نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
أجرت شاشة تلفزيون دبي مقابلة مع محمد حشاد، مدير قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين للتعليق على أهم تطورات أسواق المال في الأسبوع الماضي.
انفراجة في ملف سقف الدين الأمريكي
بدأ حشاد بالتعليق على انفراجة أزمة سقف الدين الأمريكي، وردًا على سؤوال حول ما إذا كانت الصفقة التي أبرمها الجمهوريون والديمقراطيون تعني اتخاذ قرار يخدم الانتخابات الأمريكية المقبلة أم أنه يخدم الاقتصاد العالمي ويجعله يتنفس الصعداء في ضوء كونه في كل الأحوال قرارًا مؤقتًا، فأجاب: “بالفعل في نهاية المطاف، تم رفع سقف الدين بعد مفاوضات طويلة استمرت على مدار أسابيع، فقد وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن مشروع القانون الذي وافق عليه الكونجرس مؤخرا، وأعتقد أن جو بايدن وكيفن مكارثي أنقذا الولايات المتحدة الأمريكية في اللحظات الأخيرة قبل التخلف عن سداد الدين أو عجز الحكومة الفيدرالية عن سداد فواتيرها وفي كل الأحوال فإن الاتفاق بشأن سقف الدين يعني أمرًا جيدًا بالنسبة للانتخابات الأمريكية، فهو سيوفر على البيت الأبيض الدخول في مفاوضات فيما يخص سقف الدين حتى انتخابات عام 2024، وهو أيضا قرار جيد على كل الأصعدة، بالنسبة لي الولايات المتحدة الأمريكية، فقد جنّبها الدخول في دوامة اقتصادية كانت ستشمل ارتفاع معدلات البطالة، علاوة على تراجع الثقة في الدولار وتراجع الثقة في الاقتصاد الأمريكي، ولكن أعتقد أن الأمور الآن في نصابها الصحيح وهذا واضح بشكل كبير من متابعة أداء الأصول المالية المهمة في أسواق النفط والأسهم الأمريكية، وهذه الأخيرة احتفلت بصفقة رفع سقف الدين بعد عدة أيام من المفاوضات”.
مخاوف الركود
ردًا على سؤال حول ما إذا كان يؤيد ما ذكره رئيس بنك أوف أمريكا عندما وصف الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة بـ”المعتدل” وفقًا لتناسبه مع مستويات التضخم الحالية وأيضا مسار تشديد السياسة النقدية، أجاب حشاد: “نعم، يمكننا القول بأن هناك حزمة من البيانات الإيجابية التي تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من استمرار ارتفاع التضخم؛ ولعل أحدثها بيانات الوظائف الأمريكية، وقد نجح الاقتصاد الأمريكي في إضافة 339,000 وظيفة خلال مايو الماضي، وهذا يوفر دليل إيجابي، كأكبر رقم للتوظيف يتم تسجيله منذ أربعة شهور.
وأضاف حشاد: “أعتقد أن الاقتصاد الأمريكي ما زال بالفعل في مرحلة الركود المعتدل وكافة البيانات الاقتصادية إيجابية سواء مبيعات التجزئة أو حتى إنفاق المستهلك، ولكن هدف الاحتياطي الفيدرالي هو خفض التضخم إلى 2%، حتى لو كانت البيانات إيجابية وحتى لو كان سوق العمل قويًا وهذا سيؤثر بالطبع على أسعار الفائدة بشكل ما في الاجتماع القادم للسياسة النقدية”.
وتعليقًا على أسعار الفائدة، وردًا على سؤال حول ما إذا كان البنك المركزي الأمريكي سيلجأ لتثبيت أسعار الفائدة في الاجتماع القادم وبالتالي ما تأثيره على مستويات تحركات أسعار الذهب، أجاب حشاد: “الفكرة الأساسية تتلخص في أن الأسواق قد بدأت تشعر بأن الاحتياطي الفيدرالي سيثبت الفائدة خلال اجتماعه المرتقب الشهر الجاري، ولكن بنظرة عامة أعتقد أن الفيدرالي مستمر في التشديد النقدي فلا زلنا بعيدين عن مستويات التضخم المستهدفة عند 2%، وهذا بالطبع سيكون له تأثير سلبي على أسعار الذهب”.
النفط
وردًا على سؤال حول أسعار النفط والدعم الذي تلقاه من أكثر من جهة، وهل تلك المستويات ستكون مرضية بالنسبة لأوبك+ حتى الاجتماع المقبل؛ أشار حشاد إلى أن النفط “حقق مكاسب قوية والدليل أنه في مستهل التعاملات افتتح على فجوة سعرية صاعدة وبدأ يهاجم مستوى 75 دولار للبرميل الواحد للخام الأمريكي وبالفعل استفاد النفط بشكل كبير من انفراجة أزمة سقف الدين على اعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستهلك للطاقة في العالم، كما استفاد بشكل كبير أيضا من بيانات الوظائف الأمريكية التي جاءت بصورة ايجابية فاقت التوقعات وعززت الطلب على النفط الخام وبصفة خاصة مع اقتراب موسم العطلات الصيفية والسفر والقيادة”.
وأضاف: “اعتقد أن المستويات المرضية بالنسبة لبرميل النفط كانت ستكون ما بين 70 إلى 80 دولار خلال الفترة القادمة، وبصفة خاصة مع استمرار تعهد المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط، في العالم بخطة الخفض الطوعي بمقدار مليون برميل يوميًا ابتداء من الشهر القادم وهذا بشكل عام ستلاحظه الأسواق في صورة خفض الإنتاج من المملكة العربية السعودية من عشرة مليون برميل إلى تسعة مليون برميل.
وأخيرًا، حول أهم البيانات الاقتصادية المنتظرة هذا الأسبوع وخطاب كريستين لاجارد اليوم، يقول حشاد: “أعتقد أن الأجندة الاقتصادية لهاذ الأسبوع غير مزدحمة كما كان الأسبوع الماضي، أما عن كلمة لاجارد، فأتوقع أن تركز على مستويات التضخم وأداء القطاع المصرفي، وفي هذا الأسبوع ننتظر أيضا مؤشر معهد إدارة الموارد الأمريكي “الخدمي” وننتظر في كندا قرارات البنك المركزي؛ بنك كندا، بشأن أسعار الفائدة ومستويات التوظيف”.
وعودة إلى لاجارد؛ أشار حشاد إلى أن رئيسة البنك المركزي الأوروبي ستتكلم بشكل عام عن مستويات التضخم التي لا تزال بعيدة عن المستهدف.
