يتجه كبار المستثمرون في قطاع البترول حول العالم إلى ضخ استثماراتهم تقدر بمليارات الدولارات فى مشاريع الطاقة المتجددة على مدى الخمسة أعوام المقبلة، فى ظل اتخاذهم خطوات هامة لتسريع الاستعدادات لتحقيق تحول كبير فى مزيج الطاقة حول العالم.
وقال ماركو دوناند، الرئيس التنفيذى لمجموعة “ميركوريا” السويسرية للطاقة، إن شركته تستثمر ما يصل إلى 1.5 مليار دولار فى مشاريع فى أمريكا الشمالية مع شركاء فى الأسهم الخاصة.
وقال توربيورن تورنكفيست، الرئيس التنفيذى لشركة “جانفور”، إنه يعتزم الالتزام بنسبة 10% من أسهم الشركة – أى مئات الملايين من الدولارات- على مدى العامين المقبلين.
وأوضح دوناند، على هامش قمة “فاينانشيال تايمز” للسلع الأولية العالمية: “أعتقد أن الأمر سيكون صعبا إذا كنت تريد أن تعيش على مدى 10 أعوام دون مصادر الطاقة المتجددة، لكن ليس لدينا خيار”، مشيرا إلى أن تحقيق أهداف باريس المناخية يشكل التحدى الأكبر فى العالم.
وتوضح التحركات كيف تريد الشركات التجارية المتداخلة بشدة فى سوق البترول الآن، لعب دورا أكبر فى مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين، والتى من المتوقع أن تلبى جزءا متزايدا من الطلب على الطاقة خلال العقد المقبل، وفقا لما نقلته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وفى هذا الصدد، أوضح دوناند: “يجب أن يكون 50% تقريبا من استثماراتنا فى مصادر الطاقة المتجددة، على مدى الخمسة أعوام المقبلة”.
بالإضافة إلى ذلك، تتطلع شركتى “فيتول” و”ترافيجورا”، اللتين تجتمعتان حول الأربعة الكبار المستقلين، إلى زيادة مصادر الطاقة المتجددة وتوليد الكهرباء.
ومع ذلك، لا تزال الشركات التجارية تحذر من أنها لا تتوقع ذروة وشيكة فى الطلب على البترول، على الرغم من التوقعات الصادرة عن شركات مثل “بريتش بتروليوم” باقتراب الاستهلاك من مستوى الذروة، نظرا لاعتقادهم بأن الاقتصادات النامية ستواصل النمو خلال العشرة أعوام المقبلة، مما يقودهم إلى اتباع مسار مزدوج حيث لا تزال أعمال تجارة البترول الأساسية تمثل الغالبية العظمى من عائداتهم، ولكن يجب أن يتعثر النمو حتى يتحضرون للتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وقال تورنكفيست، من “جانفور”: “أنا لا أؤمن بمستقبل خالى من الكربون، فهذا الهدف لن ينجح”، مشيرا إلى أن 80% من مزيج الطاقة فى العالم يعتمد على الوقود الأحفورى.
وأضاف تورنكفيست: “نحن بحاجة إلى البحث عن مستقبل منخفض الكربون، وليس خاليا من الكربون، لأنك تستهدف بذلك شيئا مستحيل تحقيقه”.
وقال راسل هاردى، الرئيس التنفيذى لشركة “فيتول”، إن شركته تمتلك بالفعل نحو 500 ميجاوات من الاستثمارات فى مصادر الطاقة المتجددة التى كانت إما فى مرحلة تشغيلية أو من المقرر أن تبدأ فى العمل، كما أنها تعتزم الاستثمار فى خط أنابيب مماثل خلال السنوات القادمة.
وكشفت شركة “ترافيجورا” مؤخرا عن خطط لبناء أو شراء 2 جيجاوات من مشاريع تخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة خلال السنوات القليلة المقبلة، متوقعة استثمار ما يقرب من 2 مليار دولار بحلول عام 2025 بالشراكة مع مستثمر كبير فى البنية التحتية.
ويتزامن الاهتمام المتزايد للشركات التجارية بمصادر الطاقة المتجددة مع توافر فرص أقل فى سوق البترول، ففى الوقت الذى ساهم فيه النصف الأول من العام الجارى فى تحقيق أرباحا وفيرة للعديد من المتداولين، حيث تسبب الوباء فى تقلبات حادة فى الأسعار مع انهيار الطلب، إلا أنه من المتوقع أن يكون العام المقبل أقل تقلبا.