نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق الأسهم العالمية / في يوم مليء بالمفاجآت – التوترات الجيوسياسية وإشارات الاحتياطي الفيدرالي: ما الذي ينتظر المستثمرين؟

في يوم مليء بالمفاجآت – التوترات الجيوسياسية وإشارات الاحتياطي الفيدرالي: ما الذي ينتظر المستثمرين؟

في 23 يونيو 2025، أظهرت الأسواق العالمية مرونة مع ارتفاع الأسهم وانخفاض أسعار النفط بشكل حاد بعد ضربات إيران الصاروخية المحدودة على قواعد أمريكية في قطر والعراق. هذا الرد على التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، إلى جانب إشارات أقل ميلا للتشديد وأقرب إلى التيسير من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، يوفر لحظة للتأمل في القوى التي تشكل التوقعات الاقتصادية واستراتيجيات المستثمرين.

وجاء الرد الإيراني محدودًا بقدر يخفف مخاوف سوق النفط وكانت الضربات الصاروخية الإيرانية، التي لم تسفر عن خسائر بشرية، رداً محسوباً على الغارات الأمريكية على مواقعها النووية. وانخفضت عقود النفط الخام الآجلة بنسبة 7.2%، عكس اتجاه ارتفاع قصير الأجل بنسبة 6% ليلة الأحد عندما سيطرت مخاوف تعطل البنية التحتية للطاقة. واستقر خام برنت بالقرب من 77 دولاراً، مما يعكس سوقاً كانت مستعدة بالفعل لتقلبات الشرق الأوسط، بعد ارتفاعه من أقل من 70 دولاراً قبل الضربات الإسرائيلية الأولية. وهدأ النطاق المحدود لرد إيران المخاوف بشأن اضطرابات أوسع في سوق الطاقة، مما سمح للأسهم بالانتعاش. وسجل مؤشرات ستاندرد آند بورز، وداو جونز الصناعي وناسداك المركب مكاسب تقارب 1%، مما يشير إلى ثقة المستثمرين في تهدئة التوترات.

كما أدت إشارات الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة لانخفاض عوائد سندات الخزانة إلى 4.321% بعد أن أعربت عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان عن انفتاحها على خفض أسعار الفائدة في يوليو 2025، مرددة تصريحات مائلة للتيسير من أحد أعضاء مجلس الاجحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر. وتعكس أسواق العقود الآجلة الآن احتمالية بنسبة 22.7% لخفض الفائدة الشهر المقبل، ارتفاعاً من 14.5% يوم الجمعة الماضي. يشير هذا التحول إلى دعم متزايد لسياسة نقدية أكثر تساهلاً، قد تخفف تكاليف الاقتراض وتحفز النشاط الاقتصادي. ومع ذلك، قد يحد الغموض المستمر حول التضخم والنمو من التوقعات، مما يتطلب من المستثمرين البقاء على قدر كبير من اليقظة.

وعكست محركات السوق وأصول الملاذ الآمن والأسهم الفردية الاتجاهات الأوسع. فقفزت تسلا بنسبة 8.2% بعد إطلاقها لسيارة الأجرة الروبوتية، مما يشير إلى تفاؤل بابتكار التكنولوجيا. وارتفع نورثرن تراست بنسبة 8% وسط محادثات الاندماج مع بنك نيويورك ميلون، بينما انخفضت هيمز آند هيرز هيلث بنسبة 35% بعد إنهاء نوفو نورديسك شراكتهما. ارتفع الذهب، الملاذ الآمن التقليدي، بنسبة 0.3%، وانخفض مؤشر دولار وول ستريت جورنال بنسبة 0.2%، مما يؤكد على حذر المستثمرين وسط التغيرات الجيوسياسية والنقدية.

ما الذي ينتظر المستثمرين؟

موازنة المخاطر والفرص: تواجه الأسواق مشهدًا معقدًا. فالتوترات الجيوسياسية، رغم احتوائها حاليًا، قد تتجدد إذا حدثت أخطاء في التقديرات أو الحسابات. وعلى المستثمرين مراقبة أسعار الطاقة والتطورات الإقليمية عن كثب. في الوقت نفسه، يوفر التحول المحتمل للاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة أملًا في التحفيز الاقتصادي ولكنه يتطلب تدقيقًا في بيانات التضخم. لذا يبدو الخيار الأكثر عقلانية هو تنويع المحافظ بأصول مستقرة مثل الذهب، مع التركيز على قطاعات النمو مثل التكنولوجيا، ما قد يوازن المخاطر. كما أن البقاء على اطلاع من خلال تحديثات السوق في الوقت الفعلي والحفاظ على المرونة سيكونان مفتاحين رئيسيين للتنقل في هذا البيئة السوقية المتقلبة.

وتؤكد هذه اللحظة على الحاجة إلى التمتع بقدر من المرونة في أسواق التداول، من خلال فهم التفاعل بين الأحداث الجيوسياسية، والسياسة النقدية، وديناميكيات السوق، وبذلك يمكن للمستثمرين وضع أنفسهم في مواقف أكثر تحملاً لعدم اليقين مع الاستفادة من الاتجاهات الناشئة.

تحقق أيضا

النفط

سوق النفط وسط تطورات الشرق الأوسط: هدوء هش

تثير الضربات الإيرانية الأخيرة وتداعياتها الاقتصادية نقاشًا حاميًا حول استقرار الأسواق العالمية وأمن الطاقة. انخفضت …