علق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين على أبرز مستجدات الأسواق وأداء أهم الأصول، في مقابلة على شاشة تلفزيون دبي. وبسؤاله عن سوق الأسهم الأمريكية الذي حقق أرباح أسبوعية ملحوظة وأهم العوامل التي ساهمت في هذا الارتفاع؟ قال “حشاد” أن السوق الأمريكي اتسم بأداء إيجابي واضح محققاً أرباح أسبوعية، ويعتقد “حشاد” أنه نجح في محو كافة الخسائر التي حققها خلال الأسبوع الأول من تداولات العام الجاري 2024.
وأوضح أن هناك عدة عوامل تكاتفت للحفاظ على هذا الزخم الصاعد على رأسهم ارتفاع التوقعات في الأسواق بأن دورة التشديد النقدي التي تبناها الفيدرالي منذ فترة كبيرة انتهت بالفعل أو أوشكت على الانتهاء وحان موعد خفض أسعار الفائدة.
أما العامل الثاني، فهي البيانات الإيجابية الأخيرة التي أشارت إلى أن تراجع مؤشر أسعار المنتجين والذي جاء بصورة أقل من التوقعات مما يعزز نفس الفكرة بأن خفض الفائدة قادم خلال اجتماع مارس القادم، والأهم على الإطلاق هو التراجع الحاد لعوائد سندات الخزانة الأمريكية التي تراجعت بشكل كبير نظراً لوجود العلاقة العكسية الطرفين.
وبالنسبة للذهب، فقد حافظ على استقراره الإيجابي في ظل الأحداث التي نشهدها، فهل هناك عوامل إيجابية خلاف الصراع في منطقة الشرق الأوسط؟ قال “حشاد” إن أسعار الذهب تحاول الحفاظ على مكاسبها للجلسة الثانية على التوالي بعد أن سجل أدنى مستوى له 2,013 دولار للأونصة الواحدة.
وبيحوم حالياً بالقرب من مستوى 2,050 دولار. واستمرار تفاقم الصراع في الشرق الأوسط زاد من إقبال المستثمرين على شراء المعدن الأصفر كأحد أهم أدوات الملاذ الآمن. كما أن البيانات الإيجابية التي ظهرت من الصين مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين أوضحت أن هناك تراجع بوتيرة أقل من التوقع وبأقل من الشهر الماضي مما يعزز من النظرة الإيجابية للاقتصاد الصيني ويدعم استخدام الذهب في العديد من المجالات الصناعية.
وثمة عامل ساهم في رفع أسعار الذهب وهو تراجع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما ضغط بدوره على عوائد السندات الأمريكية تحديداً لأجل عشر سنوات ما دون مستوى 4% وصب في مصلحة الذهب.
وبالحديث عن النفط وأزمة البحر الأحمر، مازال الخام الأمريكي يحوم حول مستويات 72 دولار للبرميل، فهل سوف نشهد المزيد من الارتفاعات؟ ومدى تأثرها بالمخاطر المتعلقة بإمدادات سوق النفط في ظل هذا التصعيد؟
ذكر “حشاد” أنه في ظل التوترات السياسية والجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط يعتقد “حشاد” بأن النفط قد يشهد مزيد من الارتفاعات. وتحوم أسعار النفط أعلى مستويات 72 دولار للبرميل الواحد، واستفاد بشكل كبير من تعافي الطلب الصيني وارتفاع الواردات الصينية لمستوى قياسي.
كما استفاد بشكل كبير من المخاوف التي عادت إلى الأسواق بشأن إمدادات النفط العالمية وما يحدث من توترات وصراع في منطقة البحر الأحمر وما له من تأثير سلبي على حركة السفن. واستفاد النفط بشكل عام من توقف الإمدادات في ليبيا -أحد أهم حقول الإنتاج في ليبيا- التي لازالت متوقفة بطاقة إنتاجية قدرها 350 ألف برميل يومياً.
وبالنسبة لمؤشر نيكاي، فقد أظهر أداءًا قوياً على نحو مفاجىء، فما هي الأسباب التي عززت من ارتفاعاته؟ أوضح “حشاد” أن السبب الرئيسي هو تحسن شهية المخاطرة في الأسواق بشكل عام واحتمالية أن يقوم الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع القادم وبالطبع خفض أسعار الفائدة يشكل بيئة خصبة وجيدة لارتفاع أسواق الأسهم.
وتلخيصاً لأهم الأحداث التي تشهدها الأسواق هذا الأسبوع، قال “حشاد” إننا نتظر من المملكة المتحدة بيانات إعانات البطالة ومؤشر أسعار المستهلكين. ومن كندا بنتتظر بيانات التضخم . وعن الاقتصاد الأمريكي، سننتظر مبيعات التجزئة والقراءة الأولية لمؤشر ثقة المستهلك.