قال خبراء اقتصاديون اليوم الثلاثاء أن قرار ألمانيا بتعليق لقاح استرازينيكا قد يؤخر التقدم فى الوصول الى مناعة القطيع ويؤجل تخفيف اجراءات الاغلاق اللازمة للانتعاش القوى في الربع الثاني.
ووصف وزير الصحة ينس سبان يوم أمس الاثنين إطلاق النار على استرازينيكا بأنها اجراء وقائي، مما جعل ألمانيا أحدث دول أوروبية عديدة توقفت بعد ورود تقارير عن اضطرابات تخثر الدم لدى بعض المتلقين.
هذا واستند قرار الحكومة إلى توصية من معهد بول إيرليش المستقل سياسياً، وهو السلطة الألمانية المسؤولة عن اللقاحات، في أعقاب حالات مسجلة حديثاً لتخثر نادر جداً في الوريد الدماغي، بما في ذلك ثلاث وفيات.
من وجهة نظر اقتصادية، تأتي المشاكل المتعلقة بلقاح استرازينيكا في وقت غير مواتٍ للغاية”، وذلك حسبما قال كبير الاقتصاديين في كوميرتسبنك، يورغ كرايمر، مشيراً إلى الأعداد المتزايدة من الإصابات الجديدة بالفيروس التاجي في ألمانيا.
وقال كريمر إن السؤال الحاسم الآن هو إلى متى سيظل استخدام لقاح استرازينيكا معلقاً.
فقد أوقفت دول الاتحاد الأوروبي استرازينيكا وهي في انتظار قرار وكالة الأدوية الأوروبية. ومن المقرر أن يكون هناك مؤتمرا صحفيا يوم الثلاثاء فى الساعة 13:00 بتوقيت جرينتش في هذا الصدد.
وقال كرايمر “إذا لم يعد مسموحا باستخدامها بشكل دائم، فإن النقطة التي ستصل إليها ألمانيا بحصانة القطيع ستتأخر شهر الى شهرين”.
وأضاف إنه في مثل هذا السيناريو، من المحتمل أن يضطر السياسيون إلى وضع العراقيل أمام اية خطوات تخفيف أخرى، مما قد يؤخر الانتعاش الاقتصادى.
في السياق ذاته، قال كبير الاقتصاديين في شركة انجل كارستن بريزكى أن تعليق لقاح استرازينيكا يزيد من مخاطر تأجيل الانتعاش الاقتصادي إلى الربع الثالث.
وقال كبير الاقتصاديين في شركة اي ان تى كارستن بريسكى “إن القرار يغير قواعد اللعبة – على الأقل على المدى القصير.
ومن جانبه، أفاد بريزسكي إن هذه الخطوة لم تؤخر فقط ما كان بالفعل عملية تطعيم بطيئة، بل زادت أيضًا من التشكيك في اللقاحات العامة بين الألمان حيث قد يكون عدد الأشخاص الذين يرغبون الآن في الحصول على لقاح استرازينكيا طواعيةً أقل بكثير من السابق.
أداء الاقتصاد الألماني في الوقت الراهن:
ذكر مكتب الاحصاءات أن الإغلاق الثانى في ألمانيا أوقف انتعاشا في أكبر اقتصاد في أوروبا، غير أن البيانات الأخيرة للربع الأول تشير إلى أنه لن يكون هناك ” هبوط شديد ” في إجمالي الناتج المحلي كما شوهد خلال الإغلاق الأول .
كان قد عانى الاقتصاد الألماني من هبوط غير مسبوق بنسبة 9.7٪ في الربع الثاني من عام 2020 بسبب تأثير الإغلاق الأول. ثم سجل نمواً قياسياً بنسبة 8.5٪ في الربع الثالث وواصل نمو بنسبة 0.3٪ في الربع الأخير على الرغم من القيود الجديدة لاحتواء موجة ثانية من الإصابات.
وأظهر مسح أجراه معهد ZEW الاقتصادى قبل قرار اللقاح يوم الثلاثاء ان معنويات المستثمرين في ألمانيا زادت بأكثر من المتوقع فى مارس، مما عزز التوقعات الخاصة بالانتعاش على نطاق واسع .
وقد رسمت البيانات الألمانية الأخيرة صورة لاقتصاد ذي سرعتين، حيث يبلي المصنعون الموجهون نحو التصدير أداءً جيدًا في حين تعاني الخدمات المدفوعة محليًا من إجراءات الإغلاق التي فرضت في أوائل نوفمبر وشددت في منتصف ديسمبر.
المصدر: رويترز