تقارير الأرباح تبعث بمزيد من التفاؤل إلى الأسواق

انتهت تعاملات الأربعاء في أسواق المال العالمية بصعود لأصول المخاطرة في مقدمتها الأسهم الأمريكية مقابل هبوط الدولار الأمريكي والذهب وارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية.

وتبدو ملامح هذا الإغلاق اليومي مألوفة بالنسبة للأيام التي تتغلب فيها شهية المخاطرة على المعنويات السلبية لتدفع بالمستثمرين بعيدا عن الملاذات الآمنة لصالح أصول أخرى ينطوي التداول فيها على قدر أكبر من المخاطرة، لكن العائد المتوقع منها غالبا ما يكون أكبر.

وأثارت تقارير الأرباح، الصادرة بعد انطلاق جرس إغلاق التعاملات في وول ستريت الثلاثاء الماضي، حالة من التفاؤل سيطرت على الأسواق على مدار يوم التداول الأربعاء عقب تسجيل أمازون، عملاق التجارة الإلكترونية والتجزئة الأمريكي، أرقاما قياسية جديدة رصدها تقرير أرباحها على الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر العام الماضي.

كما شهدت الأسواق ارتفاعا حادا في عائدات شركة ألفابيت، الشركة الأم لجوجل العملاقة لخدمات الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.

الملاذ الآمن

من الأمور التي تدل على تطرف معنويات الأسواق اتخاذ الدولار الأمريكي والذهب نفس الاتجاه صعودا أو هبوطا. وحدث اليوم بالفعل أن انهت العملة الأمريكية والعقود الآجلة للذهب تعاملات اليوم في الاتجاه الهابط.

كانت تقارير الأرباح، التي أشارت في مجملها إلى تجاوز الأداء المالي للشركات الكبرى توقعات وول ستريت، هي الشرارة التي أوقدت التفاؤل في الأسواق، مما أدى إلى تعرض أصول الملاذ الآمن للمزيد من الضغوط في مقدمتها الذهب والدولار الأمريكي.

وأنهى الدولار الأمريكي تعاملات الأربعاء في الاتجاه الهابط متأثرا بحالة التفاؤل التي بعثت بها إلى الأسواق تقارير الأرباح التي جاءت في مجملها إيجابية في مقدمتها كاتربيلار الأمريكية، والشركة الأم لجوجل ألفابيت، وعملاق التجزئة أمازون.

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يوفر صورة واضحة لأداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 91.16 نقطة مقابل الإغلاق اليومي السابق الذي سجل 91.20.

وارتفع المؤشر إلى أعلى المستويات على مدار يوم التداول الجاري عند 91.30 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 90.99 نقطة.

وحققت أمازون أرقاما قياسية غير مسبوقة في تاريخها عقب الإغلاق اليومي لجلسة التداول في وول ستريت، إذ تجاوزت عائدات الشركة في الربع الأخير من 2020 حاجز 100 مليار دولار لتسجل مبيعات بلغت 125.56 مليار دولار في تلك الفترة.

كما حققت ألفابيت، الشركة الأم لجوجل، ارتفاعا في العائدات في الربع الأخير من العام الماضي بحوالي 23%.

متأثرا بنفس العوامل التي أدت إلى هبوط الدولار الأمريكي، تراجع الذهب في نهاية تعاملات الأربعاء بسبب التفاؤل الذي سيطر على أسواق المال العالمية بعد ظهور دفعة إيجابية من تقارير الأرباح دفعت أسهم وول ستريت وغيرها من أصول المخاطرة إلى أعلى.

وتراجعت العقود الآجلة للذهب إلى مستوى 1833 دولار للأونصة مقابل الإغلاق المسجل في نهاية جلسة الثلاثاء الماضي الذي سجل 1837 دولار للأونصة. وارتفعت عقود المعدن النفيس إلى أعلى مستوى لها على مدار يوم التداول الأربعاء عند 1845 دولار مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1829 دولار.

وول ستريت

واصل الأسهم الأمريكية الصعود منذ افتتاح التعاملات في وول ستريت الأربعاء بدفعة من تحسن في تقارير أرباح كبرى الشركات المدرجه بمؤشرات بورصة نيويورك.

وتغلب الإيجابية على أداء المؤشرات الأمريكية باستثناء داو جونز الذي فقد أكثر من مئة نقطة منذ افتتاح التعاملات.

وارتفع مؤشر ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى مستوى 13621 نقطة بدفعة من ارتفاع عائدات الشركة الأم لجوجل ألفابيت الذي سجل 23% في الربع الأخير من 2020.

وارتفع مؤشر S&P500 إلى 3827 نقطة بعد إضافة حوالي ثلاث نقاط أو أقل من 0.1%.

وجاء هبوط مؤشر داو جونز الصناعي تأثرا بتراجع في سهم شركة أمجن للصناعات الدوائية الحيوية بعد إعلان الشركة نظرة مستقبلية سلبية للأرباح والعائدات في 2021.

وسجل تقرير أرباح أمجين تراجعا في مبيعات العقار إنبريل، المضاد لعدد من أنواع الالتهابات، بواقع 5.00% إلى 1.27 مليار دولار. كما تراجعت عائدات عقار نيولاستا، الذي يعالج الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي، بواقع 19% إلى 536 مليون دولار,

لكن مع نهاية جلسة الأربعاء، تمكن داو جونز من الصعود بواقع 36 نقطة محولا الهبوط إلى إيجابية، وهو ما دفع المؤشر إلى تسجيل الارتفاع لجلسة التداول الثالثة على التوالي للمرة الأولى في أكثر من شهر.

وحل ناسدك للصناعات التكنولوجية الثقيلة محل داو جونز ليكون المؤشر الرئيسي الوحيد بين مؤشرات بورصة نيويورك الذي يهبط الأربعاء.