندات الحكومية قرار جيد جدًا، ويعتقد “حشاد” أن الجنيه الاسترليني بعض الارتفاعات ولكن لا تزال الارتفاعات مؤقتة لحين أن يستقر سعر صرف العملة أمام الدولار.
ثالثًا: الذهب
وبسؤاله عن رأيه في التراجعات المستمرة لأسعار الذهب، قال “حشاد” حاول الذهب استغلال تراجعات الدولار الأمريكي وحقق ارتفاعات بسيطة ليصل إلى 1675 دولار للأونصة الواحدة ولكن على الرغم من كون الذهب هو الملاذ الآمن وأداة للتحوط ضد التضخم وتقلبات الأسواق الحالية، فلم يشهد الذهب ارتفاعات بشكل جيد لأن ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية والدولار الأمريكي يزيد من تكلفة حيازة السبائك ويجعل المستثمر الذي كان يربح سابقًا من حيازة عوائد سندات الخزانة أصبح يربح منها بشكل أفضل كما أنها مضمونة أكثر من الذهب.
إذًا، فهل ستزيد تراجعات الذهب تلك وخاصة مع ترقب بيانات التوظيف الأمريكية التي ستصدر بنهاية الأسبوع الجاري؟
أشار “حشاد” إلى أنه في حال جاءت أرقام الوظائف الأمريكية إيجابية، فسوف يعكس ذلك مضي الفيدرالي قدمًا في رفع أسعار الفائدة وبالتالي سيزيد ذلك من الضغوط السلبية على الذهب.