توقعت وكالة بلومبرج الأمريكية استمرار تباطؤ الاقتصاد الصيني خلال الشهر الحالى، وأوضحت مقاييس وكالة أنباء بلومبرج التى تجمع البيانات الأولية من الأسواق المالية والشركات أن النمو الاقتصادى فى الصين تباطأ بالفعل إلى أدنى وتيرة فى 3 عقود تقريبًا خلال الربع الثالث فى ظل الصورة المتفاقمة للتجارة ومعنويات مدير المبيعات وأسعار المصانع.
وفى الوقت الذى تراجعت فيه حدة التوترات مع الولايات المتحدة منذ أن أعلن الجانبان إجراء محادثات بشأن ما يسمى بـ”المرحلة الأولى” الشهر الماضى، فإن المؤشر الرئيسى لتدفقات التجارة فى آسيا مثل صادرات كوريا الجنوبية لايزال يتراجع بنسبة 10% تقريبًا في الأيام الـ20 الأولى من شهر نوفمبر.
وعلى الرغم من أن هذه النسبة تعد تحسنًا مقارنة بأسوأ النتائج التى تم تسجيلها فى شهر سبتمبر لأول مرة منذ 10 سنوات، إلا أنها تشير إلى أن تجارة التكنولوجيا المتقدمة فى جميع أنحاء المنطقة لاتزال تكافح مع اقتراب موسم التسوق فى عيد الميلاد.
وأظهرت بيانات من مكتب الإحصاء الوطنى، أن أرباح الشركات الصناعية الصينية هبطت بأكبر قدر فى شهر أكتوبر الماضى، حيث انخفضت بنسبة 9.9%، مقارنة بالعام الماضى.
ويعد انخفاض الأسعار من المصانع أحد العوامل التى تقود هذه الأرباح ويتوقع أن يستمر التراجع فى نوفمبر الذى يتقلص بفعل انكماش مؤشر أسعار المنتجين.
وذكرت وكالة أنباء بلومبرج، أن انخفاض الأسعار يشير إلى ضعف الطلب المحلى، وإذا استمرت هذه الآثار الانكماشية فسوف تضر بشكل أكبر بأرباح الشركات فى الداخل وتؤدى فى النهاية إلى انخفاض الأسعار والأرباح فى الخارج أيضا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أبلغ فيه مديرو المبيعات في الشركات الصينية عن أسوأ الظروف على الإطلاق، حيث سجل المؤشر الرئيسى والمؤشرات الفرعية للتصنيع والخدمات كلها أقل من المستوى 50 نقطة، والذى يفصل النمو عن الانكماش.
وكانت ثقة الشركات عند أدنى مستوى لها منذ 14 شهراً وانخفضت جميع مقاييس التصنيع فى الأشهر الأخيرة، مما يشير إلى وجود مشكلات واسعة النطاق، وسجلت سايك موتور أكبر شركة لصناعة السيارات الصينية 4 أرباع متتالية من انخفاض الأرباح، حيث ابتعد المستهلكون عن صالات العرض.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تراحعت فيه مبيعات السيارات على وجه الخصوص خارج المدن الكبيرة، ومن المحتمل أن يتأثر المستهلكون الأقل ثراءً بالتباطؤ فى الاقتصاد، وخفضت شركة صناعة السيارات الصينية توقعاتها للمبيعات فى يوليو الماضى، متوقعة أول تباطؤ سنوى منذ 14 عامًا.
وأعلنت شركة “بى واى دى” أكبر شركة لصناعة سيارات في الصين الشهر الماضى عن انخفاض أرباحها بنسبة 89% فى الربع الثالث وحذرت من أن الأرباح قد تنخفض بنسبة 43% العام الحالى، وأوضح تشيان وان، المحلل لدى وحدة “بلومبرج ايكونوميكس”، أنه بالنظر إلى ضعف الطلب العالمى والشكوك حول المحادثات التجارية، فإن نمو الصين يجب أن يعتمد بدرجة أكبر على الطلب المحلى.
واستمر انكماش المصانع الصينية فى التعمق للشهر الخامس على التوالى وهو الأمر الذى يثير القلق، ومع ذلك، هناك بعض التفاؤل بين أجزاء الاقتصاد الأكثر تعرضًا للاقتصاد العالمى، حيث كانت الشركات التى تركز على التصدير أكثر تفاؤلاً فى استطلاع أجراه بنك “ستاندرد تشارترد” بشأن الأعمال التجارية الصغيرة.
وكان بنك “مورجان ستانلى” الأمريكى قد توقع أن يشهد العالم انتعاشًا اقتصاديًا فى أوائل عام 2020، وأشار هانتر تشان، ودينج شوانغ، لدى بنك ستاندرد تشارترد فى التقرير إلى تسارع نشاط الإنتاج مع انتعاش الطلب الخارجى فى حين ضعف المؤشر الفرعى للطلبيات الجديدة للشركات الأصغر ذات التركيز المحلى.