بدأت الصين في التلويح بسلاح ردع قوي قد يجبر الولايات المتحدة الأمريكية على التراجع عن حربها التجارية التي بدأتها مع بكين، حيث حذرت صحف صينية يوم الأربعاء في تعليقات قوية اللهجة من أن الصين مستعدة لاستخدام المعادن الأرضية النادرة للرد على الولايات المتحدة في حربهما التجارية، في خطوة من شأنها تصعيد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
و قال نائب مدير معهد آسيا وإفريقيا بجامعة موسكو الحكومية، أندريه كارنيف: إن الصين تمتلك ثلاثة أسلحة إعجازية يمكن استخدامها في الصراع مع الولايات المتحدة. الأول، هو البدء في بيع سندات الخزينة الأمريكية، أي التسبب بانهيار قيمة الدين الأمريكي؛ والثاني، التوقف عن بيع العناصر المعدنية النادرة للأمريكيين؛ وأما الثالث، فتقييد وصول البضائع الأمريكية إلى السوق الصينية.
والمعادن النادرة هي مجموعة من 17 عنصرا كيماويا تُستخدم في كل شيء من الإلكترونيات الاستهلاكية ذات التكنولوجيا الفائقة إلى المعدات العسكرية. وأدى احتمال ارتفاع قيمتها نتيجة الحرب التجارية إلى ارتفاعات حادة لأسعار أسهم منتجيها بما في ذلك الشركة التي زارها شي.
وأثارت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لمصنع للمعادن النادرة الأسبوع الماضي تكهنات بأن الصين ستستخدم مركزها المهيمن باعتبارها مُصدرا للمعادن النادرة إلى الولايات المتحدة كورقة ضغط في الحرب التجارية.
وعلى الرغم من أن الصين لم تعلن صراحة حتى الآن أنها ستقيد مبيعات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، أشارت وسائل إعلام صينية إلى أن ذلك سيحدث.
وقالت صحيفة جلوبال تايمز إن فرض حظر على تصدير المعادن النادرة ”سلاح قوي إذا اُستخدم في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة“.
وأضافت ”لكن الصين ستستخدمه بشكل أساسي للدفاع“، مشيرة إلى أنه بينما قد تتكبد الصين خسائر جراء حظر الصادرات، إلا أن معاناة الولايات المتحدة ستكون أكبر.
واستغلت الصين مبيعات المعادن النادرة في ممارسة الضغط خلال نزاعات دبلوماسية سابقة، وساهمت الصين بنسبة 80 بالمئة من واردات الولايات المتحدة من المعادن النادرة في الفترة بين 2014 و2017، واستثنت واشنطن تلك المعادن النادرة من الرسوم الجمركية التي فرضتها في الآونة الأخيرة بجانب بعض المعادن الصينية الأخرى المهمة.