نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
في مقابلة على شاشة تلفزيون دبي، الاثنين، علّق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، على أهم تطورات أسواق المال العالمية في اليوم الأول لتعاملات أسبوع التداول الجاري، وأبرزها:
أولاً: الصين
كيفية قراءة خبر خفض الصين لمستهدف النمو بنسبة 5% وهو دون توقعات المحللين خاصة بعد التفاؤل الكبير خلال المرحلة الماضية وبعد انتهاء مرحلة كوفيد.
أجاب “حشاد” بأن الأسواق ترجمت بشكل سعر هذا الخبر على أنها أرقام مخيبة للآمال وهو ما انعكس بشكل كبير على الأداء السلبي لسوق الأسهم الصيني، غير أن تلك الأرقام -وفقاً لوجهة نظر حشاد الشخصية- جاءت منطقية وهي تتماشي مع الوضع الحالي للاقتصاد العالمي وما يمر به من مرحلة من التباطؤ. فإن نسبة 5% بالنسبة لثاني أكبر اقتصاد في العالم فهي تعتبر نسبة جيدة.
كما أننا لا نريد أن نغفل أن الاقتصاد الصيني لا يزال يعاني من التداعيات السلبية لجائحة كورونا على الرغم من إعادة فتح النشاط بشكل كامل، ولكن لا يزال هناك بعض التحديات المهمة جداً أمام الاقتصاد الصيني وهي صعوبة التصدير واضطراب سلاسل التوريد، كما أن حركة التجارة غير جيدة إلى الآن، إلى جانب أن سوق العقارات أداءه جيد.
ويرى “حشاد” أن تلك المستهدفات التي وضعها الاقتصاد الصيني بتراهن على مزيد من التقدم للاقتصاد الصيني، وقد تساعد على تنشيط حركة التجارة وتؤدي إلى زيادة الاستثمار الأجنبي في البلاد.
كيف سيكون تأثير ذلك على النفط؟
على أسعار النفط هي مخاوف شح المعروض، وكان قد تجاهل النفط هذا الخبر إلى حد ما واستفاد بشكل كبير من الخبر الأخير من المملكة العربية السعودية بأنها سوف تقوم برفع أسعار البيع لأوروبا ولآسيا للشهر الثاني على التوالي بداية من أبريل.
كما أن شركة أرامكوا لا تزال تراهن على تعافي الطلب العالمي من الصين، واستفاد بشكل كبير أيضاً من بيانات المخزون الإيجابية.
هل سيكون لذلك تأثير على اجتماع أوبك+ القادم؟
يعتقد “حشاد” أنه لن يكون له تأثير على الأوبك، فإن الأوبك دائماً تحاول أن تسعى إلى حفظ التوازن ما بين مستويات العرض والطلب حتى تحقق التوازن في الأسعار.
ثانياً: الفائدة الأمريكية
يتوقع أن ترفع الولايات المتحدة الفائدة مرة أخرى ضمن التوقعات وضمن تصريحات أعضاء الفيدرالي، ما السبب الضغط على الدولار بالرغم من توقعات رفع الفائدة؟
تعرض الدولار الأمريكي لعمليات جني أرباح بعد موجة كبيرة الارتفاعات، كما أن المستثمرين خلال الأسبوع الماضي توجهت أنظارهم نحو الأداوت الاستثمارية عالية المخاطر. وتكمن الفكرة الرئيسية الآن أنه لن يتم رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، أو 50 نقطة أساس، بل إن الفكرة الأساسية هي متى سيتم فعلاً إنهاء موجة التشديد.
ولكن الأرقام الأخيرة لبيانات التضخم ومبيعات التجزئة قد تجعل من لهجة جيروم باول أو نغمة الاحتياطي الفيدرالي أكثر تشدداً خلال عام 2023 وقد تفوق مستويات الفائدة المستويات المقررة لها فوق 5%
ثالثاً: الذهب
هل سيستمر المسار الصاعد الذي يتخذه الذهب خاصة مع ترقب قرار الفيدرالي الأمريكي؟
أشار “حشاد” إلى أن تحركات الذهب خلال الأسبوع الجاري ستكون مختلفة إلى حد ما، نظراً لعدد من البيانات المهمة أبرزها شهادة جيروم باول أمام الكونجرس والتي سيكون لها تأثير واضح وعالي على أسعار الذهب والعامل الثاني هو بيانات الوظائف الأمريكية، وهي الأخيرة قبل الاجتماع القادم في مارس.
ويمكن أن تحركات الذهب خلال الفترة الحالية تتسم بقدر من اللامنطقية إلى حدٍ ما على الرغم من ارتفاع أسعار الذهب 1856 دولار، أعلى مستوى له منذ 15 فبراير، ولكن لا تزال عوائد سندات الخزانة الأمريكية مستقرة فوق 4% وهو ما يعطينا تصور واضح بأن المستثمر لا يزال متمسك بالذهب كأحد أهم أدوات الملاذ الآمن على الرغم من رفع أسعار الفائدة.
رابعاً: اجتماع الفيدرالي
ما هي التوقعات المتعلقة بتصريحات جيروم باول؟ وكيف سيكون تأثير ذلك على السوق الأمريكي خصوصاً مع الضغوطات الصينية ونمو الاقتصاد المتوقع لهم؟
يعتقد “حشاد” أن جيروم باول يميل إلى التشديد خلال الفترة المقبلة، فعلى مدار أكثر من لقاء أو حديث له قال إنه لا يريد الأسواق أن تستعجل قيام الفيدرالي بالتباطؤ في رفع أسعار الفائدة، إذ أن جيروم باول لن يقوم بخفض أسعار الفائدة أو التوقف عن رفع أسعار الفائدة إلا عندما يشهد وصول التضخم إلى مستويات 2%. ولن يحدث ذلك إلا أن يكون هناك تراجع واضح وحقيقي في الطلب.
ويعتقد “حشاد” أن خبر الصين لن يكون له تأثير على قرارات جيروم باول وذلك نظراً لتركيز باول الكبير على التضخم وعلى سوق العمل. فإذا كان سوق العمل قوياً كما شهدنا الشهر الماضي 517 ألف وظيفة قد يكون هنا جيروم باول مضطر إلى رفع أسعار الفائدة خلال عام 2023.
