في مقابلة على شاشة تلفزيون دبي، تطرق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، لتطورات الأسواق المالية وأبرزها:
أولًا: بيانات التضخم الأمريكية
عكست بيانات التضخم الأمريكية تراجع واضح لأسعار المستهلك والمنتج، فكيف أثرت على شهية المخاطرة في الأسواق؟
قال “حشاد” أنه يبدو أن سلاح رفع سعر الفائدة أثبت فاعليته في الضغط على مستويات التضخم للمرة الأولى منذ عدة أشهر، فقد أشارت البيانات التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية إلى تراجع الضغوط التضخمية، فقد شهدنا مؤشر سعر المستهلك على أساس سنوي 8.5% مبتعدًا عن أعلى مستوياته في 40 عام هو 9.1%.
كما شهدنا تراجع في مؤشر سعر المنتج -0.5%، والتي كان لها تأثير واضح على ومباشر على حركة الأسواق، حيث سعرت الأسواق ذلك بشكل سريع وهو أن الفيدرالي قد يقوم برفع أسعار الفائدة 50 نقطة أساس فقط بدلًا من 75 نقطة أساس، غير أن وجهة نظر حشاد الشخصية هي أن الأسواق احتفلت مبكرًا بالانتصار على التضخم وسبقت الأحداث.
كما يرى “حشاد” أن الفيدرالي مستمر في رفع أسعار الفائدة حتى عام 2024 منذ أن بدأ حربه على التضخم للوصول إلى مستويات 2% وهي مستهدفات الفيدرالي، ولن يحدث ذلك إلا عندما نشاهد تراجع حقيقي في مستويات الطلب.
ثانيًا: التخفيضات الجمركية
تواردت في العناوين الرئيسية أخبار قيام الولايات المتحدة بتخفيضات في التعريفات الجمركية المفروضة على الصين، فهل سيتم ذلك فعلًا؟ وفي حال حدوثه فكيف سيؤثر على الأسواق؟
بالفعل، عاد هذا العنوان إلى السطح من جديد، تكمن الفكرة الرئيسية في أن التعريفات المفروضة على الواردات الصينية أصبحت الآن أكثر تكلفة على الشركات الأمريكية وهو ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع التكلفة على المستهلك الأمريكي إذًا فإذا تم تخفيض أو إلغاء هذه التعريفات، فقد يكون أحد الوسائل المساعدة لتخفيض التضخم. ولا ننسى أيضًا أن الهدف الأساسي الآن لجو بايدن وإدارته هو خفض التضخم تحديدًا قبل انتخابات التجديد في نوفمبر القادم وبالتالي يريد “بايدن” أيضًا إثبات حسن إدارته.
وعليه، قد نشهد في الأيام القادمة فعلًا إلغاء للتعريفات الجمركية لما يقرب من 2200 فئة استيراد وسيكون تأثيرها جيد على خفض مستويات التضخم.
ثالثًا: الذهب
ما الذي سيدعم صعود الذهب الفترة المقبلة؟ إذ تقف أونصة الذهب عند 1777 دولار متراجعة من 1900 في الأسابيع الماضية.
أشار “حشاد” إلى أنه طالما أن التوترات السياسية والجيوسياسية مستمرة في التأثير على الأسواق، فقد تدعم من وقت إلى الآخر أسعار الذهب كأحد أدوات الملاذ الآمن.
شهدنا اليوم أونصة الذهب عند مستويات 1770 دولار ولكن يحاول الذهب الحفاظ على مكاسبه كأحد أدوات الملاذ الآمن وخصوصًا أن الرؤيا الآن لا تزال غير واضحة، هل سيرفع الفيدرالي سعر الفائدة 50 نقطة أساس أو 75 نقطة أساس. وبالتالي، سيكون لها تأثير على تحركات الذهب في الفترة القادمة.
رابعًا: النفط
قال “حشاد” إن النفط تراجع بشكل واضح مبتعدًا عن أعلى مستوى له 94.50 دولار للبرميل الواحد، حيث تأثر بالبيانات الصينية التي أشارت إلى تباطؤ الاقتصاد الصيني وهو ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم.
كما واجه النفط تحديات فنية عند مستوى 92 دولار قد تجبره على مزيد من التراجعات إلى مستويات 87.50 و86.70 دولار قبل أي محاول للارتفاع من جديد.
ما الذي يجب التركيز عليه هذا الأسبوع؟
أشار “حشاد” إلى أنه خلال الأسبوع الجاري يجب التركيز على بيانات التضخم التي ستصدرها المملكة المتحدة والتي سوف تعطينا تصور واضح عن أداء اقتصاد المملكة المتحدة، الذي يعاني من مرحلة الركود.
كما يجب التركيز على مبيعات التجزئة الأمريكية التي سوف تعطينا تصور عن مؤشر ثقة المستهلك وبالتالي سوف يعطينا تصور عن أسعار الفائدة والأهم على الإطلاق هو بيان لجنة الاحتياطي الفيدرالي.