في مقابلة على شاشة تلفزيون دبي، الاثنين، علّق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، على أهم تطورات أسواق المال العالمية في اليوم الأول لتعاملات أسبوع التداول الجاري، وأبرزها:
أولاً: ارتفاع سقف الدين الأمريكي
أصبح الشغل الشاغل للأسواق الآن هو ارتفاع سقف الدين الأمريكي لمستويات قياسية تفوق 32 تريليون دولار، فإلى أي مدى يبدو الأمر مقلقاً للولايات المتحدة والعالم بشكل عام؟
أشار “حشاد” أن أزمة سقف الديون أمر مثير للقلق ولكن في حالة واحدة فقط وهو عدم نجاح الإدارة الأمريكية التوصل إلى اتفاق ما بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي وخاصةً بعد أن تخطت الولايات المتحدة الأمريكية السقف المقرر وقد يكون هناك احتمالية إلى التعثر.
فيما قال “حشاد” أنه من وجهة نظره الشخصية بناءً على التاريخ الماضي، سنجد أنه بعد هذه الفترة من الصراع بين الحزبين السياسي الجمهوري والديمقراطي، يتفقون في نهاية المطاف على منهجية لرفع سقف الدين وإنقاذ الولايات المتحدة الأمريكية من التعثر.
وبسؤاله عما إذا قارنا تلك المستويات بأنها الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية، فهل يبدو الأمر مريح نسبياً؟
أوضح “حشاد” حدوث تعثر وذلك اعتماداً على عدة عوامل، أولها أنها ليست المرة الأولى التي تطلب وزارة الخزانة من الكونجرس رفع سقف الدين، والفكرة الأساسية من رفع الدين هو تفادي نفاذ السيولة لدى الحكومات.
وأشار إلى أن التصريحات الأخيرة لجانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية الأسبوع الماضي بدأت فعلا في اتخاذ بعض التدابير الرئيسية في محاولة لمنع تفاقم أزمة الدين. وبالتالي، يعتقد “حشاد” أن التاريخ الطويل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ينسف المخاوف من أساسها وقد نصل إلى اتفاق قبل المهملة المحددة.
هل سيكون لأزمة الديون تلك يد في تحديد مسار سعر الفائدة الأمريكية؟
أشار “حشاد” إلى أن الإجابة على هذا السؤال تنقسم إلى شقين الأول خاص بالسياسة المالية والآخر خاص بالسياسة النقدية، ولكن إذا لزم الأمر فقد يقوم الفيدرالي بالتخلي عن النهج التدريجي لرفع أسعار الفائدة ويبدأ في خفض أسعار الفائدة بشكل مباشر ابتداءً من أول اجتماع قادم له.
هل هناك مخاوف من عدم سداد تلك الديون؟ أو وجود نقطة خلاف كبيرة؟
من وجهة نظره، يستبعد “حشاد” حدوث ذلك، ولكن إذا حدث تعثر فقد يكون هناك تداعيات سلبية كبيرة فقد ترتفع تكلفة الاقتراض وقد يفقد الكثير من الأمريكيون وظائفهم وقد تتراجع مكانة الدولار الأمريكي كعملة احتياطية.
ثانياً: النفط
ثمة تفاؤل حيال الاقتصاد الصيني وهناك عقوبات وتضييق الخناق أكثر على النفط الروسي، فهل سنتجه إلى مستويات 100 دولار؟
أوضح “حشاد” أن المعطيات الحالية الموجودة داخل الأسواق بعضها متضارب ومتباين، لذلك نجد أن أسعار النفط تتحرك في الاتجاهين الصاعد والهابط، ولكن إجمالي الاتجاه يعتبر اتجاه صاعد حقق مكاسب أسبوعية الخام الأمريكي الذي بدأ في مهاجمة مستوى 82 دولار للبرميل الواحد.
كما استفاد بشكل كبير من إعادة افتتاح الاقتصاد الصيني وإلغاء قيود الإغلاق على اعتبارها ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم. كما استفاد بشكل كبير من التصريحات الأخيرة للملكة العربية السعودية بأنها فتحت باب النقاش مع الجانب الروسي بشأن وضع خطة للحفاظ على أسعار النفط.
ويعتقد “حشاد” أن مستويات الـ100 دولار وخاصة في ظل تراجع المخزونات بشكل تدريجي فقد نشاهد 100 دولار للبرميل الواحد، حينما تبدأ البنوك المركزية في إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة.
ثالثاً: الذهب
هل تشير المعطيات إلى أن الذهب سيصل إلى مستويات الـ2000 دولار؟
قال “حشاد” إلى أن المعطيات الحالية تشير إلى استمرار الاتجاه الصاعد للذهب وتحديداً إذا بدأت البنوك المركزية العالمية في الإبطاء في خفض وتيرة رفع أسعار الفائدة، ليعطي ذلك المزيد من الدفعة صوب الصعود خلال الفترات القادمة.