لا يزال الدولار الأمريكي يتحكم في سوق العملات وغيرها من الأصول المتداولة في أسواق المال التي تربطها به علاقات طردية وعكسية في مقدمتها العقود الآجلة للذهب، خاصة بعد صدور دفعة جديدة من البيانات الأمريكية التي سادتها السلبية إلى حدٍ ما.
واستمدت العملة الأمريكية قوتها على مدار تعاملات الخميس من سلبية البيانات الأمريكية التي ألقت الضوء على الكثير من أوجه القصور في أداء أنشطة اقتصادية رئيسية في الولايات المتحدة.
وظهرت دفعة جديدة من البيانات الأمريكية الخميس بعضها إيجابي والآخر سلبي، لكنها كانت في المجمل تميل إلى السلبية، إذ تراجعت أغلب المؤشرات التي تور صورة واضحة لقطاعات التوظيف، والتصنيع، والقطاع الإنشائي.
وشهد إجمالي المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية في الولايات المتحدة ارتفاعا إلى إلى 3.469 مليون مستفيد في الأسبوع المنتهي في 25 يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 3.413 مليون مستفيد، وهو ما تجاوز التوقعات التي أشارت إلى 3.382 مستفيد.
كما تراجع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن ماركيت إلى 62.1 نقطة في في يونيو الماضي ماقل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 62.6 نقطة، مما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى نفس الرقم.
وأكد مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن ماركيت على تدهور القطاع بتراجع إلى 62.1 نقطة في في يونيو الماضي ماقل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 62.6 نقطة، مما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى نفس الرقم.
وهبط مؤشر مديري المشتريات للتوظيف في القطاع التصنيعي الصادر معهد دراسات الإمدادات (ISM) إلى 60.6 نقطة في في يونيو الماضي ماقل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 61.2 نقطة، مما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 61.00 نقطة.
وعكس مؤشر مديري المشتريات للتوظيف في القطاع التصنيعي الصادر معهد دراسات الإمدادات (ISM) حالة من تراجع معدل التوظيف في القطاع، هابطا إلى 49.9 نقطة في في يونيو الماضي ماقل القراءة المسجلة الشهر السابق عند 50.9 نقطة، مما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 53.00 نقطة.
كما هبط مؤشر الإنفاق على القطاع الإنشائي في الولايات المتحدة بواقع 0.3-% في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا محدودا بواقع 0.1%، وهو ما أشار إلى مستويات دون توقعات الأسواق.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيِّم أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 5424 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 92.44 نقطة. وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له على مدار الخميس عند 92.26 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 92.60 نقطة.
وتستفيد العملة الأمريكية من توليفة من البيانات الأمريكية تجمع بين بيانات إيجابية وأخرى شبه إيجابية وفئة أخرى من البيانات جاءت سلبية الأربعاء الماضي، وهي البيانات الذي أدى تنوعها إلى عدم وضوح الصورة فيما يتعلق بالمسار المستقبلي للاقتصاد الأمريكي، مما يجعل المستثمرين في أسواق المال أكثر تمسكا بالدولار تحسبا لمزيد من التقلبات في مشهد الأسواق.
وأضافت بيانات الخميس المزيد من الارتباك إلى المشهد في أسواق المال العالمية، وهو ما أدى إلى ارتفاع في حالة القلق حيال التقلبات المحتملة في الفترة المقبلة.
وتكون الكلمة الحاسمة للمسار المستقبلي للدولار الأمريكي على المدى القصير لبيانات التوظيف الأمريكية الأهم والأكثر تأثيرا في أسواق المال، والتي تتضمن التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الأمريكية، معدل البطالة، متوسط الكسب في الساعة، نسبة المشاركة في القوى العاملة.