في مقابلة على شاشة تلفزيون دبي، تطرق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، لتطورات الأسواق المالية. فعلى صعيد سوق السلع، أشارت البيانات أن نسبة النقص في الواردات من روسيا إذا ما افترضنا أنه تم حظر النفط الروسي لا تتجاوز 4.50%، أي إنتاج روسيا من الإنتاج العالمي. فلماذا هذا التخوف من النقص في الإمدادات إذًا؟
أوضح “حشاد” أن تخوفات نقص الإمدادات هو الذي قاد أسعار النفط اليوم إلى أعلى مستوياتها في شهرين، حيث نشاهد برميل النفط فوق مستوى 116.30 دولار للبرميل الواحد. وهناك سببين رئيسين لتخوفات السوق، الأول هو شح الإمدادات وخاصة في الوقود تحديدًا مع اقتراب موسم الطلب الصيفي من الولايات المتحدة الأمريكية ومن أوروبا، مما يجعل دائمًا فكرة انخفاض المعروض النفطي في الأسواق بتسيطر على أذهان المشاركين في السوق.
أما بالنسبة للسبب الثاني، أنه حتى وإن كانت نسبة الواردات لا تتخطي نسبة 4.50%، فليس هناك بديل للنفط الروسي، حيث أنه يعتبر لاعب أساسي في أسواق النفط العالمية وهناك بدائل مثل النفط الإيراني أو حتى النفط من فنزويلا، فيعتقد “حشاد” أن النفط من فنزويلا تحديدًا لأن الحظر القادم من الولايات المتحدة على النفط الفنزويلي قد يحتاج إلى العديد من السنوات وضخ استثمارات مالية ضخمة قد تتخطى 250 مليار دولار أمريكي حتى تعود فنزويلا إلى إنتاج فقط ما يقرب من 2 مليون برميل يوميًا. لذلك، ما زالت تلك التخوفات تدعم أسعار النفط.
وفي ظل ارتفاع أسعار النفط لمستويات تقترب من 120 دولار وتخوفات من وصولها إلى مستويات 208 والتي يقابلها ارتفاع في مستويات التضخم عالميًا، وعليه تحاول البنوك المركزية كبح جماح تلك الارتفاعات في مستويات التضخم، فهل ستنجح في ذلك؟
ردًا على هذا السؤال، علق “حشاد” موضحًا أن توجه معظم البنوك المركزية الآن هو رفع أسعار الفائدة وعلى رأسهم الفيدرالي الأمريكي، لكي يسيطر على مستويات التضخم ولكن رفع أسعار الفائدة ليست بالعصا السحرية التي تستطيع الضغط على مستويات التضخم وأن تعود إلى المستويات المستهدفة عند 2%، ولكن قد نشاهد مزيد من التحركات التي قد تفوق توقعات الأسواق. فقد تلجأ البنوك المركزية أو الحكومات إلى زيادة الضرائب وحتى العودة إلى عمليات السوق المفتوحة.
تجدر الإشارة إلى أنه خلال الأسبوع الجاري هناك بيانات اقتصادية رئيسية قد تؤثر على قرار الفيدرالي الأمريكي في الاجتماعات المقبلة، فما هو المتوقع من تلك البيانات؟
أوضح “حشاد” أن الأسواق تترقب هذا الأسبوع أرقام الوظائف الأمريكية ومعدل البطالة ، ومن المتوقع، حسبما يرى “حشاد” أن معدلات البطالة ستواصل هبوطها إلى مستوى 3.5%. كما يتوقع أن تأتي بيانات الوظائف الأمريكية مخيبة للآمال غير أنها في كلا الأحوال لن تؤثر على قرار الفيدرالي فيما يخص رفع الفائدة، وذلك لأن الفيدرالي سيظل مستمر في رفع الفائدة كما ذكر من قبل ولكنها قد تؤثر فقط في مقدار الرفع هل فوق 50 نقطة أساس أو ما دون 50 نقطة أساس.