في لقائه على شاشة تلفزيون دبي، علق محمد حشاد، مدير قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، على أبرز تطورات الأسواق المالية خلال الأسبوع الأول من عام 2022، وبدايةً علق حشاد على الحدث الأبرز في الأسواق العالمية بشكل عام: ألا وهو الحديث الدائر حول احتمالية رفع سعر الفائدة الأميريكة وبعض التوقعات التي ترجح رفع سعر الفائدة 4 مرات خلال العام الحالي.
قال حشاد إن رفع سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بات من المسائل المهمة للغاية، بل هو من التطورات التي تترقبها الأسواق ومن الواضح أن مستويات التضخم الراهنة في الولايات المتحدة الأمريكية تعبر عن “تضخم مستدام” وليس “انتقاليًا” كما دأب مسؤولو الفيدرالي على وصفه طوال العام الماضي، فقد سجل التضخم أعلى مستوياته طوال ثلاثة عقود، ولكن حشاد يعتبر الحديث عن رفع سعر الفائدة أربع مرات هو رأي مبالغ فيه إلى حد ما، وذلك لأن الاحتياطي الفيدرالي يتمتع بقدر كبير من الذكاء، ومن ثم، يعلم تمامًا أن الاستمرار في رفع الفائدة كل هذه المرات قد يؤدي إلى إزعاج الأسواق المالية وأيضًا إلى تراجع الطلب الأمريكي.
وحول ماهية ذلك الإزعاج، أوضح أن تأثير رفع الفائدة، وبصفة خاصة إذا تم 4 مرات بالفعل وفقًا لبعض التوقعات سوف ينعكس، بلا شك على الأسواق الناشئة، على نحو سلبي، وسيكون التأثير المباشر والأول هو رؤية خروج رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة بشكل واضح وهذا ما يمكن ملاحظته بسهولة إذا رفع سعر الفائدة 4 مرات كما أشارت بعض التوقعات.
وردًا على سؤال، ما إذا كان رفع سعر الفائدة وحده كفيل بعلاج ومواجهة التضخم أم أن ثمة إجراءات أخرى ينبغي اتخاذها واعتبارات أخرى ينبغي مراعاتها، قال حشاد: “بالفعل هناك أمور أخرى مثل استغلال بيانات سوق العمل الاستغلال الأمثل خاصة في ضوء إصدار حزمة من البيانات الإيجابية في هذا الصدد، وأعتقد أن رفع سعر الفائدة سيكون له تأثير إيجابي فيما يتعلق بخفض مستويات التضخم، خاصة وأن الاحتياطي الفيدرالي وغالبية البنوك المركزية تستهدف قراءة -2 إلى 2 باعتبارها مستوى التضخم المعقول والطبيعي لتلك الفترة”.
وعن أسواق النفط، والأسعار التي توقعات العديد من المحليين حيث تتراوح بين 65 و80 دولار للبرميل، وسجل خام برنت كما لاحظنا، الاثنين، 82 دولار للبرميل، قال حشاد إنه يتوقع أن تستمر أسعار النفط في الصعود خاصة وسط الحديث عن التعافي الاقتصادي العالمي، ويعد رفع سعر الفائدة كمؤشر على ذلك التعافي.
أنهى النفط بالفعل الأسبوع الأول من العام الجديد 2022 بارتفاع بلغ 5%، وهناك بالفعل عدد من العوامل الإيجابية التي دفعت النفط للارتفاع وعلى رأسها تراجع إنتاج النفط الليبي بمقدار 729000 برميل يوميًا بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية الأخيرة في كازاخستان التي أدت إلى تعطل إنتاج البلاد علاوة على احتفاظ تحالف أوبك+ بسياسته الإنتاجية بزيادة بمقدار 400000 برميل يوميًا فقط، وأضاف حساد: “أعتقد أن هذه الأسعار أصبحت مبالغ فيها وقد نشهد المزيد من تراجع الأسعار خلال الفترة المقبلة مع اقتراب موعد رفع أسعار الفائدة في مارس المقبل”.
وحول الذهب وتحركات المعدن النفيس بين خيار رفع سعر الفائدة وجهود احتواء التضخم، ومسار أسعار الذهب بشكل عام؛ أوضح محمد حشاد أن الذهب لا يزال في نطاق جانبي محصور من الأسفل فوق مستويات 1780 ومن الأعلى دون 1800 دولار للأونصة الواحدة، كما أن ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأعلى مستوياتها منذ مارس 2021 يضيق الخناق على الذهب وأيضًا هناك تراجع بسبب مخاوف تأثير متغير أوميكرون بشكل كبير، وذلك أيضًا يمثل ضغطًا على أسعار الذهب ومن المتوقع أن نشهد بعض التداولات السلبية للذهب خلال الأسبوع الجاري خاصة إذا تمكن من التسلل دون دعم 1782 كما قد نشهد تداول أونصة الذهب عند مستوى 1768 كمنطقة أولية.