قال محمد حشاد، مدير قسم الأبحاث والتطوير لدى شركة نور كابيتال، إن ثمة عوامل قد تضغط على أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، ونظرًا لكونه أحد أكثر الأصول المتداولة في الأسواق، فمن الطبيعي أن تشغل أسعار النفط حيزًا من تفكير المتداولين والمستثمرين، فقد سجل النفط تراجعًا أسبوعيًا وهذا صحيح، ولكن الصحيح أيضًا أن النفط سجل ارتفاعات قوية على مدار شهر أكتوبر الماضي.
أما عن العوامل التي يبدو أنها تميل للضغط على أسعار النفط، فيأتي على رأسها ارتفاع المخزونات في الأسبوع الماضي وارتفاع عدد منصات الحفر الأمريكية علاوة على ارتفاع سقف التوقعات بشأن اجتماع أوبك وحلفائها الخميس الموافق 4 نوفمبر، وفقا لحشاد.
وأضاف حشاد أن هناك احتمال بأن يقوم تحالف أوبك+ بزيادة الإنتاج، من المستوى الحالي عند 600 ألف برميل إلى مليون برميل يوميًا. كما أشار إلى عودة خلاف طهران مع الدول الغربية بشأن الاتفاق النووي مجددًا إلى عناوين الأخبار الرئيسية، إذ تريد إيران وسيلة لرفع العقوبات وذلك قد يؤدي بدوره إلى زيادة المعروض في الأسواق.
ويرى حشاد أن أوبك أصبحت الآن في مأزق، وعليها أن تضخ الكميات المطلوبة من النفط الخام في الأسواق، بسعر مرتفع لكي تحقق أكبر مكاسب ممكنة ولكن لا تزال الضغوط التضخمية تمارس الضغط على الأسعار وبالتالي قد تشهد الأسواق المزيد من التذبذب الماثل إلى الهبوط في أسعار النفط في الفترة المقبلة.
على صعيد آخر، أشار مدير قسم الأبحاث والتطوير لدى شركة نور كابيتال إلى جملة من التطورات المهمة في الأسواق التي تتطلع إلى اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وقال حشاد: “ننتظر قرارًا واضحًا وصريحًا قد يجعل اجتماع الفيدرالي في نوفمبر مختلفًا عن الاجتماعات السابقة، وأعتقد أن جيروم باول يجب أن يضع جدولاً زمنيًا واضحًا للبدء في خفض مشتريات الأصول”.
ولفت حشاد إلى أن كافة التوقعات والتكهنات من المراقبين تشير إلى احتمالية تحديد جدول زمني واضح لخفض مشتريات الأصول ومعنى خفض مشتريات الأصول إذا حدث الدفع بمزيد من ارتفاعات الدولار الأمريكي لأن هذا الخفض من شأنه شراء أصول ديون أقل وبالتالي سوف تقل كمية المعروض من الدولار الأمريكي للتداول في الأسواق وقد يقود ذلك إلى ارتفاع الدولار.
وفيما يتعلق باجتماع بنك إنجلترا، ينتظر المتداولون اجتماع أعضاء لجنة السياسة النقدية وهناك أيضًا بعض التكهنات التي تشير إلى أن بنك إنجلترا بصدد تشديد السياسة النقدية، ومن ثم البدء في رفع أسعار الفائدة.
وردًا على سؤال حول اسعار الذهب، وما إذا كان سيواصل الارتفاع في الفترة المقبلة، أو سيعود للانخفاض تدريجيًا، رجح حشاد أن الذهب سيعود إلى الانخفاض تدريجيًا وثمة أسباب فنية تؤيد هذا الرأي على رأسها ثبات تداول الذهب دون مستوى 1799/ 1800 دولار الحافز النفسي، 1800 دولار للأوقية الواحدة، واحتمالية أن يقوم الفيدرالي بخفض مشتريات الأصول ومن ثم يتبعه في الأشهر المقبلة رفع أسعار الفائدة وهذا أحد الأسباب التي تضغط على الدولار علاوة على ارتفاع عائدات سندات الخزانة التي تعتبر ورقة مضمونة توفر للمستثمرين عوائد أفضل مقارنةً بالذهب، وبالتالي قد تشهد الأسواق تراجع أسعار الذهب في المستقبل القريب.