نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
في مقابلة على شاشة تلفزيون دبي، علق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين على أحدث التطورات في أزمة سقف الدين الأمريكي، في أعقاب الحديث عن توصل البيت الأبيض والكونجرس أخيرًا إلى اتفاق مبدئي، وقدم حشاد قراءة لهذه التطورات وانعكاساتها على أداء الأسواق العالمية، فأكد أن ملف سقف الدين ظل العنوان الأبرز على الساحة الاقتصادية منذ فترة كبيرة.
وأضاف: “اعتقد أن هذا الملف أوشك على الانتهاء، وفقًا لغالبية التوقعات، فهناك بعض الأنباء الإيجابية في الأجواء تفيد اقتراب البيت الأبيض من إبرام صفقة أي التوصل إلى حلول مع حزب الأغلبية، والفكرة الرئيسية لدينا الآن ليست ما إذا كان سيتم رفع أو الموافقة على رفع سقف الدين أو خلاف ذلك، لأنه في نهاية المطاف سيتم رفع سقف الدين لإنقاذ الحكومة الأمريكية، ولكن الفكرة الأساسية الآن تكمن في النقاط الخلافية الجوهرية بين الطرفين، أقصد على وجه التحديد أن هناك بعض القضايا المهمة بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر؛ الرعاية الطبية، والضمان الاجتماعي، نعم نرى الحزب الجمهوري يطالب بخفض الإنفاق العام إلى 130 مليار دولار، كما يطالب بعودة الأموال التي لم تستخدم والتي كانت مرصودة وقت جائحة كورونا.
وأشار حشاد إلى أن بعض التشريعات اللازمة من أجل المصادقة على مشاريع الطاقة لا يزال أمامها طريق طويل، وقد نشهد بعض التحديات حتى يتم تمرير هذا المشروع عبر الكونجرس، ولكن في نهاية المطاف قد نرى التنازلات من الطرفين لتفادي إغلاق الحكومة الأمريكية قبل نفاذ السيولة لسداد الديون، أي أن أزمة سقف الدين لا يزال أمامها طريق طويل حتى تحل بشكل حاسم وحتى يتم تمريرها عبر الكونجرس، ولكن قد تحل من أجل تفادي حدوث أزمة اقتصادية بالنسبة للاقتصاد الأمريكي وأزمة اقتصادية عالمية.
أسعار النفط
وردًا على سؤال حول انعكاسات تطورات أزمة سقف الدين على الأسواق العالمية وسط ارتفاع أسعار النفط، وما الذي يعطي أسعار النفط هذا الزخم الصاعد، أجاب حشاد: “كان لتطورات أزمة سقف الدين انعكاس على مختلف قطاعات الأسواق وليست فقط النفط، ولكن عند الحديث عن النفط الخام، فقد تلقى الدعم من انفراجة أو وجود بوادر لحلول هذه الأزمة، لأنه في حال عدم وجود حلول، يستطيع المرء أن يقول إن الاقتصاد الأمريكي هو أكبر مستهلك للطاقة في العالم وذلك قد يؤثر على مستويات الطلب كما استفادت أسعار النفط التي تحوم حول مستوى 73 دولارا للبرميل الواحد، استفادت من حزمة البيانات الإيجابية التي صدرت في الاقتصاد الأمريكي وأهمها طلبات السلع المعمرة التي جاءت في ارتفاع كما شهدنا ارتفاع في الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، وهذا ما يمكن الأسواق ترجمته بشكل سريع كإشارة على أن الاقتصاد الأمريكي لم يتباطأ بالقدر الذي كان متوقعًا”.
أسعار الذهب
وردًا على سؤال حول أسعار الذهب التي كانت على ارتفاع في الأيام الماضية، ولكن الحديث الآن يدور حول انتهاء هذا المسار الصاعد لأسعار الذهب، قال حشاد: ” ثمة معطيات كثيرة تؤثر على أسعار الذهب في هذه الفترة الهامة بينها بدون شك ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم وأزمة سقف الدين، أي أن لدينا معطيات على التحليل الأساسي تشير إلى اتجاه هابط وأيضا على مستوى التحليل الفني وأعتقد على المدى المتوسط أن أسعار الذهب كسرت مستوى دعم مهم جدا وتحول إلى مستوى مقاومة عند 1975 دولار للأونصة الواحدة، وأعتقد أنه لا يزال أمام المعدن الثمين مزيد من التراجع نحو مستويات الألف وتسعمائة وعشرة دولار للأونصة الواحدة.
العملات المشفرة
علق خشاد على أداء عملة البيتكوين، فقد رأت الأسواق ارتفاعات خلال الجلسات الأخيرة من الأسبوع الماضي مستوى 28000 دولار، ولكن بشكل عام العملات الرقمية وتحديدا البيتكوين عانت الكثير في الفترة الأخيرة وتواجه الكثير من التحديات، وحول أبرز هذه التحديات التي تواجه عملة البيتكوين، والأسباب التي دفعت المستثمرين لشراء البيتكوين، أوضح حشاد أن ثمة تباين بين الاتجاهين الصاعد والهبوطي، ولكن الاتجاه العام لا يزال هابطًا وأضاف: “شهدنا تراجع واضح في أحجام التداول خلال الأيام الماضية، وتم سحب أكبر الأصول الرقمية من منصات التداول ونشاهد أيضا أحجام تداول البتكوين تحديدا التي تراجعت لأدنى مستوى لها منذ عام 2018، أي منذ 5 سنوات، وحاليا نجد أن المطروح هو اثنين فاصل اثنين واثنين فاصل ثلاثة وعشرين مليون رمز في الأسواق وبالتالي فإن الأسواق تترجم خروج الأصول الرقمية من الأسواق في بعض الأحيان على أنه بداية أو قد يكون بداية لموجة صعود أو موجة تفاؤل وفي بعض الأخر تترجمها في ضوء السيناريو الأسوأ وهو مجرد تخفيف للضغوط البيعية ولكن بشكل عام، فإن أداء العملات الرقمية لا يزال هو الأسوأ منذ فترات طويلة في ظل ارتفاع أداء الدولار الأمريكي في المجمل وسط ارتفاع التوقعات بأن يستمر الاحتياطي الفيدرالي في سياسة التشديد النقدي.
