توقفت مسيرة الصعود التي شهدتها أسواق الأسهم والتي قفزت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، وذلك بعد تصريحات صينية أفادت بأن الصين سترد على التشريعات الأمريكية التي تدعم المحتجين في هونغ كونج ، مما أثار حفيظة المستثمرون تجاه أسواق الأسهم والعملات والسلع أيضا.
وتتوعد بكين بالرد على واشنطن بعد أن وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قانون يدعم المتظاهرين المدافعين عن الديموقراطية في هونج كونج، في وقت تسعى أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم للتوصل إلى هدنة تجارية، حيث قررت الصين استدعاء سفير الولايات المتحدة وهددت برد انتقامي.
وحذرت الصين الولايات المتحدة من أنها ستتخذ “تدابير مضادة حازمة” ردًا على التشريعات الأمريكية التي تدعم المتظاهرين المناهضين للحكومة في هونغ كونغ ، وقالت إن محاولات التدخل في المدينة التي يحكمها الصين “محكوم عليها بالفشل”.
وشهدت أسواق العملات تعاملات حذرة حيث ارتفع مؤشر الدولار بأقل من 0.1 ٪ ، حيث تم تداوله في نطاقات ضيقة ، بينما ارتفع الين الياباني وهو ملاذ آمن محسوس بنحو 0.1 ٪ مقابل الدولار، وارتفع الفرنك السويسري أقل من 0.1 ٪ مقابل الدولار، وانخفض اليوان الصيني بنسبة 0.2 ٪ مقابل الدولار، وهي تعاملات تشير إلى سيطرة الترقب على أسواق العملات.
وقال آدم كول ، كبير استراتيجيي العملات في RBC Capital Markets: “إن هذه التحركات اتسمت متواضعة للغاية لأننا ما زلنا ننتظر لنرى رد فعل الصين.
وأشار إلى أنه إذا تم تصعيد الوضع داخل هونج كونج على نحو سيء، وإذا تدخلت بكين هناك بشكل جائر، فسيكون من المستحيل بالنسبة للولايات المتحدة التوقيع حتى على المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري مع الصين، وسيؤدي ذلك إلى استمرار تراجع النشاط الصناعي عالمياً نتيجة التوترات التجارية.
وأضاف أن عدم التوقيع على المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري هو أسوأ سيناريو يمكن حدوثه، وتابع ” لا أعتقد أن توقيع “ترامب” على التشريع المتعلق بهونج كونج سيكون له تأثيرا كبيرا، فدائمًا ما يكون هناك خلاف بين الصين والولايات المتحدة وبينها وبين الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بحقوق الإنسان”.
يأتي ذلك في الوقت الذي يسعى فيه أكبر اقتصادين في العالم على إبرام صفقة تجارية “المرحلة الأولى” ، حيث صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء بأن المفاوضين كانوا في “الأيام ألأخيرة” من المحادثات.
ولا يزال المستثمرون في ترقب لأحدث التطورات على صعيد المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين خاصة بعد تلميحات إيجابيةة في الآونة الأخيرة في هذا الصدد.
ولعل أبرز الأسواق المالية تأثرا هو سوق الأسهم الأوروبية والتي تراجعت للمرة الأولى خلال الخمس جلسات الأخيرة ، لتتخلي عن أعلى مستوى فى أربع سنوات ، فى ظل نشاط واضح لعمليات البيع لجني الأرباح ، بالإضافة إلى العزوف عن المخاطرة ، بفعل تصاعد التوترات السياسية بين الولايات المتحدة والصين حول هونج كونج.
فيما ارتفعت أسعار الذهب بالسوق الأوروبية يوم الخميس لتحاول استئناف مسارها الصاعد لتتجه لتحقيق ثاني مكاسبها خلال الثلاثة أيام الأخيرة ، فى ظل عزوف المستثمرين عن المخاطرة فى الأصول ذات العائد المرتفع