في مقابلة على شاشة قناة سي إن بي سي عربية، تطرق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، لتطورات الأسواق المالية، المتمثلة فيما يلي:
أولًا: النفط
يبدو أن هناك حالة من الاستقرار بشكل نسبي في الأسواق، انعكست على سوق النفط حيث تخلى عن مكاسبه الأخيرة وصولًا إلى مستوى 130 دولار للبرميل الواحد، في أعلى مستوى له منذ 14 عام.
يرى “حشاد” أن الأسواق استوعبت إلى حد كبير قرار حظر واردات النفط الأمريكية، حيث أدركت أنه ليس بالأهمية الكبرى خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية تستورد فقط نصف مليون برميل من روسيا من النفط والمواد البترولي، مما يشكل تقريبًا 7% من واردتها وذلك لا يمثل القيمة الكبيرة للإنتاج الروسي، حيث يمثل فقط 3% منه.
وقد انعكس ذلك على أداء النفط الخام الذي تراجع إلى مستوى 106 دولار للبرميل الواحد مع تصاعد شهية المخاطرة وانتظار المستثمرين والمتداولين المزيد من الأخبار الإيجابية حول إمكانية التوصل إلى حل سلمي بين الطرفين.
ثانيًا: اجتماع الفيدرالي الأمريكي
تتوقع الأسواق أن يرفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بربع نقطة مئوية الآن وذلك في ظل مستويات التضخم المرتفعة، حيث قالت “جانيت يلين” أن التضخم وصل إلى مستويات عنيدة الآن في الأسواق بسبب الحرب.
أشار “حشاد” أن المستثمر يركز الآن على قرارات البنوك المركزية أو تحركات البنوك المركزية الكبرى تحديدًا الاحتياطي الفيدرالي، كما أن مستويات التضخم مستمرة في الارتفاع بدون رادع فقد وصل مستوى التضخم إلى 7 وتسعة من عشرة في الولايات المتحدة الأمريكية في أعلى مستوى له منذ 40 عام تقريبًا.
كما صرح “جيروم باول” في حديثه الأخير بأن المشهد الجيوسياسي الآن لن يؤجل رفع الفائدة والأسواق الآن بدأت تستعد لاستقبال 25 نقطة أساس. وأوضح “حشاد” أن باول لا يستطيع أن يرفع سعر الفائدة بنحو نصف نقطة مئوية ويفاجئ الأسواق، فلابد أن يكون الرفع تدريجي حتى لا تصاب الأسواق بصدمة.
ثالثًا: الذهب
ما أن بدأت تبرز في الأفق ملامح هدنة أو مصالحة أو حتى اجتماع مرتقب إلا ويؤدي ذلك إلى هبوط الأسعار. ردًا على ذلك، قال “حشاد” أن الذهب ابتعد عن مستوياته 2470 دولار للأونصة الواحدة ويتداول الآن بالقرب من مستوى 1975، حيث يركز المستثمر على معضلة التضخم التي تنتظرها الأسواق بشكل عام.
كما أوضح “حشاد” أن الذهب تراجع نتيجة ارتفاع الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات أي بنسبة 2% تقريبًا، مما يضغط بدوره على المعدن الأصفر في صالح الدولار الأمريكي وقد ننتظر في حال وجود أي إشارات إيجابية أو تلميحات إيجابية بخصوص الملف الروسي -الأوكراني، مزيد من تراجعات الذهب في ظل ارتفاع الدولار الأمريكي بعد رفع أسعار الفائدة.
رابعًا: اليورو
إلى أي مدى لا يزال اليورو تحت ضغط وسنشهد المزيد من التراجعات؟ أوضح “حشاد” أن الدولار في الآونة الأخيرة كان يتنافس مع الذهب على الحصول على لقب الملاذ الآمن كواحد من أهم أدوات الملاذ الآمن في الأسواق وقت التقلبات.
أما اليورو، يعتبر أكثر العملات تضررًا وتراجعًا أمام الدولار الأمريكي. ويعتقد “حشاد” أن كريستين لاجارد قد تتخلف عن ركاب رفع الفائدة بالمقارنة مع البنوك الأخرى على الرغم من الارتفاع الهائل في مستويات التضخم في الكتلة الأوروبية في أعلى مستوى له في أكثر من 30 عام. كما قد يضع ذلك مزيدًا من الضغوط على المركزي الأوروبي وقد يضطر إلى وقف شراء الأصول في وقت مبكر عما تتوقعه الأسواق.
ويرى “حشاد” أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة العبء لأن هذه الدول تعاني من أعباء ديون كبيرة وقد يضغط على اليورو أمام الدولار لمزيد من التحركات الهابطة.