استمرت الأسهم الأمريكية في الصعود منذ اليوم الأول من تعاملات نوفمبر وأول أيام التداول في أسبوع التداول الجديد، وهو الصعود الذي لم يعتمد فقط على التحسن في تقارير الأرباح فقط، إذ انضم إليه عدد كبير من العوامل التي أشاعت التفاؤل في أسواق المال منذ انطلاق تعاملات الاثنين.
وكانت نتيجة هذا التفاؤل ضغط على الدولار الأمريكي الذي بدأ المستثمرون في الاستغناء عنه لصالح عملات أخرى أعلى من حيث العائد رغم أن تعاملاتها تنطوي على قدر أكبر من المخاطرة.
وكانت العوامل التي سيطرت على المشهد في أسواق المال من مصادر متعددة، إذ تضمنت عوامل اقتصادية، وسياسية، وعوامل ذات صلة بالسياسة النقدية.
وفاز فوميو كاشيدا، رئيس وزراء اليابان، بالانتخابات العامة بعد إعلانه فوز حزبه الليبرالي الديمقراطي وشريكه في الائتلاف الحكومي حزب كوميتو بأغلبية كبيرة تخوله تشكيل الحكومة.
وتعهد كيشيدا فور إعلانه الفوز بالانتخابات “بتعزيز الاقتصاد المتضرر من كوفيد19 وقيام اليابان بدور قيادي في تحرك آسيا في اتجاه الحياد الكربوني”.
ويُعد فوز فوميو كيشيدا من العوامل التي من شأنها إرساء الاستقرار السياسي في الياباني ومساعدة الحكومة على استكمال مسيرتها على صعيد تحفيز الاقتصاد، وهو ما أدى إلى سيطرة التفاؤل على أسواق المال منذ الساعات الأولى من أسبوع التداول الجديد.
وأعلنت إدارة بايدن أنها قد تسمح بدخول كميات من منتجات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة دون تطبيق التعريفة الجمركية عليها. في المقابل، من المرجح أن يعفي الاتحاد الأوروبي الكثير من المنتجات الأمريكية التي تدخل إليه من التعريفة الجمركية.
وأضاف إلى الإيجابية في الأسواق تصريحات من قبل أعضاء في الحزب الديمقراطي أعربوا خلالها عن رغبتهم في التصويت على خطط بايدن المالية والاقتصادية التي تمثل مكونات مشروع قانون الموازنة الفيدرالية، وذلك بعد أن انضم إلى تلك الخطط المقترحة خطة شبكة الحماية الاجتماعية التي خفض الرئيس الأمريكي قيمتها المستهدفة بحوالي 50% من 3 ترليون دولار إلى 1.75 ترليون دولار، وهو ما أضاف المزيد إلى شهية المخاطرة في الأسواق.
كما أظهرت أسعار الفحم في الصين تراجعا إلى مستويات أقل مع انطلاق تعاملات نوفمبر الجاري، فيما يبدو أنه جاء نتيجة السياسة الحكومية يف التعامل مع أزمة الطاقة في الصين، والتي تضمن اتخاذ القرار بتحرير أسعار الفحم بين قرارات وممارسات أخرى أدت إلى التهدئة من وطأة الأزمة التي تعاني منها البلاد منذ منتصف سبتمبر الماضي.
كما أعلنت شركة سكودا التابعة لمجموعة فولكس فاجن الألمانية استئناف الإنتاج في جميع مصانعها ووحدات الإنتاج الخاصة بها بعد توقف استمر لأسبوعين بسبب العجز في الرقائق الإلكترونية، وفقا لبيان أصدرته الشركة في نهاية الأسبوع الماضي.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي إلى 35857 نقطة عقب إضافة حوالي 51 نقطة أو 0.2%.
كما ارتفع مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى 4605 نقطة بعد أن حقق مكاسب بأقل من نقطة. وسار ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة أيضا إلى 15555 نقطة عقب إضافة حوالي 58 نقطة أو أقل من 0.1%.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 93.97 نقطة مقابل الإغلاق اليومي المسجل نهاية الأسبوع الماضي عند 94.12 نقطة.
وارتفع المؤشر إلى أعلى المستويات على مدار يوم التداول الجاري عند 94.31 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 93.93 نقطة.
واستغل الذهب هبوط الدولار الأمريكي بضغط من تحسن شهية المخاطرة في تحقيق صعود يومي جديد.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى 1792 دولار للأونصة مقابل الإغلاق المسجل الجمعة الماضية عند 1782 دولار للأونصة. وهبطت عقود المعدن النفيس إلى أدنى مستوى لها على مدار يوم التداول الأول من الأسبوع الجديد عند 1779 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 1795 دولار.