نور تريندز / مستجدات أسواق / تغطية لأسواق العملات / إطار جنيف: هل تنجو الاتفاقات التجارية من عاصفة التعريفات الجمركية؟
الدولار الأمريكي

إطار جنيف: هل تنجو الاتفاقات التجارية من عاصفة التعريفات الجمركية؟

قفز الدولار الأمريكي على إثر أنباء التقدم في المحادثات التجارية، خاصة مع الصين. وأعلن وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك أن الولايات المتحدة والصين على وشك إتمام إطار عمل تم الاتفاق عليه في جنيف، يركز على المعادن النادرة الضرورية لقطاع التكنولوجيا، من الهواتف الذكية إلى الطائرات العسكرية.

وأكدت وزارة التجارة الصينية مراجعتها لضوابط التصدير من أجل تخفيف القيود القائمة، بينما تعهدت الولايات المتحدة برفع بعض الإجراءات المضادة. هذا التفاؤل دفع مؤشر الدولار إلى 97.27 نقطة يوم الجمعة، مرتفعًا من 97.15، رغم تذبذبه بين 97.00 و97.42. بعد أشهر من فوضى التعريفات – وكان تهديد واشنطن في أبريل الماضي بفرض رسوم عالمية بنسبة 40% قد أصاب الأسواق بهزة – ويوفر هذا التقدم بصيص أمل. لكن ذكريات حرب التجارة الأمريكية الصينية في 2018، بتقلباتها بين التهديدات والتسويات، تجعل الأسواق على قدر كبير من الحذر. هل ستحقق هذه الصفقة استقرارًا دائمًا، أم أن ما يتحدث عنه المستثمرون اليوم تفاؤل مؤقت؟
سباق عالمي من أجل تسوية الخلافات التجارية

يقود وزير الخزانة سكوت بيسينت مفاوضات مع عشرة شركاء رئيسيين، من بينهم اليابان والهند وفيتنام وماليزيا، بهدف إبرام اتفاقيات بحلول عيد العمال. صفقة مع المملكة المتحدة، تم توقيعها في قمة مجموعة السبع، تضع نغمة إيجابية، لكن المحادثات مع الاتحاد الأوروبي عالقة بسبب نزاعات حول الإلكترونيات والأدوية. ادعاء لوتنيك بقرب التوصل إلى عشر صفقات يثير الحماس، لكن التاريخ يحث على الحذر. في 2019، تعثرت مفاوضات مماثلة بسبب قضايا معقدة مثل دعم الزراعة. على سبيل المثال، مزارع في نبراسكا يصدر الذرة إلى اليابان قد يستفيد من تخفيض التعريفات، لكن الحواجز غير المحلولة تهدد بالتوقف. موقف بيسينت المتساهل حيال الموعد النهائي في 8 يوليو، الذي أصبح الآن هدفًا مرنًا يمتد إلى عيد العمال، يخفف الضغط لكنه يثير تساؤلات حول الالتزام. الأسواق تتوق إلى الوضوح، وليس الغموض المطول.

تداعيات التعريفات الجمركية

أصابت الفوضى التي أحدثتها التعريفات كلا من الولايات المتحدة والصين بأضرار لافتة، وبلغت ذروتها عند 145%، كما أضرت بالمستهلكين بشدة؛ إذ ارتفعت أسعار السلع اليومية – مقاعد السيارات، الملابس، وحتى أجهزة المطبخ – بينما عانى المزارعون الأمريكيون مع تراجع المشترين الصينيين عن صادرات أمريكية مرتفعة التكلفة مثل فول الصويا. صفقة التعريفات الحالية بنسبة 30% مع الصين، التي تنتهي في 12 أغسطس، توفر راحة مؤقتة، لكن الموعد النهائي الأوسع في 8 يوليو يبقي الأسواق متوترة. عندما هز إعلان التعريفات في أبريل الأسواق، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ليستعيد مؤخرًا 0.6% فقط مع تراجع المخاوف. شركة إلكترونيات في مينيسوتا، تعتمد على مكونات فيتنامية، قد تشهد انخفاض التكاليف إذا نجحت الصفقات، لكن الفشل قد يعيد إشعال التضخم. يجادل المعارضون بأن التعريفات تحمي الصناعات المحلية، لكن البيانات تشير إلى أنها تثقل كاهل المستهلكين أكثر، حيث قدرت دراسة في 2020 أثرًا سنويًا بقيمة 1200 دولار لكل أسرة أمريكية. هذا الواقع يجبر المستهلكين على تحمل أعباء اقتصادية متزايدة، مما يثير تساؤلات حول جدوى التعريفات كأداة سياسية طويلة الأمد.

خطوات نحو الاستقرار

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تقف عند مفترق طرق حاسم. الاتفاقيات التجارية القوية يمكن أن تخفض الأسعار، تعزز الصادرات، وتستقر الأسواق، مما يفيد الصناعات من الزراعة إلى التصنيع. على سبيل المثال، مصنع نسيج في جورجيا قد يزدهر إذا انخفضت الحواجز التجارية الهندية، بينما يمكن لشركات التكنولوجيا تأمين معادن نادرة بتكلفة أقل. لكن الصفقات الضحلة أو التأخير في المواعيد النهائية قد يثير الفوضى، كما حدث في 2018 عندما تسببت زيادات التعريفات في انخفاض مؤشرات بورصة نيويورك بنسبة 10%.

ويواجه بيسينت ولوتنيك مهمة التنقل بين الضغوط السياسية وقضايا معقدة مثل حقوق الملكية الفكرية، التي أعاقت المحادثات السابقة. تمديد المواعيد النهائية يمنح وقتًا إضافيًا، لكن الأسواق تطالب بجوهر حقيقي. الشهرين القادمين سيختبران ما إذا كانت هذه المفاوضات قادرة على تشكيل مشهد تجاري جديد أم ستتلاشى في جولة أخرى من عدم اليقين، تاركة المستهلكين والشركات لتحمل التكلفة. التحدي الأكبر يكمن في تحويل التفاؤل الحالي إلى نتائج ملموسة تحافظ على الزخم الاقتصادي وتخفف من الضغوط على الأسر الأمريكية.

تحقق أيضا

التضخم

التضخم الأمريكي يتوافق مع التوقعات في مايو الماضي

ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يعتبره البنك المركزي الأكثر …