في مقابلة أجرتها شاشة العربية، تناول محمد حشاد، كبير استراتيجيي الأسواق في نور كابيتل بالتعليق والتحليل أبرز تطورات الأسواق المالية، وبصفة خاصة حديث الساعة هذه الأيام، حول الأسواق الأمريكية.
وفي إجابته عما إذا كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يقدم على خفض معدلات الفائدة خلال اجتماعه المرتقب في سبتمبر الجاري، وهل يخفض الفيدرالي معدلات الفائدة بمقدار 25 أم 50 نقطة أساس، قال حشاد بيانات التضخم الأمريكية، خاصة مؤشر أسعار المنتجين (PPI)، أظهرت انخفاضًا غير متوقع في أغسطس. جاءت القراءة الفعلية أقل بكثير من التوقعات، عند -0.1. هذا يمنح الفيدرالي مساحة أكبر للبدء في خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه الأسبوع المقبل. منذ بداية العام، كان جيروم باول حذرًا، حيث أجلّ الخفض لأنه أراد تقييم الآثار السلبية للرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب ومراقبة بيانات الاقتصاد الكلي عن كثب، وانصب تركيزه بشكل أساسي على أسعار المنتجين واتجاهات سوق العمل. حتى أحدث تقرير للوظائف أظهر أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 22,000 وظيفة فقط. كل هذه العوامل تشير إلى احتمال كبير لخفض الفائدة في الاجتماع القادم. وفقًا لأداة FedWatch، هناك احتمال بنسبة 93% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس، و 7% فقط لخفض بمقدار 50 نقطة أساس. شخصيًا، أرى أن الخفض سيكون بمقدار 25 نقطة أساس في البداية.
وردًا على سؤال عما إذا جاءت أرقام مؤشر أسعار المستهلك (CPI) اليوم مفاجئة ومرتفعة، هل يمكن أن يغير ذلك قرار الفيدرالي؟ أم أن تصريحات باول الأخيرة كانت واضحة بأن التركيز ينصب أكثر على ضعف سوق العمل؟
أجاب حشاد: “أعتقد أن قراءة مؤشر أسعار المستهلك المفاجئة يمكن أن تعيد تشكيل المشهد. يجب أن نتذكر أن باول ترك الباب مفتوحًا بدلاً من الالتزام بخفض، أو تثبيت، أو حتى رفع الفائدة. إذا جاء التضخم أعلى من التوقعات، فقد يؤجل الفيدرالي خفض الفائدة. تعتمد استراتيجية باول على مراقبة بيانات اقتصادية واتجاهات تضخم لعدة أشهر، وليس فقط قراءة شهر واحد”.
وعما يعنيه ذلك للدولار الأمريكي، الذي انخفض بالفعل بنسبة 10% على مؤشر الدولار منذ بداية العام؟ وهل يتوقع أن تستمر تلك الخسائر؟ أجاب: “نعم، يمكن أن يستمر التراجع إذا مضى باول قدمًا في خفض أسعار الفائدة. هذا سيُبقي الضغط السلبي على الدولار الأمريكي، الذي هو بالفعل عند أضعف مستوى له منذ يناير 2022. الخفض سيؤدي على الأرجح إلى انخفاضه أكثر مقابل سلة العملات الرئيسية”.
في سؤال عن أسواق الأسهم الأمريكية، التي تسجل مستويات قياسية جديدة، وكيف يراها في ضوء أحدث التوقعات، أجاب: “الأسواق الأمريكية لا تزال تحقق انتصارات متتالية. مؤشر ناسداك المركب يبلغ مستويات قياسية ومؤشر S&P 500 يحلق عالياً. واستفادت الأسهم بشكل كبير من توقعات خفض أسعار الفائدة، حيث إن تكاليف الاقتراض المنخفضة تحسن بيئة التشغيل للشركات وتعزز الربحية. سوق اليوم في منطقة إيجابية بقوة، مدفوعًا بالأداء القوي لشركة أوراكل بفضل نتائجها القوية في مجال الحوسبة السحابية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. يولي المستثمرون أيضًا اهتمامًا كبيرًا بسباق البنية التحتية. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسهم GameStop بأكثر من 15% بعد تحقيق أرباح قوية للربع الثاني والإعلان عن أن الشركة تمتلك الآن 528 مليون دولار من عملة البيتكوين، وهو ما جذب اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين. بشكل عام، توجد بيئة صعودية للأسهم الأمريكية”.