في مقابلة على شاشة تلفزيون دبي، تطرق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، لتطورات الأسواق المالية وأبرزها:
أولًا: الأسواق الأمريكية
على الرغم من قيام الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة في الأسبوع الماضي بـ75 نقطة أساس، مازالت الأسواق الأمريكية تتداول بإيجابية، فما هو تفسير ذلك؟ هل يتحسن الاقتصاد الأمريكي؟
أفاد “حشاد” أنه بالفعل كان هناك صعود جماعي وقياسي لأسواق الأسهم الأمريكية، ووصفه “حشاد” بأنه صعود استثنائي بعد فترة استمرت لمدة ستة أشهر من التراجع المتواصل. فقد تحسنت معنويات الأسواق بسبب قطاع التكنولوجيا، حيث أنه أنقذ الأسهم الأمريكية. وكانت شركات التكنولوجيا العملاقة أمازون وآبل حققتا أرباح التوقعات، مما دفع الأسهم الأمريكية بشكل عام إلى الارتفاع.
فقد شهدنا مؤشر داو جونز يحقق مكاسب شهرية تخطت 6% وأيضًا حقق مؤشر إس أند بي الأوسع نطاقًا فاقت 4.8%. وعليه، يرى “حشاد” أنه في الفترة القادمة إذا كانت هناك المزيد من المرونة في تقارير الأرباح، فقد يكون هناك المزيد من الأرباح أو الحد من الخسائر بالنسبة لأسواق الأسهم الأمريكية غير أن السمة العامة الآن مازالت تميل إلى الهبوط، ما دامت التداعيات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية تؤثر على الأسواق.
وبسؤاله عن الأحاديث المنتشرة عن دخول الاقتصاد في حالة من الركود، قال “حشاد” إن المؤشرات الاقتصادية الرائدة تشير إلى مزيد من التراجع. فهناك تراجع في الاستثمار المباشر والإنفاق الحكومي، كما أن هناك تراجع في ثقة المستهلك، غير أن بعض المؤشرات تعكس بعض من الإيجابية، فإن الوضع معتدل في سوق العمل، ولا تزال معدلات البطالة منخفض.
ومن وجهة نظر حشاد، ما زال الاقتصاد الأمريكي يعاني من التباطؤ ولكنه ليس في مرحلة كساد أو ركود.
ثانيًا: الذهب
إلى أي مدى سوف يستفيد الذهب مما يحدث في الأسواق؟ وما هي المستويات التي سوف يستقر عندها؟
أشار “حشاد” إلى أن الذهب استفاد بشكل كبير من تراجع الدولار الأمريكي، كما أن تخوفات الأسواق من حدوث ركود التي تخطت مخاوف الأسواق حيال التضخم قادت أسعار الذهب إلى ارتفاع ارتكز بشكل واضح على مستوى 1755 ويتداول الآن الذهب حول مستويات 1773.16 دولار للأونصة. ويعتقد “حشاد” أن مستويات 1780 و1800 هي المستويات المستهدفة على المدى القريب.
ثالثًا: الدولار الأمريكي
كان الدولار الأمريكي متراجعًا اليوم، فهل سوف تستمر هذه التراجعات وسط عمليات البيع؟ أوضح “حشاد” أن الدولار الأمريكي خسر كثير من مكاسبه السابقة ويتداول الآن حول أدنى مستوى له منذ ثلاثة أسابيع. وهناك عدد من العوامل هي التي ضغطت على الدولار الأمريكي وهي انكماش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.9% وهذا أمر ملفت للانتباه.
وهناك أيضًا ارتفاع سقف التكهنات بأن التحرك القادم للفيدرالي الأمريكي سوف يكون أقل هدوءًا وسيقوم برفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس وليس 75 نقطة أساس وذلك بالإضافة إلى البيانات السلبية التي أثرت على الدولار. فيما يرى “حشاد” أن هبوط الدولار سوف يكون مؤقت وأن الأسواق ليست مقتنعة بهبوط الدولار الأمريكي وهذا التصحيح الهبوطي لن يستمر طويلًا.
رابعًا: النفط
عاد النفط الخام إلى الارتفاع، فما هي أهم العوامل التي ساعدته على ذلك الارتفاع خلال جلسة اليوم؟ وما هو المتوقع من اجتماع منظمة الأوبك المرتقب هذا الأسبوع؟
أشار “حشاد” إلى أن النفط استفاد هو الآخر من تراجع الدولار الأمريكي، كما أن فكرة شح الإمدادات هي الفكرة الرئيسية التي تسيطر على الأسواق. وقال “حشاد” إنه في إطار اجتماع الأوبك المرتقب في 3 أغسطس القادم، سيكون هناك إبقاء من جانب منظمة أوبك+ على سياستها الإنتاجية وفي حال كانت هناك زيادة في الإنتاج فإنها ستكون زيادة متواضعة، وذلك لأن أوبك+ الآن لا تستطيع زيادة الإنتاج وذلك لأن المنتجين يكافحون من أجل الوفاء الخطة الإنتاجية أو المستويات الإنتاجية المستهدفة.
ومن جهته، كان قد صرح الأمين العام لمنظمة الأوبك بأن روسيا هي لاعب رئيسي في هذه المنظمة، فماذا سيحدث لو فرضت مجموعة الدول السبع سقف للنفط الروسي فكيف سيكون تأثير ذلك على سوق النفط؟
يعتقد “حشاد” أن ذلك سيكون له تأثير سلبي واضح على أسعار النفط، ولكن المنتج الروسي الذي يمد القارة الأوروبية بشكل عام لن يتأثر بذلك، فيما يمكننا بشكل عام أن نقول أنه في حال حدوث ذلك فسوف نواجه المزيد من تراجعات الأسعار.