يسعى كبار منتجوا النفط في العالم على صياغة شروط صفقة غير مسبوقة للتخفيف من الآثار المدمرة لتفشي جائحة فيروس كورونا، في الوقت الذي يستعدون فيه لعقد اجتماع استثنائي هذا الأسبوع.
ونقلت وكالة بلومبرج عن عدد من المندوبين المشاركين في المحادثات أن السعودية وروسيا تقتربان من التوصل إلى اتفاق للحد من الإنتاج، مما قد يستنزف بعض الفائض البترولي الذي قد يؤثر بدوره على صهاريج التخزين ويفرض موجة من الإغلاق المفاجئ للإنتاج، حيث يعتزم البلدان، بجانب أعضاء آخرين في تحالف منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها “أوبك بلس”، عقد اجتماعا افتراضيا الخميس المقبل لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
ولا تزال صفقة خفض الإنتاج تتوقف على شكل من أشكال التعاون مع الولايات المتحدة، وهو ما قد يكون صعبا مع معارضة الرئيس دونالد ترامب لأية شراكة مع أوبك التي شوه سمعتها على مدار سنوات.
ومع ذلك، تعلق المجموعة آمالها على التدخل الأمريكي بأي شكل من الأشكال، بجانب تأييد دول أخرى مثل كندا والبرازيل في اجتماع وزراء طاقة مجموعة العشرين المقرر انعقاده الجمعة المقبلة.
وقال ترامب حول ما إذا كانت بلاده ستشارك في خفض الإنتاج: “لم يسألني أحد، لذا إذا طلبوا مني ذلك فسأتخذ قرارا”، مشيرا إلى أن المنتجين الأمريكيين يخفضون الإنتاج بالفعل بشكل جدي للغاية.
ويمكن أن تؤدي الصفقة العالمية النهائية إلى خفض الإمدادات بمقدار 10 ملايين برميل يوميا أو أكثر، وهو المستوى الذي أثاره ترامب للمرة الأولى خلال الأسبوع الماضي، ومع ذلك ربما يتسبب هذا المقدار بإلحاق ضرر بفائض المعروض البترولي فقط، الذي يقدر بنحو 35 مليون برميل يوميا.
وأشارت أمريتا سين، كبيرة محللي البترول لدى شركة “إنرجي أسبكتس”، إلى أن هناك حاجة ماسة لإجراء بعض العمليات الحسابية لتقدير حجم الخفض المطلوب، خاصة أن التحالف يكافح لتحديد طرق خفض الإنتاج بمقدار 10 ملايين برميل يوميا بشكل فعلي، حتى في ظل استخدام أرقام خط الأساس المتضخمة لشهر أبريل.
قال إد مورس، الرئيس العالمي لأبحاث السلع الأساسية في مجموعة “سيتي جروب” المصرفية: “أعتقد أن هناك بالفعل تفاهم بين السعودية وروسيا والولايات المتحدة”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تعتبر طرفا في الاتفاقية في الواقع لأن سعر البترول يخفض بالفعل من نشاط الحفر إلى حد قد يخفض الإنتاج على الأرجح بمقدار مليون برميل يوميا بنهاية الربع السنوى الثالث.