ختم النفط تعاملات اليوم الأول من تعاملات الأسبوع في الاتجاه الصاعد رغم قرار مجموعة أوبك+ زيادة الإنتاج للمرة الثالثة على التوالي منذ التخلي عن الطوعي للإنتاج الذي استمر لفترة طويلة بهدف تعزيز الأسعار العالمية للنفط، وهو الهدف الذي ركزت عليه السياسة الإنتاجية للمجموعة قبل أن تبدأ في التحول إلى زيادة الناتج.
وجاء التماسك الذي أظهرته الأسعار العالمية للنفط رغم الزيادة في معدلات الإنتاج لعوامل عدة توافرت في الأسواق على مدار الفترة منذ نهاية الأسبوع الماضي وحتى ختام تعاملات الاثنين الماضي.
وتضمنت تلك العوامل أن زيادة الإنتاج جاءت أقل من توقعات الأسواق، وتجدد التوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا، ومخاوف حيال توافر المعروض الكافي من النفط ظهرت منذ اندلاع حرائق الغابات في كندا.
السياسة الإنتاجية لأوبك
قررت مجموعة أوبك+ بواقع 41000 برميل يوميًا بدء من الأول من يوليو المقبل، وهي الزيادة الثالثة على التوالي في معدل إنتاج دول المجموعة، وذلك في اجتماعها الذي انعقد في 30 مايو الماضي.
وجاءت الزيادة في الإنتاج أدنى من توقعات الأسواق، وهو ما ساعد النفط على التعافي من صدمة القرار الأولى التي تسببت في خسارته حوالي 0.3% في نهاية يوم التداول الجمعة الماضية.
وبلغ إجمالي زيادة الإنتاج من قبل مجموعة أوبك+ 1.37 مليون برميل منذ البدء في الزيادة في إبريل الماضي بعد سنوات من خفض المعدلات، وهو ما يمثل حوالي 62% من إجمالي الزيادة التي تستهدفها بواقع 2.2 مليون برميل حتى تعود مستويات الناتج النفطي للدول الثمانية المكونة للمجموعة إلى نفس الأرقام التي سجلتها قبل بداية الخفض الطوعي.
ويأتي هذا التحول في السياسة الإنتاجية في إطار مساعي من قبل المجموعة للحفاظ على نصيبها من أسواق النفط العالمية حتى لا يتآكل بسبب استغلال المنتجين الأمريكيين لأي فجوات في المعروض.
ومن المتوقع أن الطلب العالمي على النفط قد يشهد ارتفاعًا بمتوسط 775000 برميل يوميًا في 2025، وفقًا لمسح أجرته وكالة أنباء رويترز الجمعة الماضية بينما تتوقع الوكالة الدولية للطاقة في نظرتها المستقبلية الأحدث لأسواق النفط العالمية ارتفاع الطلب العالمي بواقع 740000 برميل يوميًا.
التوترات الجيوسياسية
استجدت تطورات على صعيد الصراع في شرق أوروبا نهاية الأسبوع الماضي بعد أن قصفت أوكرانيا أهدافًا في عمق الأراضي الروسية.
وقصفت أوكرانيا مدينتي كورسك وفورونزه في الأراضي الروسية بطائرات مسيرة، مما أدى إلى اندلاع حرائق في مباني سكنية علاوة على تأثر حركة السير في أحد الطرق السريعة، وفقًا لمصادر رسمية روسية أكدت ذلك الاثنين الماضي.
ودمرت الدفاعات الجوية الروسية 162 طائرة مسيرة أوكرانية، من بينهم 57 مسيرة استخدمت في الهجوم على المدينتين الحدوديتين الروسيتين.
جاء هذا القصف قبيل انعقاد جولة جديدة من محادثات السلام بين موسكو وكييف، والتي تستهدف التوصل إلى تسوية بين الجانبين لإنهاء الصراع الذي بدأ بغزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022.
حرائق الغابات
اندلعت حرائق غابات في ولاية ألبرتا الكندية المنتجة للنفط، مما أدى إلى تأثر موقع الإنتاج بهذه الكارثة الطبيعية التي دفعت السلطات إلى إخلاء أحد مواقع إنتاج النفط الهامة في الولاية من العمالة وإغلاقه كإجراء احترازي.
كما استفادت العقود الآجلة للنفط بنوعيها من هبوط الدولار الأمريكي الي تربطه بالخام الأسود علاقة عكسية.
ويواصل الدولار الأمريكي الهبوط منذ مستهل التعاملات اليومية الاثنين بتجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين الذي شهدته تعاملات الجمعة الماضية.
وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 98.71 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 99.33 نقطة. وارتفع المؤشر إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الأول من هذا الأسبوع عند 99.42 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 99.33 نقطة.
وقال سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكية، الجمعة الماضية إن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين “تعثرت بعض الشيء” ، وان هناك حاجة إلى اتصال هاتفي بين الرئيسين الأمريكي ونظيره الصيني من أجل الدفع بها إلى التقدم من جديد.