يقدم محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال والعضو المتميز في الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، تعليقات ثاقبة وتحليلاً شاملاً حول أحدث ديناميكيات السوق وأداء الأصول الرئيسية في مقابلة حصرية مع تلفزيون دبي.
نتحدث بداية عن اللهجة أو النبرة المتوقعة لهذا الاجتماع
واحد من أهم وأبرز العناوين التي ينتظرها المستثمرون. أعتقد أن النبرة لا تزال أو ستظل نبرة تشدد. الفيدرالي لن تتنازل عن تضخم مستدام عند 2% على الرغم فعلاً من تراجع التضخم للمرة الأولى في الربع الثاني خلال العام، ولكن لا يزال بعيدًا عن المستهدف 2%.
ومن وجهة نظري الشخصية، أن قراءة شهر واحد أو حتى قراءتين لا تعبر عن اتجاه بشكل عام. وبالتالي قد يعني من الأفضل أن نكون منفتحين على مزيد من البدائل الواسعة من قبل الفيدرالي أو الوسائل المتنوعة من قبل الفيدرالي.
بالنسبة للسوق الأسهم الأمريكي، يحوم حول تحقيق مستويات قياسية. هل هذا بسبب تباطؤ التضخم أم أن هناك عوامل أخرى ساعدت في هذا الزخم الصاعد
سوق الأسهم الأمريكية حقق مكاسب ملحوظة مع مواصلة الثلاث المؤشرات الرئيسية للسوق الأمريكي الارتفاع للجلسة الثالثة على التوالي. احتفلت أسواق الأسهم الأمريكية بتباطؤ التضخم العام والأساسي للمرة الأولى منذ الربع الأول لعام 2024.
نعم، تباطؤ التضخم ولكن لا يزال بعيدًا عن 2%. أعتقد أيضًا عاملًا مهمًا دفع أسواق الأسهم لهذا الزخم الصعودي هو العلاقة العكسية ما بين سوق السندات والأسهم. عوائد سندات الخزينة الأمريكية لأجل 10 سنوات تراجعت عند مستوى 1.73%.
عاملًا آخر لا يمكن إغفاله، هو واحد من أهم الأسباب التي دفعت السوق الأسهم للارتفاع هو الحماس حيال أسهم قطاع الذكاء الاصطناعي ومدى قدرتها على التوسع وتنويع الأرباح أو توزيع الأرباح بشكل كبير. وبالتالي نجد مؤشر داو جونز في أعلى مستوى له على الإطلاق منذ انطلاقه عام 1896، لأول مرة فوق عتبة الـ 40000.
بالنسبة لأسعار النفط أيضًا، اليوم بدأت الجلسة على ارتفاعات ولكنها إجمالاً لم تحقق ارتفاعات ملحوظة، تخطت تقريبًا 1%. أبرز العوامل التي أدت إلى هذه الارتفاعات بالنسبة للنفط:
- المخاوف حيال نقص الإمدادات العالمية في سوق النفط بشكل عام.
- المخاوف الجيوسياسية أو حالة عدم اليقين السياسي في بعض الدول المنتجة للنفط، وخصوصًا بعد تحطم طائرة الرئيس الإيراني، وهناك عامل مهم أيضًا دفع الأسعار للارتفاع هو توقف أحد أكبر المصافي الروسية، في جنوب روسيا، عن الإنتاج وطاقتها الإنتاجية هي 4 مليون طن سنويًا أي ما يعادل مليون برميل يوميًا تقريبًا وما تتوقعه الأسواق من اجتماع الأوبك + خلال يونيو القادم أن المنظمة ستحافظ على خطة النفط بقيمة 2,2 مليون برميل يوميًا حتى منتصف العام الجاري 2024.
بالنسبة للذهب، يحوم حول مستويات قياسية، ما الذي أدى إلى تلك الارتفاعات وهل ستستمر هذه الارتفاعات؟
من الواضح أن الارتفاعات ستسمر وقد نشاهد 2500 دولار للأونصة الواحدة في وقت قريب، استمرار التوترات الجيوساسية في المنطقة بشكل عام بيزيد من أحجام الشراء سواء من الأفراد أو المؤسسات والبنوك المركزية والدول، نجد أن الصين مستمرة للشهر الثامن عشر على التوالي في شراء كميات كبيرة جدًا من الدهب وتريد تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي كنوع من أنواح الاحتياطي. حوالي 30 إلى 50٪ من إجمالي المشتريات وبالتالي يعتبر الذهب أحد أهم أدوات الملاذ الآمن للتحوط ضد تقلبات الأسواق.