نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
في مقابلة أجرتها شاشة تلفزيون دبي، علق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، على أهم تطورات الأسواق المالية العالمية في اليوم الأول من أسبوع التداول الجديد والأهم ما هو يحدث في أسواق النفط.
النفط
لا يزال النفط يتكبد خسائر ومن المتوقع حدوث المزيد من الخسائر في المستقبل القريب ويبدو الأمر كما لو أن أسعار النفط تتجاهل البيانات الاقتصادية الإيجابية الأخيرة، ويعتقد حشاد أن النفط خسر بشكل عام أكثر من ثلثي مكاسبه منذ قرار أوبك + بشأن خفض إنتاج النفط ووفقًا لذلك، كان من المتوقع أن يرتفع النفط، لكن هذا لم يحدث وبدلاً من ذلك، يتجه سعر النفط الآن إلى أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من شهر واحد.
تشهد الأسواق إحدى الحالات القليلة التي تتجاهل فيها أسعار النفط البيانات الاقتصادية الإيجابية من الولايات المتحدة بما في ذلك بيانات مؤشر مديري المشتريات المرتفعة لكل من التصنيع والخدمات كما تجاهلت أسعار النفط بيانات النمو الصينية التي جاءت إيجابية بعد إعادة فتح النشاط الاقتصادي في الصين، ولكن الفكرة الأساسية كما يعتقد حشاد تكمن في أن هناك مشاعر تشاؤمية سائدة بين جميع المستثمرين في ظل التكهنات بشأن الخطوة التالية من قبل الاحتياطي الفيدرالي والتي يعتقد حشاد أنها ستكون مع الاستمرار في رفع أسعار الفائدة لفترة أطول في محاولة لترويض التضخم، وبالتالي في ظل رفع سعر الفائدة، سيؤثر ذلك على الطلب العالمي على النفط من جانب المستهلك الأكبر للطاقة؛ وهي الولايات المتحدة.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان السبب الوحيد للضغط على أسعار النفط خلال أيام التداول السابقة ولماذا لم يتمكن النفط من الانتعاش مرة أخرى، أجاب حشاد أن معنويات السوق بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن أسعار الفائدة تمثل، في الواقع، السبب الرئيسي ولكن توجد أسباب أخرى وأهمها عدم اليقين على المشهد المالي في العالم بما في ذلك التوترات السياسية والجيوسياسية وكذلك ارتفاع احتياطيات النفط وعلى الرغم من انخفاض الإمدادات نرى استمرار تراجع النفط.
بالنسبة لتوقعاته بشأن قرار أوبك + في مايو وما إذا كانت تحالف أوبك+ قد يلجأ إلى خفض إضافي للإنتاج، رجح حشاد أن أوبك+ تحافظ على المستويات الحالية لإنتاج النفط دون تغيير.
أسعار الذهب
أما بالنسبة للذهب الذي تجاوز 2000 دولار للأونصة والآراء التي تذهب إلى أن المعدن الثمين فقد الزخم، والتوقعات بأن المستثمرين قد ينتقلون من الذهب إلى الأصول المالية الأخرى من أجل الحفاظ على مكاسبهم، يعتقد حشاد أن الذهب سجل بالفعل أدنى مستوى له عند مستوى 1971 دولار للأونصة والسبب الرئيسي لتراجع أسعار الذهب هو قوة الدولار الأمريكي مدعومًا بعوائد سندات الخزانة المرتفعة ومن المعروف أنه بمجرد ارتفاع عوائد سندات الخزانة التي ينظر إليها كورقة مالية مضمونة، فإن هذا يؤثر على جاذبية الذهب في أعين المستثمرين، وبالفعل ارتفعت عوائد سندات الخزانة مؤخرًا إلى أعلى مستوى لها في عام واحد وتقوم الأسواق بتسعير خطوة بنك الاحتياطي الفيدرالي التالية وكذلك البنوك المركزية الرئيسية الأخرى على مستوى العالم فمن الممكن أن يستمر تشديد السياسة النقدية لفترة أطول من المتوقع وفي الولايات المتحدة، يمكن أن تصل أسعار الفائدة في نهاية المطاف إلى 5.25٪، وبالتالي سيعزز هذا التحرك الدولار الأمريكي، ومن ناحية أخرى، قد يمثل ضغطًا إضافيًا على أسعار الذهب لمواصلة مسيرته التصحيحية هبوطيًا وأشار حشاد أيضا إلى أن الأسواق قد تشهد تداول الذهب عند 1930 دولارا للأونصة في تعاملات أسبوع التداول الجاري.
عرش الدولار
رداً على سؤال عما إذا كان الدولار الأمريكي الذي سجل أعلى مستوياته في تعاملات اليوم، وهذا هو سبب وجود ضغط على أسعار النفط، ولكن مع ظهور قوى اقتصادية جديدة، فهل من المحتمل أن يفقد الدولار الأمريكي مكانته كعملة احتياطية رئيسية وعملة احتياطية أولى في جميع أنحاء العالم، يشير حشاد إلى أنه لا توجد ضمانات يمكن أن تؤمن مكانة الدولار ومكانته في النظام المالي العالمي.
كما أشار حشاد إلى أن هناك تحركات تقودها روسيا والصين لتدشين نظامها الخاص فيما يتعلق بالمعاملات التجارية الدولية وهذه التحركات باتت أكثر وضوحا بالإضافة إلى الديون الأمريكية والأوروبية وكذلك الديون الغربية بشكل عام، كل هذه العوامل يمكن أن تمثل المزيد من الضغط على الدولار الأمريكي في ظل وجود قوى اقتصادية عالمية بقيادة الصين ويعتقد حشاد أن هناك شكوكاً حول قدرة الدولار الأمريكي على الحفاظ على مكانته في المستقبل وهناك أيضًا دول أخرى تتحرك لتقديم عملات بديلة للدفع مثل اليوان والروبية الهندية ومن المتوقع أن تشكل هذه التحركات تهديدًا لعرش الدولار الأمريكي على المدى القريب.
