في مقابلة على شاشة تلفزيون دبي، تطرق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، لتطورات الأسواق المالية وأبرزها:
أولًا: اجتماع المركزي الأوروبي
وبسؤاله عما هو المرتقب من جانب المركزي الأوروبي هذا الأسبوع، حيث سيعلن عن قراره لسعر الفائدة، قال “حشاد” أنه يعتقد أن المركزي الأوروبي قد يضع مخاوف الركود جانبًا ويقوم برفع أسعار الفائدة بنحو 75 نقطة أساس في محاولة لتهدئة التضخم. فقد تسبب الصراع الأوكراني-الروسي إلى أزمة في الطاقة وارتفاع أسعار النفط بشكل كبير.
كما يرى “حشاد” أنه من أهم الأمور التي ستناقشه كريستين لاجارد في خطابها الذي سيعقب القرار، هو فكرة المفاضلة بين مخاوف الركود ومخاوف التضخم ومتى سوف يتم توقف دورة التشديد النقدي.
ثانيًا: بريطانيا
بدأت الأسواق تهدأ وترتاح يوم بعد يوم على الرغم من أن الصورة لم تتضح كاملة بعد ، غير أن هناك بيانات سلبية ظهرت قبل قليل في بريطانيا بشأن النشاط الصناعي، ما ينبأ بركود حتمي قادم، فكيف ستسير الأوضاع؟ وما هو الثقل الكبير على رئيس الوزراء الجديد؟
يعتقد “حشاد” أن الجنيه الاسترليني لم يتفاعل بشكل كافي أو كبير بعد استقالة ليز تروس، والتي تولت في خضم اضطرابات دولية واقتصادية ومشكلات الأسر والشركات فيما يخص تسديد فواتير الطاقة. وعليه، يرى “حشاد” أن الاسترليني ينتظر نتيجة الانتخابات القادمة بعد انسحاب بروس جونسون من السباق، حيث أصبح الطريق الآن مفتوح أمام سوناك، وقد تترجمه الأسواق إلى انتهاء فترة عصيبة مرت على الاقتصاد البريطاني وهي الأسوأ منذ انفصاله عن الاتحاد الأوروبي وبداية مشهد سياسي جديد بعد مشهد شهد تضارب بين أعضاء الحزب الحاكم، وقد يؤدي إلى ارتفاع الجنيه الاسترليني.
كما قد نشاهد مزيد من التحسن خلال الفترة القادمة بالنسبة للسياسة المالية والنقدية فيما يخص المملكة المتحدة.
إذًا لن يكون الدولار هو المؤثر الأوحد على الجنيه الاسترليني؟ أشار “حشاد” إلى أن هناك مؤثرات عديدة على الجنيه الاسترليني وأحد أهم تلك المؤثرات هو الدولار مع استمرار رفع أسعار الفائدة، حيث يتربع الدولار على عرش العملات ونرى تمسك الفيدرالي بوتيرة رفع سعر الفائدة ولكن بعض أعضاء الفيدرالي يلموا على جيروم باول استخدامه لسلاح رفع أسعار الفائدة، ويطالبون بخفض أسعار الفائدة أو رفعها بوتيرة أقل بداية من ديسمبر القادم.
ثالثًا: المؤشرات الأوروبية
هل ارتفاع البيانات الأوروبية الذي شهدناه اليوم هو بفضل تبنؤ تحرك المركزي الأوروبي القادم هذا الأسبوع؟
قال “حشاد” أن هذا هو السبب الأساسي، كما استغلت السوق الأوروبية تراجع الدولار الأمريكي ولحقت بركاب الأسهم الأمريكية، فإن احتمالية أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بإبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة بتصب في مصلحة الأسهم، لأن رفع أسعار الفائدة يعتبر مناخ غير جيد بالنسبة لأسواق الأسهم.
رابعًا: النفط
هناك تخوف كبير داخل قطاع النفط من شح الإمدادات، حيث هناك حظر الاتحاد الأوروبي القادم لواردات النفط الروسي والذي
سيدخل في حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر، فما هو التصور لما سيحدث لأسعار النفط في هذه الحالة؟
قال “حشاد” إن تداولات النفط مختلطة بشكل عام بتسيطر على عقود النفط الخام الأمريكي، فهناك الكثير من المعطيات داخل الأسواق بتؤثر على أسواق الطاقة بشكل عام وأخرها: قرار الإدارة الأمريكية بسحب 15 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي، ويعتقد “حشاد” أن تلك هي الفرصة الأخيرة أمام إدارة بايدن للسحب بين من الاستراتيجيات قبل بداية موسم الشتاء وقبل تفعيل قرار حظر الواردات الروسية.
، كما أن هناك ملف الصراع الروسي-الأوكراني ووضع سقف للأسعار، مما قد يؤدي إلى مزيد من المخاطر على أسواق الطاقة، وأخرهم فكرو مللأ المخزونات، حيث إن الإدارة الأمريكية تريد سعر يتراوح بين 67 إلى 72 دولار بينما ترى الأوبك أن 90 دولار هي الأرضية المناسبة بالنسبة لأسعار النفط، بالإضافة إلى مخاوف الركود والمخاوف السياسية والجيوسياسية، ويعتقد “حشاد” أن هذه الأمور قد تضع النفط الخام تحت مزيد من الضغط السلبي.
خامسًا: الذهب
مازال الذهب يحاول المقاومة، فما هي الأشياء التي تدعمه؟
قال “حشاد” لقد استغل الذهب تراجع الدولار بشكل كبير، كما أن هناك تزايد في الطلب على الذهب كأحد أدوات الملاذ الآمن كأداة للتحوط ضد الركود الاقتصادي وبالتالي، يعتقد “حشاد” أن مادام الدعم مستقر أعلى مستوى 1600 دولار، فقد يحقق المزيد من الارتفاعات خلال الفترات القادمة.