نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
توقع تقرير نشرته مجموعة سيتي جروب للخدمات المالية أن تفرض إدارة ترامب تعريفة جمركية بنسبة 25% على واردات الولايات المتحدة من النحاس بنهاية 2025، وفقًا لما نشرته وكالة أنباء رويترز.
واستندت المجموعة المالية العملاقة في توقعاتها إلى إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا بدراسة تجارة النحاس في الولايات المتحدة الأربعاء الماضي، بما في ذلك الواردات وأحجامها وأهم الدول التي تصدرها إلى بلاده.
كما يستهدف هذا الأمر التنفيذي زيادة الإنتاج المحلي من النحاس، الذي يتمتع بأهمية كبيرة في صناعة السيارات الكهربائية، والمعدات العسكرية، والبُنى التحتية.
وتوقعت سيتي أيضًا ارتفاعًا كبيرًا في أسعار النحاس ليعكس الزيادة التي قد تطرأ عليه جراء التعريفة الجمركية المتوقعة بواقع 25%. كما أشار التقرير إلى سبب محتمل آخر لارتفاع الأسعار؛ والذي يتمثل في إمكانية أن تدفع توقعات زيادة الأسعار الكثير من المستهلكين إلى شراء كميات كبيرة لتخزينها بينما لا يزال المعدن الأحمر بالأسعار الحالية.
كما حذرت المجموعة من أثر التعريفة الجمركية المتبادلة والتعريفة الجمركية الموجهة إلى دول محددة، خاصة تلك التي ينتظر أن تُفرض على كندا والمكسيك في الرابع من مارس المقبل على أسعار النحاس.
وتجدر الإشارة إلى أن التعريفة الجمركية المتبادلة قد يبدأ العمل بها في النصف الثاني من هذا العام في إطار سياسات تجارية أوسع نطاقًا تتبناها الولايات المتحدة، والتي تقوم على فرض قيود تجارية لحماية الاقتصاد الأمريكي وتعزيز أداء الاقتصاد علاوة على توفير مصادر تمويل إضافية.
ماذا يعني قرار ترامب؟
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا بالبدء في إجراء بحث استقصائي عن تجارة وتداول النحاس في الولايات المتحدة، وهو على الأرجح ما يأتي في إطار دراسة مدى توافر المعدن الأحمر في البلاد، وحجم الاستهلاك، وحجم الواردات، وأهم المصدرين إلى البلاد، وغيرها من الأمور بغرض تعديل السياسة التجارية ذات الصلة بهذا المعدن.
ويتضمن الأمر التنفيذي أيضًا إجراء بحث استقصائي في تجارة العديد من أشكال معدن النحاس المتداولة، والتي تشمل خام النحاس، والألواح النحاس بعد التنقية، وخردة النحاس.
وبينما يشير الأمر التنفيذي إلى أن هذا العمل الاستقصائي لأسواق النحاس قد ينتهي بحلول نوفمبر 2025، تتوافر نماذج سابقة من دراسات مشابهة أُجريت في قطاعي الصلب والألومنيوم ترجح إمكانية أن يتم الإسراع من وتيرة البحث الذي تقوم به إدارة ترامب لأسواق النحاس.
ودفعت النماذج السابقة المتوافرة لدراسات وأبحاث استقصائية لمعادن أخرى سيتي جروب إلى أن تتوقع ألا تنتهي هذه العملية البحثية قبل مايو المقبل.
وكانت أسهم التكنولوجيا هي الأكثر تأثرًا بحديث التعريفة الجمركية الثلاثاء الماضي، إذ أعلنت إدارة ترامب أنها تخطط لفرض المزيد من القيود على قطاع الشرائح الإلكترونية، وهي القيود التي قال تقرير نشرته شبكة بلومبرج الاقتصادية إنها قد تُفرض على الصين وبعض دول آسيا فيما يتعلق ببيع الشرائح الإلكترونية.
الذكاء الاصطناعي
كما أشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة تخطط لاستهداف شركات صينية تعمل في هذا القطاع بعقوبات للحد من قدرات بكين على تطوير صناعة الشرائح الإلكترونية محليًا لدعم قطاع الذكاء الاصطناعي والقدرات العسكرية.
وأعلنت إدارة ترامب الاثنين الماضي أيضًا أنها تدرس فرض رسوم إضافية على استخدام سفن الشحن التجارية المصنعة في الصين.
وشدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن قرار فرض تعريفة جمركية إضافية على كل من كندا والمكسيك سوف يُفعل “في موعده المحدد” دون تأخير. وكان ترامب قد أجل تنفيذ القرار إلى الرابع من مارس المقبل.
ويرجح أن الهدف من دراسة واردات النحاس الأمريكية هو المزيد من التضييق على الصين كونها من أكبر مستهلكي هذا المعدن الاستراتيجي والحد من تفوق بكين في العديد من الصناعات، أبرزها صناعة السيارات الكهربائية. كما يعتقد أنها تستهدف أيضًا تقويض القدرات الصناعية للصين لمنعها من تحقيق تفوق في صناعة المعدات العسكرية وغيرها من المعدات الحيوية.
وعلى الرغم من وجهة النظر التي ظهرت مع إصدار هذا الأمر التنفيذي، والتي تشير إلى أنه قرار غريب بعض الشيء، يرجح هذا التحرك مدى العجز الذي يتوقع أن تواجهه الولايات المتحدة في الفترة المقبلة.
