بدأ فيروس كورونا في الإطاحة بكل توقعات الانتعاش الاقتصادي من جديد لاسيما بعد اعادة انتشاره مرة اخرى واتجاه الصين لفرض إجراءات الحظر مجددا وذلك بعد تزايد الإصابة بشكل كبير في العاصمة بكين.
وتوقع بنك الاستثمار مورجان ستانلي أن الاقتصاد العالمي يشهد دورة توسع جديدة، ليعود إلى مستويات ما قبل أزمة تفشي فيروس كورونا المميت بحلول الربع الرابع من العام.
وأوضح الاقتصاديون في مورجان ستانلي عبر مذكرة بحثية أنهم لديهم ثقة أكبر في توقعات بشأن الانتعاش الاقتصادي على شكل حرف V، بالنظر إلى المفاجآت الأخيرة التي تتخذ اتجاها صعوديا في بيانات النمو وإجراءات السياسة”.
وتوقع خبراء الاقتصاد حدوث ركود حاد لكنه قصير المدى، حيث سينخفض النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 8.6% في الربع الثاني، على أن يتعافى إلى 3.0% بحلول الربع الأول من العام المقبل.
وأشار الاقتصاديون في المصرف الأمريكي إلى أن فكرة الركود الاقتصادي قصير المدى يكمن خلفها ثلاثة أسباب، حيث يتمثل السبب الأول في أن هذا الأمر ليس صدمة داخلية ناجمة عن اختلالات كبيرة، والسبب الثاني هو أن تخفيف الضغوطات سيكون أكثر اعتدالا، أما السبب الثالث فيدور حول أن السياسات الداعمة كانت حاسمة وكبيرة وستلعب دورا فعالا في تعزيز الانتعاش.
وذكرت وكالة أنباء بلومبرج الأمريكية أن المخاطر التي تهدد توقعات الاقتصاديون تنطوي على التطورات الخاصة بتفشي الوباء وتطوير لقاح.
وكتب الاقتصاديون مستشهدين بسيناريو يتوفر فيه اللقاح على نطاق واسع بحلول صيف عام 2021: “في السيناريو الأساسي، نفترض أن موجة ثانية من الإصابات ستحدث بحلول الخريف، لكن يمكن السيطرة عليها وستؤدي إلى عمليات إغلاق انتقائية، ولكن السيناريو التشاؤمي سيكون على النقيض من ذلك، حيث نفترض فيه الدخول في إجراءات الإغلاق الصارمة التي نفذت بداية هذا العام، مما أدى إلى ركود اقتصادي متضاعف الوتيرة”.
وتتناقض وجهات نظر خبراء الاقتصاد في “مورجان ستانلي” مع توقعات الجهات الأخرى الأكثر حذرا، بما في ذلك صندوق النقد الدولي، الذي حذر خلال الأسبوع الماضي من أن الاقتصاد العالمي يتعافى بشكل أبطأ من المتوقع ولا يزال هناك غموض عميق بشأن التوقعات.
فيما توقع جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي أن يتسبب انتشار المرحلة الثانية من الفيروس التاجي في انكماش الاقتصاد العالمي، وهو ما جاء متماشيا مع توقعات صندوق النقد الدولي التي أشارت إلى أن الركود سيسطر على الاقتصاد العالمي حتى نهاية العام الجاري.