في مقابلة على شاشة تلفزيون دبي، تطرق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، لتطورات الأسواق المالية وأبرزها:
أولًا: الفيدرالي
هناك العديد من الانتقادات التي تم توجيها الفيدرالي الأمريكي
واتهامه بالتأخر في مواجهة التضخم، فكيف سيخرج الفيدرالي من هذا المأزق في ظل توقع أن يصل معدل التضخم إلى نحو 9%؟
أشار “حشاد” إلى حقيقة أن محافظ الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، كان يتصور أن معدلات التضخم المرتفعة هي أمر مؤقت ولكن في خلال الثلاثة أشهر الماضية تغيرت وجهة نظره حيث صرح بأن التضخم سوف يواصل ارتفاعه وسيقوم الفيدرالي برفع سعر الفائدة ردًا على ذلك الارتفاع.
فإننا نشاهد ارتفاع في وتيرة التضخم السنوي إلى مستوى 8.6% وهو أعلى مستوى له منذ أربعين عامًا. لذا، يعتقد “حشاد” أن الفيدرالي سوف يستمر في رفع أسعار الفائدة وقد نشاهد مزيد من الإجراءات غير المسبوقة في الأسواق ولكن رفع أسعار الفائدة ليس بالعصا السحرية القادرة على دفع التضخم إلى التراجع، فقد نشهد المزيد من رفع أسعار الفائدة وقد نشهد أيضًا رفع لأسعار الضرائب.
كما أنه من المحتمل أن يفرض على البنوك الكبرى الأمريكية رفع الاحتياطي القانوني لكي يتمكن من تقليل الاستهلاك وقد نشاهد أيضًا لجؤ الاحتياطي الفيدرالي إلى عمليات السوق المفتوحة من خلال بيع وشراء الأوراق المالية.
ثانيًا: بنك إنجلترا
تشير التوقعات إلى أن بنك إنجلترا سوف يرفع سعر الفائدة في اجتماعه الأسبوع الجاري للمرة الخامسة على التوالي هذا العام بمقدار 20 نقطة أساس في إطار محاولات البنوك المركزية للتشديد النقدي من أجل التصدي للتضخم.
ويرى “حشاد” أن بنك إنجلترا سيواصل رفع أسعار الفائدة ليلحق بركاب البنوك المركزية الكبرى على رأسها الفيدرالي الأمريكي. فإن هناك تراجع في بيانات الاقتصاد البريطاني تجبر المركزي
الإنجليزي على مزيد من الرفع لأسعار الفائدة خلال الاجتماع القادم.
ثالثًا: العملات المشفرة
طالت التراجعات التي تشاهد الأسواق اليوم سوق العملات المشفرة، حيث إن عملة البيتكوين تراجعت دون ال25 ألف دولار لأول مرة منذ نهاية عام 2020.
وبالسؤال عن تقييمه لأداء العملات الرقمية، أوضح “حشاد” أن بالفعل البيتكوين هبطت بقوة بالإضافة إلى تراجع القيمة السوقية للعملات الرقمية والتي تشهد ضغط واضح وذلك نتيجة للجوء المستثمرين إلى الدولار الأمريكي على اعتباره واحدا من الأصول مرتفعة العائد الآن.
كما تواردت أخبار تفيد بأن الجهات المصدرة لعمليات الاقتراض بالبيتكوين أوقفت تلك العمليات وعمليات السحب والتمويل وهو ما تسبب في صدمة للعملات المشفرة.
وعليه، يتوقع “حشاد” مزيدًا من التراجع في أسعار العملات المشفرة لمستويات ال20 ألف.
رابعًا: الذهب
تعرض الذهب لتراجعات عنيفة الجمعة الماضية بعد أن شهدنا مستويات 1824 للأونصة الواحدة وعاود التداول عند مستويات 1870 للأونصة الواحدة. وهناك لجوء للذهب على الرغم من ارتفاع الدولار الأمريكي كأحد أدوات الملاذ الآمن للتحوط ضد التضخم وتقلبات الأسواق.
خامسًا: النفط
تشير التداولات الأسبوعية إلى أن النفط حقق مكاسب أسبوعية تخطت 21% ولكن شهدنا اليوم تراجع في أسعار النفط مع عودة المخاوف من تراجع الطلب العالمي من ثاني أكبر مستورد للطاقة في العالم الصين بعد قيود الإغلاق واستمرار تفشي فيروس كورونا اليوم في بكين، وقد تلجأ الحكومة الصينية إلى إجراءات قيود من جديد.
سادسًا: الين
تترقب الأسواق في الأسبوع الجاري اجتماع المركزي الياباني وسط هبوط الين لأدنى مستوياته في 24 عام، فكيف سيتحرك المركزي لتقليل هذا الضعف؟
يعتقد “حشاد” أن المركزي الياباني ماض في السياسة التسهيلية وهو الآن مستفيد من ضعف قيمة الين أمام الدولار الأمريكي لأن ذلك يساعد الشركات على مزيد من التصدير والحصول على مزيد من العملات الأجنبية.